مقالات طبية

داء الشريان السباتي

داء الشريان السباتي

مرض يتراكم فيه خليط من المواد يسمى الصفائح الترسبية داخل الشرايين السباتية

د. هشام يوسف عثمان إستشاري الجراحة العامة والمناظير المستشفى الأهلي /الدوحة –قطر

يوجد شريانان سباتيان، واحد في كل جانب من العنق. ينقسم كل منهما إلى الشرايين السباتية الظاهرة والباطنة.

تزود الشرايين السباتية الباطنة الدماغ بدم غني بالأوكسجين، بينما تزود الشرايين السباتية الظاهرة الوجه وفروة الرأس والعنق بالدم الغني بالأوكسجين. داء الشريان السباتي يعتبر خطير جدا لأنه يمكن أن يسبب سكتة دماغية. وتحدث السكتة الدماغية إذا انقطع تدفق الدم إلى الدماغ. إذا انقطع تدفق الدم لأكثر من بضع دقائق، عندها تبدأ الخلايا في الدماغ بالموت، وهذا يضر بأجزاء الجسم التي تتحكم بها خلايا الدماغ. كما يمكن أن تسبب السكتة الدماغية تلف دائم في الدماغ، إعاقة طويلة الأجل، مثل مشاكل الرؤية أو الكلام أو الشلل (عدم القدرة على الحركة)، أو الموت. كلما كانت المعالجة أسرع، كلما كانت فرص الشفاء أفضل. يبدو أن داء الشريان السباتي يبدأ عندما تحدث أذية للطبقات الداخلية للشرايين السباتية.

تتضمن العوامل الرئيسية التي تساهم في هذه الأذية ما يلي:

  • التدخين.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • ضغط دم المرتفع.
  • داء السكري.
  • كبار السن. مع تقدمك في السن، يزيد خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
  • زيادة الوزن والسمنة.
  • نقص في النشاط الجسدي.
  • تاريخ عائلي لتصلب الشرايين.
  • نظام غذائي غير صحي.

عندما يحدث التلف، يبدأ الجسم السير بعملية الشفاء، قد تسبب آلية الشفاء والتعافي تراكم الصفائح الترسبية في مكان تلف الشرايين.

ويمكن للصفيحة الترسبية في الشريان أن تصاب بالتشظي أو التمزق. وإذا ما حدث هذا ، ستلتصق خلايا الدم المسماة بالصفيحات الدموية بموقع الأذية وقد تتكتل معا لتشكل جلطات دموية.

يمكن أن يؤدي تراكم الصفائح الترسبية أو الجلطات الدموية إلى تضييق شديد أو انسداد في الشرايين السباتية. ومن الممكن أن تنفصل الجلطات من موضع التضييق وتنتقل إلى الأوعية الدموية في الدماغ مسببة السكتة الدماغية.

ولا يعني وجود أي من عوامل الخطورة لديك بأنك ستصاب بداء الشريان السباتي.

ومع ذلك، إذا كنت تعرف أن لديك عامل خطورة واحد أو أكثر، فإنه بإمكانك اتخاذ خطوات للمساعدة في منع أو تأخير المرض. إذا كنت تعاني من تراكم الصفائح الترسبية في شرايينك السباتية، فقد يكون لديك أيضًا تراكم في هذه الصفائح الترسبية في شرايين أخرى. ويكون الأشخاص الذين لديهم داء الشريان السباتي في خطر متزايد لداء شرايين القلب الاكليلية.

قد لا يسبب داء الشريان السباتي علامات أو أعراض حتى يتضيق بشدة أو ينسد الشريان السباتي. خلال الفحص السريري، سوف يستمع جراح الأوعية الدموية إلى الشرايين السباتية الخاصة بك باستخدام سماعة طبية. وقد يسمع صوتًا يطلق عليه إسم النفخة الشريانية. ولا توجد النفخة الشريانية عند كل الناس الذين لديهم داء الشريان السباتي. قد يشير هذا الصوت إلى ضيق في الشريان السباتي. ولمعرفة المزيد سيتم طلب اختبار التصوير الوعائي بالموجات فوق الصوتية.

النوبة الإقفارية العابرة

السكتة الدماغية الأصغرية

بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن حدوث نوبة إقفارية عابرة (النشبة الدماغية العابرة)، هو أول علامات الإصابة بداء الشريان السباتي. خلال السكتة الدماغية الأصغرية، قد يكون لديك بعض أو كل أعراض السكتة الدماغية. ومع ذلك، عادة ما تستمر الأعراض أقل من 24 ساعةقد تتضمن أعراض السكتة الدماغية والنشبة الدماغية العابرة ما يلي:

  • دوار أو فقدان التوازن.
  • عدم القدرة على تحريك واحد أو أكثر من أطرافك.
  • اضطراب رؤية مفاجئ في عين واحدة أو كلتا العينين.
  • ضعف مفاجئ أو خدر في الوجه أو الأطراف، غالبًا على جانب واحد فقط من الجسم.
  • صعوبة في التحدث أو فهم الكلام.

إن السكتة الدماغية الأصغرية هي علامة تحذيرية بأنك عرضة لخطر الإصابة بسكتة دماغية. وعليك ألا تتجاهل هذه الأعراض. ويساعد الحصول على الرعاية الطبية في ايجاد الأسباب المحتملة لسكتة دماغية أصغرية وتساعدك على التعامل مع عوامل الخطورة. قد تمنع هذه الإجراءات حدوث سكتة دماغية مستقبلا. وعلى الرغم من أن السكتة الدماغية الأصغرية قد تكون تحذيرًا من حدوث سكتة دماغية وشيكة ، إلا أنها لا تتنبأ متى ممكن أن تحدث أي سكتة دماغية. قد تحدث السكتة الدماغية بعد أيام أو أسابيع أو حتى أشهر من الإصابة بسكتة دماغية أصغرية.

السكتة الدماغية

أعراض السكتة الدماغية هي نفس أعراض السكتة الدماغية الأصغرية، لكن النتائج ليست كذلك. يمكن أن تسبب السكتة الدماغية تلف دائم في الدماغ، إعاقة طويلة الأجل مثل مشاكل الرؤية أو الكلام أو الشلل (عدم القدرة على تحريك الأطراف)، أو الموت) معظم الأشخاص الذين يعانون من السكتات الدماغية لم يكن لديهم سابقًا سكتات دماغية أصغرية تحذيرية. من المهم جدا الحصول على معالجة فورية للسكتة الدماغية. وسيكون لديك أفضل فرصة للشفاء التام إذا تم إعطاء العلاج لفتح الشريان المسدود خلال 4 ساعات من ظهور الأعراض. كلما كان العلاج أسرع، كانت فرصك في الشفاء أفضل.

الاختبارات التشخيصية

الاختبارات التالية شائعة لتشخيص داء الشريان السباتي. إذا كان لديك أعراض لسكتة دماغية أصغرية أو سكتة دماغية، فقد يستخدم الطبيب اختبارات أخرى أيضا.

تصوير السباتي بالموجات فوق الصوتية

يعد تصوير السباتي بالموجات فوق الصوتية الاختبار الأكثر شيوعا لتشخيص داء الشريان السباتي. إنه اختبار غير مؤلم وغير مؤذي يستخدم موجات صوتية لإنشاء صور لداخل شرايينك السباتية. وباستطاعة هذا الاختبار توضيح ما إذا كانت الصفيحة الترسبية قد ضيقت شرايينك السباتية ومدى ضيق هذه الشرايين. يبين تصوير السباتي المعياري بالموجات فوق الصوتية بنية شرايينك السباتية. ويظهر دوبلر السباتي بالموجات فوق الصوتية كيف يتحرك الدم خلال شرايينك السباتية.

التصوير الوعائي للسباتي

التصوير الوعائي للشريان السباتي هو نوع خاص من الأشعة السينية. يمكن استخدام هذا الاختبار إذا كانت نتائج التصوير بالموجات فوق الصوتية غير واضحة أو لا تعط طبيبك معلومات كافية.

في هذا الاختبار، سيقوم طبيبك بحقن مادة (تسمى الصبغة الظليلة) في وريد، غالباً في ساقك. تنتقل الصبغة إلى شرايينك السباتية وتظللهم على صور الأشعة السينية.

تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي

يستخدم تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي موجات مغناطيسية كبيرة وموجات راديوية لالتقاط صور للشرايين السباتية. يمكن لطبيبك رؤية هذه الصور على شاشة كمبيوتر. في هذا الاختبار، قد يعطيك الطبيب صبغة ظليلة لتظليل شرايينك السباتية على الصور.

تصوير الأوعية الدموية المقطعي

يأخذ تصوير الأوعية الدموية المقطعي صور شعاعية للجسم من العديد من الزوايا. ويقوم كمبيوتر بتجميع و دمج الصور في صور ثنائية وثلاثية الأبعاد.  في هذا الاختبار، قد يعطيك الطبيب صبغة ظليلة لتظليل شرايينك السباتية على الصور.

العلاج

قد تشمل علاجات داء الشريان السباتي تغييرات نمط حياة صحي للقلب والأدوية والإجراءات الطبية. أهداف العلاج هي منع المرض من التدهور ومنع السكتة الدماغية. كما يعتمد علاجك على أعراضك ومدى شدة المرض وعمرك وصحتك العامة.

تغيير نمط الحياة

نحن دائما نوصي بتغييرات صحية لنمط الحياة إذا كان لديك داء الشريان السباتي، وهذا يشمل:

  • طعام صحي.
  • التطلع الى وزن صحي.
  • التعامل مع الإجهاد والشدة.
  • النشاط البدني.
  • الاقلاع عن التدخين.

الأدوية

إذا كان لديك سكتة دماغية سببتها جلطة دموية، فقد يتم إعطاؤك دواء لحل الجلطة. يجب إعطاء هذا النوع من الأدوية خلال 4 ساعات من بداية الأعراض. كلما كانت المعالجة أسرع، كانت فرصك في الشفاء أفضل. الأدوية لمنع جلطات الدم هي العلاج الأساسي للأشخاص الذين لديهم داء الشريان السباتي. فهي تمنع الصفيحات الدموية من التكتل وتشكيل جلطات في شرايينك السباتية، والتي يمكن أن تؤدي إلى سكتة دماغية. اثنين من الأدوية الشائعة هي:

  • الاسبيرين.
  • كلوبيدوغريل.

أحيانًا لا تكون تغييرات نمط الحياة وحدها كافية للسيطرة على مستويات الكوليسترول لديك. على سبيل المثال، قد تحتاج أيضا إلى أدوية ستاتين للتحكم في الكولسترول أو خفضه. وبتخفيض مستوى الكوليسترول في دمك، يمكنك تقليل فرصة اصابتك بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. عادةً ما نقوم بوصف الستاتينات للأشخاص المصابين بمرض شرياني و:

  • داء السكري.
  • مرض القلب أو اصابة بسكتة دماغية.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول.

قد تحتاج أدوية أخرى لعلاج الأمراض والحالات التي تؤذي الشرايين السباتية. قد يصف لك طبيبك أيضا الأدوية من أجل:

  • خفض ضغط الدم لديك.
  • خفض مستوى السكر في الدم.
  • منع تكون جلطات الدم، والتي يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية.

الجراحة والاجراءات الطبية

قد تحتاج إلى إجراء طبي إذا كان لديك أعراض ناجمة عن تضيق الشريان السباتي. يستخدم الأطباء إحدى طريقتين لفتح الشرايين السباتية المتضيقة أو المسدودة:استئصال بطانة الشريان السباتي و رأب الشريان السباتي وتركيب الدعامات.

استئصال باطنة الشريان السباتي

يستخدم استئصال باطنة الشريان السباتي بشكل أساسي للأشخاص الذين لديهم انسداد بنسبة 70 في المئة أو أكثر من الشرايين السباتية.

للقيام بذلك يقوم الجراح بعمل شق جراحي في عنقك للوصول إلى الشريان السباتي المتضيق.

بعد ذلك سيقوم بعمل قطع في الجزء الضيق من الشريان وإزالة البطانة الداخلية للشريان والتي تمنع تدفق الدم. وفي النهاية سيقوم الجراح بإغلاق الشريان باستخدام غرز وفي بعض الأحيان باستخدام رقعة ويقوم بإيقاف أي نزيف. ومن ثم يغلق الشق الجراحي في العنق.

رأب الشريان السباتي وتركيب الدعامات

نقوم باستخدام إجراء يسمى رأب الأوعية الدموية لتوسيع الشرايين السباتية واستعادة تدفق الدم إلى الدماغ.  يتم تمرير أنبوب رفيع مع بالون مفرغ في نهايته من خلال وعاء دموي في عنقك إلى الشريان السباتي المتضيق. وعندما يصل الى المكان المطلوب ، يتم نفخ البالون لدفع الصفيحة الترسبية إلى الخارج من خلال جدار الشريان.

ثم يتم وضع دعامة (أنبوب شبكي صغير) في الشريان لدعم جدار الشريان الداخلي. وتساعد الدعامة أيضا على منع تضيق الشريان أو انسداده مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى