أمراض وعلاجات

التهابات‭ ‬الكبد‭ ‬الفيروسية

التهابات‭ ‬الكبد‭ ‬الفيروسية

التهابات الكبد الفيروسية

تأخر التشخيص يؤدي إلى شائعة كبيرة

الكبد يقوم بإفراز العصارة الصفراوية التي تساعد في هضم الطعام وامتصاصه وبخاصّة الدهنيات، ويعمل كذلك على تكسير الدهون في الجسم ويحوّلها إلى كولسترول. كما يكوّن البروتينات الممتصة لتجلط الدم. للكبد أيضا القدرة على التعامل مع الكثير من المركّباتالكيميائية، ويقوم بتحويل أكثرها من مواد سامة إلى مواد نافعة غير سامة. كما يعمل الكبد على تكوين خلايا الدم الحمراء عند الجنين، يخزن الحديد والفيتامينات في الجسم إلى حين الحاجة إليها، ويحافظ على التوازن الهرموني في الجسم. الا ان هذا العضو معرض للإصابةبأنواع عدة من الالتهابات الفيروسية وهي “أ”، “ب”، “ج”، “د” و”هـ”. وتعد الالتهابات الكبدية من الأنواع “أ” و”ب” و”ج” الأكثر شيوعا.

الوقاية من التهابات الكبد الفيروسية هو أمر ممكن في حال اتبّاع خطوات عدة أولها  جدول اللقاحات العالمي سواء للأطفال أو البالغين، والمحافظة على النظافة الشخصية مع ضرورة غسل اليدين جيدا بالدرجة الأولى، وكذلك يجب الحرص على عدم تناول أطعمة غير نظيفةومشكوك في سلامتها، كما ينبغي عدم إقامة علاقات خارج إطار العلاقة الزوجية وعدم استخدام المخدرات والمنشطات وعدم استخدام أدوات العناية الشخصية للآخرين مثل فرشاة الأسنان وشفرة الحلاقة ومقص الأظفار والمناشف والصابون، وعدم المشاركة فيها.

التهاب الكبد الفيروسي A

يسبب التهاب الكبد الفيروسي A أعراضا مرضية تتراوح ما بين البسيطة والوخيمة، وينتقل عبر الطعام أو المياه الملوثة او عبر الاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه. في المقابل، تتضاءل خطورة هذا الفيروس بسبب توافر لقاح آمن وفعال للوقاية ما يتيح الفرصة للحد منانتشاره والوقاية من الإصابة.

إلا أن مخاطر العدوى بالتهاب الكبد A  تقترن اليوم بنقص المياه النظيفة والمأمونة، وتدني مستوى النظافة. وعليه، فإن المياه الصحية والغذاء السليم واتّباع إرشادات النظافة مع الحصول على اللقاح هي أكثر السبل فعالية في مكافحة المرض.

المصابون بهذا الفيروس سرعان ما يتماثلون عادة للشفاء ويتعافون تماما من المرض، وبذلك فإنهم يكتسبون مناعة ضد الإصابة بالمرض إذا ما تعرضوا للعدوى في المستقبل. وهذه المناعة تدوم طيلة الحياة. وبرغم تماثل معظم المصابين للشفاء التام في غضون شهرين علىالأكثر، إلا أن حوالي 15% من المرضى قد تسوء حالتهم وتستمر الأعراض لمدة قد تصل إلى ستة أشهر.

الأعراض الخفيفة بالظهور هي

  • الشّعور بالتّعب.
  •  الإعياء الشّديد من دون القيام بأيّ مجهودٍ.
  •  ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الشّعور بآلامٍ في عضلات الجسم والمفاصل.
  • فقدان الشهيّة.
  • الغثيان والقيء.

مع تطور الحالة المرضية، يمكن أن تظهر أعراضٌ أخرى تدلّ على اختلال وظائف الكبد؛ نتيجةً للعدوى، وتكون هذه الأعراض:

  • اصفرار لون الجلد، والعينَين.
  • تغيّر لون البراز والبول ليصبح لون البول داكناً أكثر.
  • آلام حادة في البطن خصوصاً في الجزء العلوي منه.
  • حكة في الجلد، وفي بعض الأحيان ظهور طفح جلدي.

 العلاج

 لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد الفيروسي A  لأنه عدوى فيروسية قصيرة الأجل أي انه يمكن ان تعالج من تلقاء نفسها ولكن يمكن الاتجاه نحو العلاج لتقليل الأعراض من خلال الراحة والحفاظ على نظام غذائي صحي وشرب الكثير من الماء.

ومن النصائح الضرورية التي يمكن أن تحد من انتشار العدوى:

  • شرب المياه المعبأة في قوارير وزجاجات تمت تعبئتها وإغلاقها من قبل المصنع، وعدم شرب المياه من الحنفية على الإطلاق؛ في حال الضرورة وعدم توافر مياه معدنية، يمكن غلي الماء ومن ثم تبريدها لتصبح صالحة للشرب.
  • تجنب الفواكه التي ليس لها قشور وتجنب السلطة الخضراء والخضروات الغير مطبوخة والأسماك النيئة، نظرا لسهولة تلوثها.
  • عدم تناول أي طعام من الباعة المتجولين في الشوارع لعدم توافر عناصر النظافة العامة والنظافة الشخصية.
  • غسل اليدين جيدا ودائما بعد استعمال المرحاض، وقبل الأكل أو تحضير الطعام.

اللقاح

يوفر لقاح التهاب الكبد الفيروسي A الحماية اللازمة للوقاية من الإصابة، ويمكن إعطاؤه لمن عمره سنتين أو أكثر. ولا يعطى هذا اللقاح بشكل روتيني للأطفال ولكن ينصح به للأشخاص المعرضين للإصابة أو للأشخاص الذين يتوقع حدوث مضاعفات خطيرة لهم إذا ماأصيبوا به.

التهاب الكبد الفيروسي B

يعتبر التهاب الكبد الفيروسي B مرض خطير يسببه فيروس التهاب الكبد HBVB، حيث يمكن ان يسبب تندب الكبد وفشل الكبد وسرطان الكبد؛ ينتشر في الدم المصاب وسوائل الجسم، وينتشر بنفس الطريقة للفيروس الذي يسبب مرض الإيدز .

قد تكون العدوى حادّة أو مزمنة؛ في الحالة الأولى فهي تدوم أقل من ستة أشهر، والجهاز المناعي يمكنه أن يتخلّص من هذا المرض، بحيث يتعافى المصاب تماماً، ويصيب عادةً البالغين. اما العدوى المزمنة، فتستمر ستة أشهر أو أكثر، ولا يستطيع الجهاز المناعي التخلصمنها، ومن الممكن أن يستمرّ مدى الحياة، ما قد يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.

ينتقل هذا الفيروس من شخص لآخر عن طريق الدم، العلاقات الجنسية، الإفرازات المهبلية وإفرازات الجسم الأخرى، إعادة استخدام الأدوات الطبية المستعملة، العلاقات الجنسية مع الأشخاص الحاملين للفيروس، من الأم المصابة لطفلها، الأشخاص العاملين بالمجال الطبيهم أيضاً عرضة للإصابة، أو العيش في الأماكن الموبوءة بهذا المرض.

يظهر على المصاب به مجموعة من الأعراض والعلامات أبرزها

  • اصفرار مناطق مختلفة من الجسم كالجلد والعيون.
  • الشعور بتعب وإرهاق في الجسم من دون أسباب واضحة.
  • ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم.
  • قيء وغثيان وفقدان للشهية.
  • الشعور بألم كبير في منطقة البطن بشكل عام.

اما خطوات العلاج، فيبدأ الطبيب بوصف مجموعة من الأدوية تحتوي على مواد مضادّة للفيروسات تساعد على إيقاف نشاطها وتكاثرها. بعض الحالات الأخرى قد لا تحتاج إلى علاج لأنّ بعض أنواع الفيروسات التي تصيب الكبد تكون غير ضارّة، وتحديداً إذا كان جهازالمناعة لديهم قوي ويساعد على مهاجة الفيروس من دون أن يلحق أي أضرار بالكبد والجسم ككل.

كما انه يوجد بعض الأدوية التي تبطئ عمل الفيروسات لفترة طويلة جداً قد تصل إلى سنوات، وبالتالي تساعد على علاج الجسم.  اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي B هو الركيزة الأساسية للوقاية منه، بحيث توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء هذا اللقاح لكل الرضعفي أقرب وقت ممكن بعد الولادة، وينبغي إعطاء جرعتين إلى ثلاث جرعات بعد الجرعة الولادية لاستكمال السلسلة الأولية. سلسلة اللقاحات الكاملة كفيلة في إحداث مستويات مضادة للوقاية لدى أكثر من 95% من الرضع، والأطفال، والصغار البالغين. وتدوم الحماية لفترة لاتقل عن 20 عاماً وتستمر طيلة العمر على الأرجح.

التهاب الكبد الفيروسي C

هو عدوى فيروسية تنتقل بواسطة الدم تسبب التهابا في الكبد قد تتطور وتؤدي في بعض الأحيان إلى تلف الكبد لأن الأعراض تبقى صامتة إلى أن يدمر الفيروس الكبد .يعتبر هذا الفيروس من أكثر أسباب الإصابة بالتهابات الكبد وقد يؤدي في النهاية إلى حدوث أضرار خطيرةبالكبد أو إلى فشل كبدي أو إلى سرطان الكبد. حتى الآن، لا يوجد لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي  C ولكن يمكن أن يتم علاج المرض بواسطة أدوية أخرى.

من الطرق الأكثر شيوعا لانتقال هذا الفيروس نقل دم ملوث أو إعادة استخدام المعدات الطبية أو عدم كفاية تعقيمها وخصوصاً الحقن والإبر في أماكن الرعاية الصحية، أو مشاركة الحقن الملوثة. كما يمكن أن ينتقل فيروس التهاب الكبد C عن طريق ممارسة الجنس وقد ينتقلمن الأم المصابة بالعدوى إلى رضيعها إلا أنها الأقل شيوعا.

الا ان معظم مرضى التهاب الكبد الفيروسي C لا يكتشفون إصابتهم إلا بعد مرور سنوات طويلة بحيث يكون تلف الكبد قد بات متقدما بشكل كبير فلا يمكن أن يقوم الكبد بوظائفه كالمعتاد. اما حالات الكشف المبكر، فمعظمها تتم من خلال التبرع بالدم. يمكن ان تكون الاصابةإما حادة أو مزمنة. عند إصابة شخص بالعدوى للمرة الأولى، فإن هذه المرحلة تسمى بالمرحلة ‘الحادة’ أو ‘التهاب الكبد الفيروسي C’.

وقد يحدث أن يتخلص الجسم من الفيروس بنفسه من دون الحاجة للعلاج  وذلك لدى 15 إلى 20٪ من المرضى. في حال لم يتم التخلص من الفيروس بعد ستة أشهر، فإنه يتحول إلى التهاب كبد فيروسي C  مزمن. وقد يؤدي هذا المرض بعد عدة سنوات إلى إصابة الكبدبالتلف. ويحدث ذلك عند النسبة الباقية من المرضى وهي تتراوح بين 75 إلى 85٪.  وقد يتسبب ذلك بعد فترة من الوقت في إصابة الكبد بالتلف، فيؤدي بالتالي إلى الإصابة بالتليف الكبدي الخفيف أو المتوسط أو الخطير .إن التليف الكبدي هو تكوين الأنسجة الندبية في الكبد.إذا ازدادت الأنسجة الندبية، فقد يقلل ذلك من كفاءة الكبد.

ومع حصول حالة الالتهاب المزمن في الكبد، قد تظهر نتائج اختبارات الدم مستويات مرتفعة من الإنزيمات في الكبد، أو علامات على ضعف إنتاج الكبد لبعض المواد في الجسم.

 ومع تطور تليف الكبد، تبدأ الأعراض في الزيادة مثل:

  • الضعف.
  • وفقدان الشهية.
  • وفقدان الوزن.
  • وكبر الثدي في الرجال.
  • وصعوبة في تخثر الدم.

أكثر الأعراض حدوثا هي:

  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الغثيان أو القيء.
  • فقدان الشهية.
  • الحمى.
  • بول داكن اللون.
  • آلام في المفاصل أو العضلات.
  • آلام أو شكاوى غير محددة في البطن أو في منطقة الكبد.
  • براز بدون لون.
  • اليرقان في مرحلة متقدمة من التهاب الكبد، وفي معظم الحالات يكون ظهور أعراض اليرقان نتيجة لتشمع الكبد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى