أمراض وعلاجات

ارتفاع الكوليسترول الضار

ارتفاع الكوليسترول الضار

أبعد من عارض صحي

يعتقد البعض ان ارتفاع معدل الكوليسترول عارض صحي عابر ولا يشكل خطورة على الصحة فيكتفي المريض بتناول الدواء مع الحمية الغذائية المناسبة لفترة ما على أن يعود بعد ذلك الى عاداته الغذائية غير الصحية. الا ان الامر اخطر من ذلك، لأن ارتفاع معدل الكوليسترول مرتبط بحدوث نوبات قلبية نتيجة انسداد الشرايين؛ وعليه، ينبغي اتباع ارشادات الطبيب والاستمرار باتباع نمط الحياة الصحي للحد من فرص ارتفاع معدل الكوليسترول من جديد.

عند حدوث ترسبات دهنية على جدار الأوعية الدموية فذلك يعني ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، ما يعيق وصوله الى الشرايين. وبالتالي لن يحصل الدم على كمية الدم المحملة بالأوكسجين التي يحتاج إليها  فلا يحصل القلب على حاجته فيزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو السكتة الدماغية، ويمكن لانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ أن يسبب سكتة دماغية. قبل التعرف على المخاطر الصحية الناجمة عن ارتفاع معدل الكوليسترول، ينبغي إولاً الا التعرف على هذه المادة وتحديد أي نوع يشكل خطرا على الصحة. الكوليسترول هو عبارة عن مادة شمعية موجودة في كل خلية من خلايا الجسم لاستخدامه في إنتاج هرمونات ضرورية له وبناء خلايا جديدة معافاة. 

هناك نوعان من الكوليسترول:

  1. البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL أو الكوليسترول الضار، أي تلك الدهنيّات الضارة التي تتراكم على أطراف الشرايين والأوعية الدمويّة وتؤدي الى حدوث تجلطات تزداد قساوةً مع تراكمها بعضها فوق بعضٍ، ما يتسبب في إغلاقٍ كليٍّ أو جزئيٍّ لهذه الأوعية؛ فتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض تصلُّب الشرايين، والذبحة الصدريّة، وأمراض القلب، والنّوبة القلبيّة، والسكتة الدماغيّة.
  2. البروتين الدهني عالي الكثافة HDL أو الكوليسترول الجيد، وهي الدهنيّات المفيدة والجيدة للجسم تعمل على إزالة أثر البروتينات الدهنيّة منخفضة الكثافة ومنع تراكمها على جدران الأوعية الدمويّة، وبالتالي تساهم في حماية القلب من الأمراض الناتجة عن الكوليسترول السيء.

الكوليسترول الضار وأمراض القلب

ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم يترافق مع ارتفاع خطر الاصابة بأمراض القلب التاجية، ولكن كيف يحدث ذلك؟ يقوم البروتين الشحمي LDL الحامل للكوليسترول ترسيب الكوليسترول على جدران الشريان فتتشكّل مادة سميكة قاسية تدعى لويحة الكوليسترول. مع الوقت تسبب هذه اللويحة تسمكاً في جدران الشريان وتضيقاً في اللمعة وتدعى هذه العملية بتصلب الشرايين، وبالتالي تصبح غير قادرة على تزويد العضلة القلبية بكفايتها من الدم والأوكسيجين أثناء الجهد، ويؤدي نقص الأكسجين (نقص التروية) عن القلب إلى حدوث ألم صدري شديد أو ذبحة صدرية نتيجة نقص التروية؛ كذلك يمكن أن تتشكل خثرة دموية في أحد الشرايين الإكليلية وتؤدي إلى انسداد تام في الشريان وبالتالي موت العضلة القلبية أو جزء منها والإصابة باحتشاء العضلة القلبية أو النوبة القلبية.

الاسباب

بعض الحالات يكون العامل الوراثي سببا في ارتفاع معدل الكوليسترول، فالجينات قد تؤثر على كيفية استقلاب الجسم لمستويات الكوليسترول الضار وفرط كوليسترول الدم العائلي هو شكل موروث من ارتفاع الكوليسترول الذي قد يؤدي إلى أمراض القلب في وقت مبكر. ولكن هناك عوامل اخرى تؤدي الى ذلك مثل قلة النشاط والنظام الغذائي غير الصحي والإكثار من تناول الاطعمة الدسمة والبدانة، كلها عوامل تسهم في زيادة البروتين الدهني منخفض الكثافة وتقليل البروتين الدهني عالي الكثافة. تتمثل عوامل الخطر التي قد تزيد من خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم على الشكل التالي:

  • سوء التغذية: حيث ان تناول الدهون المشبَّعة التي توجد في المنتجات الحيوانية، والدهون المتحولة ترفع من مستوى الكوليسترول. 
  • البدانة حيث يتم تحديدها وفق مؤشر كتلة الجسم BMI، في حال كان المؤشر 30 وما فوق فهناك خطر الاصابة بارتفاع معدل الكوليسترول.  فالوزن الزائد قد يزيد من مستوى الكولسترول فى الدم.
  • داء السكري. يسهم ارتفاع السكر بالدم في ارتفاع مستوى البروتين الدهني المنخفض الكثافة وتقليل مستوى البروتين الدهني المرتفع الكثافة. كما أن ارتفاع السكر بالدم يتلف أيضا بطانة الشرايين.
  • زيادة محيط الخصر يعتبر أحد عوامل الخطورة أيضا، فالرجل يجب ان يكون محيط خصره 102 سم والمرأة 89 سم على الاقل.  
  • قلة النشاط البدني من أبرز العوامل التي تزيد من معدل الكوليسترول الضار. في المقابل، فإن المواظبة على ممارسة الرياضة تساعد بشكل كبير على زيادة نسبة الكوليسترول الجيد في الجسم مع زيادة حجم الجزيئات التي يتكون منها الكوليسترول الضار فيجعله أقل ضررا.
  • التدخين، يعمل على تلف جدران الأوعية الدموية فتصبح أكثر عرضة لتراكم الترسبات الدهنية. كما قد يقلل التدخين من مستوى البروتين الدهني العالي الكثافة أو الكوليسترول الجيد.
  • العمر والجنس: فقبل انقطاع الطمث، عادة ما يكون لدى النساء مستويات أقل من الكوليسترول الكلي من الرجال في العمر نفسه؛ ومع التقدم في السن، ترتفع مستويات الكوليسترول في الدم حتى سن 60 إلى 65 عاما،  بعد حوالي 50 عاما غالبا ما يكون لدى  النساء أعلى مستويات الكوليسترول الكلي من الرجال من العمر نفسه.

مخاطر وأضرار

مخاطر عدة تتربص بمرضى ارتفاع الكوليسترول تحتم عليهم المسارعة في علاجه والسيطرة عليه لكي لا تأخذ الامور منحى آخر أكثر خطرا من المشكلة الصحية بحد ذاتها.

من أبرز المخاطر الصحية التي يمكن ان يصاب بها مرضى ارتفاع الكوليسترول:

  • انسداد الأوعية الدموية نتيجة زيادة الكوليسترول في الدم فتتراكم الترسبات الدهنية 
  • مرض الشريان التاجي ويحدث نتيجة الضيق التدريجي في الشرايين التي تغذي الساقين فعند ممارسة أي مجهود بدني فإن الساقين لا يحصلان على الدم الكافي، وبالتالي حدوث آلام مبرحة في الساقين.
  • أمراض القلب والذبحة الصدرية وهي أمراض مرتبطة بالأوعية الدموية للقلب مثل ضيق شرايين القلب والذي يؤدي إلى الإصابة بالذبحة الصدرية.
  • جلطة القلب وتحدث نتيجة ضيق الشرايين وانخفاض مرور الدم إلى القلب فيفشل القلب في الحصول على الدم الكافي.
  • جلطة في الدماغ وتحدث نتيجة قلة الدم الواصل للمخ نتيجة ضيق الشرايين بسبب الكوليسترول.

هل من سبيل للوقاية؟

على الرغم من نجاح العلاج الدوائي في السيطرة على معدل الكوليسترول، إلا أنه ليس كاف ما لم يحدث المريض تغييرا جذريا في حياته ليسهم في ذلك بعلاج ارتفاع الكوليسترول اولا والوقاية من عدم ارتفاعه مرة جديدة ثانيا. الوقاية دائما ممكنة طالما قرر المريض ذلك، وتكون الخطوة الأولى بإحداث تغيير جذري بنمط الحياة من حيث الغذاء الصحي او ممارسة الرياضة مع الابتعاد عن كل ما يمكن أن يزيد من معدل الكوليسترول.

ومن هذه الخطوات:

  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والألياف والبقول والحبوب. 
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم، لتنشيط الدورة الدموية وحرق الدهون الزائدة وتحسين صحة الأوعية الدموية. 
  • تخفيف الوزن الزائد لأنه يؤدي إلى زيادة الكوليسترول الضار وخفض الكوليسترول المفيد.
  • تقليل تناول الدهون الحيوانية كالنقانق واللحوم والأجبان، واستبدالها بالمصادر النباتية، مثل زيت الكتان، وزيت الزيتون.
  • تناول كمية قليلة من البروتين الحيواني مثل البيض بنسبة 4 بيضات فقط أسبوعياً.
  • تجنب تناول البطاطا المقلية والمخبوزات، واستبدالها بالأطعمة الصحية ، مثل: الأسماك كالتونة، وتناول الثوم، والبصل، والخردل، والجنسنغ. 
  • الحد من التوتر والقلق لتجنب ارتفاع مستوى الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية. 
  • الامتناع عن التدخين لمنع خفض مستوى الكولسترول الجيد في الدم. 
  • المتابعة الدورية لدى الطبيب المعالج وإجراء فحص مخبري لمعرفة مستوى الكوليسترول في الدم. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى