مقالات طبية

الوقاية من تفاقم أعراض الانسداد الرئوي المزمن ضرورية للإبقاء للبقاء على حياة المرضى

الوقاية‭  ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬أعراض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن

ضرورية‭ ‬للإبقاء‭ ‬للبقاء‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المرضى

 

الدكتور‭  ‬صلاح‭ ‬زين‭ ‬الدين

رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬اللبنانية‭ ‬للأمراض‭ ‬الصدريّة

كشفت‭ ‬شركة‭ ‬بوهرنجر‭ ‬إنجلهايم،‭ ‬إحدى الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية،‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬دراستها‭ ‬التجريبية‭ ‬”DYNAGITO”‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬52‭ ‬أسبوعاً،‭ ‬وشملت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬أكثر‭ ‬من ‭ ‬7800‭ ‬شخص‭ ‬مصاب‭ ‬بداء‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭.‬

أصبحت‭ ‬السكتة‭ ‬الدماغية‭ ‬وبشكل‭ ‬متزايد‭ ‬مشكلة‭ ‬صحية‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وتشير‭ ‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬تفاقم‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬عند‭ ‬المرضى‭ ‬المشاركين‭ ‬بالدراسة‭ ‬المشخصين‭ ‬بداء‭ ‬الإنسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭. ‬وتدعم‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭  ‬المبادرة‭ ‬العالمية‭ ‬الدولية‭ ‬للانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ , ‬2018‭ ‬التي‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬العلاجات‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬المزمن،‭ ‬وتساعد‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬العلاج‭ ‬الأساسية،‭ ‬المتمثلة‭ ‬بتقليل‭ ‬الأعراض‭ ‬وتقليل‭ ‬مخاطر‭ ‬تفاقمه‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬ هذا‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬نشر‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭  ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬لانسيت‭ ‬لطب‭ ‬الأمراض‭ ‬التنفسية‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬معلومات‭ ‬عامة‭ ‬كافية‭  ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وغياب‭ ‬طرق‭ ‬التشخيص‭ ‬الموحدة‭ ‬يعيق‭ ‬تحديد‭ ‬عدد‭ ‬الحلات‭ ‬المصابة‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬ويبقي‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬غير‭ ‬مشخصة،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الحلات‭ ‬ووصولها‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة‭.‬ فنسبة‭ ‬إنتشار‭ ‬مرض‭ ‬الإنسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تعديلها‭ ‬حسب‭ ‬العمر‭ ‬ونوع‭ ‬الجنس‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬تبلغ‭ ‬5‭.‬3‭% ‬مع‭ ‬معدلات‭ ‬تشخيص‭ ‬منخفضة‭ ‬بلغت‭ ‬نسبتها‭ . ‬28‭.‬8‭%  ‬ويعرّف‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬بأنه‭ ‬مرض‭ ‬رئوي‭ ‬مزمن‭ ‬يسبب‭ ‬انسداداً‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬الهواء‭ ‬من‭ ‬الرئتين‭.‬ وتشمل‭ ‬الأعراض‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعاً‮ ‬‭ ‬ضيق‭ ‬التنفس‭ ‬إفراز‭ ‬البلغم‭ ‬والسعال‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬أسبابه‭ ‬التدخين‭ ‬والتعرض‭ ‬للغازات‭ ‬والمواد‭ ‬الكيماوية‭ ‬أو‭ ‬الغبار‭  ‬لفترات‭ ‬طويلة‭. ‬وتشير‭ ‬الدراسات‭ ‬والاحصاءات‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬المصابون‭ ‬بمرض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬وسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬وأمراض‭ ‬أخرى‭ ‬مختلفة‭.‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أيضاً،‭ ‬أن‭ ‬أعراض‭  ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬لاتظهر‭  ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تلف‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الرئة،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تتفاقم‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬المدخنين‭.‬ وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬ضيق‭ ‬التنفس‭ ‬وضيق‭ ‬الصدر‭ ‬وزيادة‭ ‬إفراز‭ ‬البلغم‭ ‬في‭ ‬الرئتين‭ ‬والتهابات‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬المتكررة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬طاقة‭ ‬المريض‭. ‬هذا‭ ‬ويصل‭ ‬معدل‭ ‬انتشار‭ ‬مرض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬4‭% ‬عند‭ ‬البالغين‭ ‬الذين‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬40‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬السكان‭.‬

وقال‭ ‬الدكتور‭  ‬صلاح‭ ‬زين‭ ‬الدين،‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬اللبنانية‭ ‬للأمراض‭ ‬الصدريّة،‭ ‬”وفقا‭ ‬لعدة‭ ‬دراسات،‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬80‭ ‬٪‭ ‬منها‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تشخيصها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطبيب‭. ‬فالأفراد‭ ‬الأكبر‭ ‬سناً‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المدخنين‭ ‬لديهم‭ ‬خطر‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬داء‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ .‬يجب‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬حول‭ ‬مرض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬ويجب‭ ‬تحسين‭ ‬طرق‭ ‬التشخيص‭. ‬ويعتبر‭ ‬التشخيص‭ ‬المبكر‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬لإدارة‭ ‬تطور‭ ‬مرض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬للتعايش‭ ‬والسيطرة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬تقليل‭ ‬الأعراض‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬المرض‭.‬ وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬تطور‭ ‬المرض‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬25‭% ‬من‭ ‬وظائف‭ ‬الرئة،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬إلى‭ ‬الإصابة‭ ‬بمرض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع”‭.‬

وأضاف‭ ‬الدكتور‭ ‬صلاح‭ ‬زين‭ ‬الدين‭:‬ “تظهر‭ ‬عادةً‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬نتيجةً‭ ‬للإصابة‭ ‬بالتهاب‭ ‬في‭ ‬الرئتين‭ ‬أو‭ ‬القنوات‭ ‬التنفسية‭ ‬أو‭ ‬استنشاق‭ ‬الهواء‭ ‬الملوث‭. ‬ويمكن‭ ‬منع‭ ‬تفاقم‭ ‬أعراض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭  ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإقلاع‭ ‬عن‭ ‬التدخين‭ ‬والتلقيح‭ ‬ضد‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬والالتهاب‭ ‬الرئوي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬النشاط‭ ‬البدني‭ ‬والالتزام‭ ‬بالأدوية‭ ‬الموصوفة‭ ‬لهذا‭ ‬المرض‭ ‬وزيارة‭ ‬الأطباء‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭ ‬والنوم‭ ‬الكافي‭ ‬وشرب‭ ‬كمية‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬الماء”‭.‬

ومن‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مشرف،‭ ‬المدير‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬بوهرنجر‭ ‬إنجلهايم‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وتركيا‭ ‬وأفريقيا‭:‬ “تعمل‭ ‬بوهرنجر‭ ‬إنجلهايم‭ ‬بشكل‭ ‬حثيث‭ ‬لدراسة‭ ‬وتطوير‭ ‬فهم‭ ‬دقيق‭ ‬لأمراض‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬المزمنة،‭ ‬التي‭ ‬تتزايد‭ ‬نسبة‭ ‬انتشارها‭ ‬باستمرار‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الوفيات‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭.‬ ومع‭ ‬تأثيرها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماع‭ ‬المرتفع،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬التدخل‭ ‬المبكر‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬انخفاض‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تكاليف‭ ‬العلاج‭ ‬والوفيات‭.‬ من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬مزودي‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬لضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬صحية‭ ‬أفضل‭ ‬لسكان‭ ‬المنطقة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬كبير‭ ‬للعوامل‭ ‬المسببة‭ ‬للأمراض‭ ‬القلبية‭ ‬والتنفسية”‭.‬

ووفقاً‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬فإن‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشخاص‭  ‬يتم‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬قد‭ ‬يعودون‭ ‬إليها‭ ‬بعد‭ ‬تفاقم‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ثمانية‭ ‬أسابيع‭. ‬وتشمل‭ ‬عوامل‭ ‬الخطر‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬مرض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬تدخين‭ ‬التبغ‭ ‬وتلوث‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المغلقة‭ ‬والمفتوحة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التعرض‭ ‬للغبار‭ ‬والمواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬العمل‭. ‬ويعد‭ ‬المرض‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الحالات‭ ‬الصحية‭ ‬إثارةً‭ ‬للقلق‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬النامية،‭ ‬ويحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬كسبب‭ ‬رئيسي‭ ‬للوفاة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬ثالث‭ ‬سبب‭ ‬رئيسي‭ ‬بحلول‭ ‬العام ‭2030 ‬.

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬بوهرنجر‭ ‬إنجلهايم‭ ‬برزت‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬عاماً‭ ‬كشركة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬أمراض‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي،‭ ‬حيث‭ ‬أطلقت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العلاجات‭ ‬الموجهة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الحالات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مرض‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬والربو‭ ‬وسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬والتليف‭ ‬الرئوي‭ ‬مجهول‭ ‬السبب‭.‬ وتركز‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬نوعية‭ ‬حياة‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬أكثر‭ ‬استقلالية‭.‬

مجلة المستشفى العربي – عدد نيسان (أبريل) 2018  رقم 139 – صفحة 114

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى