أمراض وعلاجات

التوحد

التوحد

التوحد

خلل‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬اللفظي‭ ‬ونمط‭ ‬متكرر‭ ‬من‭ ‬التصرفات

هو‭ ‬اضطراب‭ ‬عصبي‭ ‬سلوكي‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬العصبي‭ ‬يؤثر‭ ‬بالتالي‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬الدماغ،‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬والتفاعل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬سلوكيات‭ ‬نمطية‭ ‬متكررة،‭ ‬حيث‭ ‬تظهر‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المبكرة‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬المهارات‭ ‬الوظيفية‭ ‬اليومية‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬نواحي‭ ‬النمو‭ ‬فيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التواصل‭ ‬والتعلم‭ ‬والتفاعل‭ ‬الاجتماعي. ‬

التدخل‭ ‬العلاجي‭ ‬والسلوكي‭ ‬المبكر‭ ‬أسهم‭ ‬فعالية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تطوره‭. ‬مرض‭ ‬التوحد‭ ‬ينتشر‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭%‬‭ ‬ويكثر‭ ‬عند‭ ‬الذكور‭ ‬أكثر‭ ‬بأربع‭ ‬مرَّات‭ ‬من‭ ‬الإناث،‭ ‬لكن‭ ‬أسبابه‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مجهولة،‭ ‬ويرجح‭ ‬بأنَّ‭ ‬هناك‭ ‬جينات‭ ‬وراثيَّة‭ ‬نادرة‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬الجنين‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إصابته‭ ‬بمرض‭ ‬التوحد‭.‬

مرضى‭ ‬التوحد‭ ‬عموما‭ ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬مودة‭ ‬عطفا‭ ‬ويشعرون‭ ‬بالحب‭ ‬ولديهم‭ ‬قدرات‭ ‬عقلية‭ ‬مميزة‭ ‬جدا‭ ‬ومعدلات‭ ‬ذكاء‭ ‬عالية،‭ ‬حيث‭ ‬بتنا‭ ‬نرى‭ ‬اليوم‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬لديهم‭ ‬مواهب‭ ‬في‭ ‬الرياضيات‭ ‬والرسم‭ ‬والموسيقى‭ ‬وغيرها‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬مريض‭ ‬التوحد‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬بتكوين‭ ‬صداقات‭ ‬له‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬كيفية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬التعبير‭ ‬عمّا‭ ‬يختلجه‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬وكذلك‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬مشاعر‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الأسباب‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مجهولة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬والطبية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مرض‭ ‬التوحد‭ ‬يحدث‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬البيولوجية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬الدماغ،‭ ‬وهو‭ ‬وضع‭ ‬يستمر‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬ويرجع‭ ‬سبب‭ ‬انتشار‭ ‬“التوحد”‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬منها‭ ‬وراثية‭ ‬وجينية،‭ ‬ومنها‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬ترك‭ ‬الطفل‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬يوميا‭ ‬أمام‭ ‬شاشات‭ ‬التلفاز‭ ‬وأجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والألعاب‭ ‬التي‭ ‬تحث‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التكلم‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬للتدخل‭ ‬الطبي‭ ‬المبكر‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬تحسن‭ ‬الحالة‭ ‬وعدم‭ ‬تدهورها‭. ‬

العزلة‭ ‬وتكرار‭ ‬السلوك‭ ‬أبرز‭ ‬الأعراض

أعراض‭ ‬مرض‭ ‬التوحد‭ ‬هي‭ ‬أعراض‭ ‬سلوكية‭ ‬تبدأ‭ ‬بالظهور‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬تشخيص‭ ‬الحالة‭ ‬بشكل‭ ‬أكيد‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الثلاث‭ ‬أو‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات،‭ ‬يلاحظها‭ ‬الأهل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اختلاف‭ ‬تصرفات‭ ‬الطفل‭ ‬عن‭ ‬أقرانه‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أخوته‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭.‬ ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬أعراض‭ ‬التوحّد‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬طفل‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬وتختلف‭ ‬معها‭ ‬تصنيفات‭ ‬المرض‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭ ‬الشديد،‭ ‬حيث‭ ‬تظهر‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬أعراض‭ ‬التوحّد‭ ‬ويوصف‭ ‬الطفل‭ ‬بأنه‭ ‬صاحب‭ ‬قدرات‭ ‬عقلية‭ ‬منخفضة،‭ ‬أو‭ ‬الخفيف‭ ‬حيث‭ ‬تظهر‭ ‬عليه‭ ‬بعض‭ ‬الأعراض‭ ‬ويشار‭ ‬إليه‭ ‬بأنه‭ ‬صاحب‭ ‬قدرات‭ ‬عقليه‭ ‬جيدة‭ ‬أو‭ ‬فوق‭ ‬الطبيعية‭.‬

ومن‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬يلحظها‭ ‬الأهل‭ ‬قلة‭ ‬التركيز‭ ‬أثناء‭ ‬الحديث‭ ‬معه‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬التعرف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬مبكر،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يبدو‭ ‬الطفل‭ ‬وكأنه‭ ‬ينظر‭ ‬نظرة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مشاعر‭ ‬عند‭ ‬مخاطبته‭ ‬من‭ ‬والدته‭ ‬او‭ ‬والده‭.‬ السلوك‭ ‬المتكرر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬أعراض‭ ‬مرض‭ ‬التوحد‭ ‬انتشارا،‭ ‬حيث‭ ‬يتمسك‭ ‬الطفل‭ ‬بعادة‭ ‬معينة‭ ‬ويكررها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الأعراض،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬الطفل‭ ‬بالاختلاط‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬بل‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬منفردا‭ ‬ووحيدا‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬فتجده‭ ‬منعزلا‭.‬

تظهر‭ ‬أعراض‭ ‬مرض‭ ‬التوحد‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانفعالات‭ ‬العاطفية‭ ‬المبالغة،‭ ‬بحيث‭ ‬ان‭ ‬طفل‭ ‬التوحد‭ ‬يظهر‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬عاطفية‭ ‬غير‭ ‬متوازنة‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬العادية‭ ‬ولا‭ ‬يمكنهم‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬عواطفهم‭ ‬فيظهرون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬سلوكا‭ ‬عدائيا‭ ‬وهي‭ ‬أعراض‭ ‬تصيب‭ ‬الحالات‭ ‬المتقدمة‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬التوحد‭.‬

التأخر‭ ‬في‭ ‬النطق‭ ‬والتطور‭ ‬اللغوي‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أعراض‭ ‬مرض‭ ‬التوحد‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬إشارات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالمرض،‭ ‬إذ‭ ‬ينبغي‭ ‬هنا‭ ‬التوجه‭ ‬فورا‭ ‬لاستشارة‭ ‬أخصائي‭ ‬اللغة‭ ‬لمساعدته‭ ‬على‭ ‬النطق‭ ‬وتشخيص‭ ‬الحالة؛‭ ‬فمن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الأشهر‭ ‬يتجاوب‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬ويبدأ‭ ‬بالمجمعة،‭ ‬وفي‭ ‬عمر‭ ‬السنتين‭ ‬أو‭ ‬الثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬بإمكانه‭ ‬تكوين‭ ‬كلمات‭ ‬أو‭ ‬عبارات‭ ‬قصيرة‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬فإنه‭ ‬يعبّر‭ ‬عما‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬بطرق‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الرسم‭.‬

يمكن‭ ‬تحديد‭ ‬أعراض‭ ‬مرض‭ ‬التوحد‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الآتي‭:‬

  • خلل‭ ‬بالتفاعل‭ ‬الاجتماعي‭.‬
  • خلل‭ ‬بالتواصل‭.‬
  • ‭ ‬الأنشطة‭ ‬والتصرفات‭ ‬والاهتمامات‭ ‬محصورة‭.‬
  • عدم‭ ‬الاستجابة‭ ‬لوسائل‭ ‬التعليم‭ ‬العادية‭.‬
  • تصرفات‭ ‬عدوانية‭ ‬أو‭ ‬مؤذية‭ ‬للذات‭.‬
  • زيادة‭ ‬ملحوظة‭ ‬في‭ ‬الفعالية‭ ‬والنشاط‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬ملحوظ‭.‬
  • نوبات‭ ‬من‭ ‬الغضب‭.‬
  • قصور‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬الانتباه‭.‬
  • النوم‭ ‬والأكل‭ ‬الغير‭ ‬طبيعيين‭ ‬فقد‭ ‬لا‭ ‬يأكل‭ ‬إلا‭ ‬أنواع‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الطعام‭. ‬
  • اللعب‭ ‬بطرق‭ ‬شاذة‭ ‬وغير‭ ‬معتادة‭.‬
  • ارتباط‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭ ‬بالأشياء‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬اختبارات‭ ‬مرض‭ ‬التوحد؟

في‭ ‬الواقع،‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نوع‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الفحوصات‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬مرض‭ ‬التوحد‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬أشعة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬ذلك؛‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تشخيص‭ ‬الحالة‭ ‬يعتمد‭ ‬أولا‭ ‬على‭ ‬تصرفات‭ ‬الطفل‭ ‬غير‭ ‬المألوفة‭ ‬والمختلفة‭ ‬عما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬أقرانه،‭ ‬والوالدين‭ ‬هما‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يلاحظ‭ ‬تلك‭ ‬التصرفات‭ ‬مثل‭ ‬التأخر‭ ‬في‭ ‬الكلام‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬البصري‭.‬

ثم‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الطبيب‭ ‬هنا‭ ‬والذي‭ ‬يهتم‭  ‬بتمييز‭ ‬الحالات‭ ‬المشابهة‭ ‬مثل‭ ‬التأخر‭ ‬العقلي‭ ‬وأمراض‭ ‬التمثيل‭ ‬الغذائي‭ ‬والأمراض‭ ‬الوراثية‭ ‬أو‭ ‬الصمم‭ ‬وغيرها‭. ‬ويلاحظ‭ ‬طبيب‭ ‬الأطفال‭ ‬تصرفات‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬18‭ ‬شهر‭ ‬فصاعدا،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يستعين‭ ‬طبيب‭ ‬الأطفال‭ ‬بمتخصص‭ ‬في‭ ‬اضطرابات‭ ‬نمو‭ ‬الأطفال‭ ‬عندما‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الحالة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التقييم‭ ‬أو‭ ‬طبيب‭ ‬أمراض‭ ‬عصبية‭ ‬أو‭ ‬نفسية‭ ‬كما‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬الحالة‭ ‬أخصائي‭ ‬علاج‭ ‬أمراض‭ ‬النطق‭ ‬والتواصل‭ ‬وأخصائي‭ ‬السمعيات‭ ‬وأخصائي‭ ‬العلاج‭ ‬الوظيفي‭ ‬والمهني‭ ‬وأخصائي‭ ‬اجتماعي‭.‬

تشخيص‭ ‬الحالة‭ ‬يحتاج‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬المرضي‭ ‬للعائلة‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬مشابهة‭ ‬في‭ ‬العائلة؛‭ ‬ويحتاج‭ ‬الطبيب‭ ‬ايضا‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬الاختبارات‭ ‬الوراثية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتمثيل‭ ‬الغذائي‭ ‬وصور‭ ‬أشعة‭ ‬الرنين‭ ‬المغناطيسي‭ ‬والرسم‭ ‬الكهربائي‭ ‬للمخ‭ ‬والكلام‭ ‬واللغة‭ ‬وتقييم‭ ‬التواصل‭ ‬وتقييم‭ ‬الإدراك‭ ‬والسلوكيات‭. ‬يركز‭ ‬الطبيب‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعلاقات‭ ‬ومشاكل‭ ‬التصرفات‭ ‬والتقييم‭ ‬الأكاديمي‭ ‬وأسلوب‭ ‬التعلم‭.‬

علاجات‭ ‬سلوكية

العلاج‭ ‬الشافي‭ ‬ليس‭ ‬متوفرا‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬المتخصصة‭ ‬لحالات‭ ‬التوحد‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬علاجات‭ ‬سلوكية‭ ‬لمرضى‭ ‬التوحد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬جيدة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬والمهارات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬توضع‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬بين‭ ‬الحالة‭ ‬والأخرى‭ ‬إذ‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬معايير‭ ‬محددة‭ ‬لكل‭ ‬المرضى‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬تقييم‭ ‬الحالة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬البرنامج‭ ‬العلاجي‭ ‬لكل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة‭. ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بها‭ ‬البرامج‭ ‬العلاجية‭ ‬لمرضى‭ ‬التوحد‭ ‬الاهتمام‭ ‬باللغة‭ ‬والكلام‭ ‬والتصرفات‭ ‬العلاج‭ ‬بالأدوية‭ ‬والعلاج‭ ‬التكميلي‭ ‬أو‭ ‬الطب‭ ‬البديل‭ ‬والدعم‭ ‬بالدراسات‭ ‬العلمية‭.‬

الأطفال‭ ‬المصابون‭ ‬بالتوحد‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬يرونها‭ ‬عن‭ ‬التي‭ ‬يسمعونها‭ ‬ولذلك‭ ‬فإنهم‭ ‬يتعلمون‭ ‬بالمشاهدة،‭ ‬ويصعب‭ ‬على‭ ‬المصابين‭ ‬بالتوحد‭ ‬فهم‭ ‬الجمل‭ ‬والتعليمات‭ ‬المطولة‭.  ‬العلاج‭ ‬هنا‭ ‬يشمل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬قدرات‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬الاستيعاب‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬مشاعره‭ ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬أنشطة‭ ‬مهدئة‭ ‬مثل‭ ‬الموسيقى‭ ‬والأرجحة‭ ‬ومشاهدة‭ ‬التلفاز‭ ‬والفيديو‭ ‬وإعطاء‭ ‬الطفل‭ ‬فترات‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بأي‭ ‬نشاط‭.

كيف‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬طفل‭ ‬مصاب‭ ‬بالتوحد؟

التعامل‭ ‬مع‭ ‬مريض‭ ‬التوحد‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬دقة‭ ‬عالية‭ ‬لأن‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬ليس‭ ‬كباقي‭ ‬الأطفال‭ ‬وهو‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬ومعرفة‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬اتّباع‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬الخاصة‭ ‬بحالته‭ ‬وأي‭ ‬تصرف‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬الحالة‭ ‬وتدهورها‭.‬ لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬المتخصصة‭ ‬بالتوحد‭ ‬تعطي‭ ‬دروسا‭ ‬تعليمية‭ ‬للأهل‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بالتوحد‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭. ‬إن‭ ‬أول‭ ‬سبل‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬هي‭ ‬تقدير‭ ‬حالته‭ ‬النفسية،‭ ‬فهو‭ ‬إنسان‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فهناك‭ ‬ما‭ ‬يفرحه‭ ‬وهناك‭ ‬ما‭ ‬يحزنه‭ ‬ويجعله‭ ‬مكتئبا،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نفسية‭ ‬وجسدية‭ ‬سيئة‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يتجاوب‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يتعامل‭ ‬معه‭ ‬ويرفض‭ ‬التعاون‭ ‬معه‭.‬

كما‭ ‬ينبغي‭ ‬أيضا‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬التواصل‭ ‬البصري‭ ‬واللفظي،‭ ‬فلا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نعطي‭ ‬الطفل‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬بمجرد‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬ما‭ ‬طلبت‭ ‬منه،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نعطيه‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬ينظر‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬معه‭.‬ من‭ ‬أهم‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬دمج‭ ‬الطفل‭ ‬مع‭ ‬أقرانه؛‭ ‬الطفل‭ ‬المصاب‭ ‬بالتوحد‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكبار‭ ‬والاتصال‭ ‬بهم‭ ‬حيث‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬سهولة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار‭ ‬نظرا‭ ‬لتفهم‭ ‬الكبار‭ ‬حالة‭ ‬الطفل‭ .‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يجب‭ ‬إشغالهم‭ ‬بأمور‭ ‬أخرى‭ ‬وعدم‭ ‬منعهم‭ ‬بالقوة،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬إلهاء‭ ‬الطفل‭ ‬بأمور‭ ‬أخرى‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬لعدم‭ ‬تكرار‭ ‬التصرفات‭ ‬والأفعال‭ ‬النمطية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬عادة‭. ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأمور‭ ‬الواجب‭ ‬اتّباعها‭ ‬أثناء‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬المصاب‭ ‬بالتوحد‭ ‬هي‭ ‬تنمية‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه‭ ‬وتعليمه‭ ‬الاستقلالية‭ ‬لأنه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬نفسه‭. ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬يُطلب‭ ‬منه،‭ ‬يجب‭ ‬عدم‭ ‬الصراخ‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬أو‭ ‬توبيخه‭ ‬بل‭ ‬حثه‭ ‬على‭ ‬تكرار‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬المهمة‭ ‬الموكلة‭ ‬إليه‭ .‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬تعليمه‭ ‬للطفل‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬اللعب‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬لنموه‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ولتفريغ‭ ‬كل‭ ‬الانفعالات‭ ‬والاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬بداخله‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى