أمراض وعلاجات

تكيّسات‭ ‬المبايض

تكيّسات‭ ‬المبايض

دور‭ ‬الهرمونات‭ ‬ونتائج‭ ‬اختلالها

حالة‭ ‬شائعة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬حوالى‭ ‬5‭ – ‬10‭% ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬هرمون‭ ‬الذكورة؛‭ ‬انها‭ ‬متلازمة‭ ‬تكيس‭ ‬المبيض‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بسبب‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬هرموني‭ ‬الإستروجين‭ ‬والبروجيسترون‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬المرأة،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬نمو‭ ‬تكيّسات‭ ‬حميدة‭ ‬في‭ ‬المبيضين؛‭ ‬تلك‭ ‬التكيّسات‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حويصلات‭ ‬صغيرة‭ ‬داخل‭ ‬المبيض‭ ‬ولا‭ ‬يتعدى‭ ‬حجمها ‭ ‬10مم‭ ‬تتمركز‭ ‬تحت‭ ‬الغلاف‭ ‬الخارجي‭ ‬للمبيض‭. ‬يترافق‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الأعراض‭ ‬والتغييرات‭ ‬فتعاني‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الوزن‭ ‬ومشكلات‭ ‬في‭ ‬البشرة‭ ‬ونمو‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬غير‭ ‬مرغوبة‭ ‬ومشكلات‭ ‬الخصوبة‭.‬

هذا‭ ‬الخلل‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الهرمونات‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬إرباك‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬المبيضين‭ ‬وعدم‭ ‬الانتظام‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬البويضات،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬فانه‭ ‬قد‭ ‬تمضي‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬بدون‭ ‬تكوين‭ ‬بويضات‭ ‬وعندها‭ ‬تكون‭ ‬الدورة‭ ‬منقطعة‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة؛‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تكون‭ ‬بويضات،‭ ‬فان‭ ‬خلل‭ ‬الهرمونات‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬نضج‭ ‬البويضات‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة،‭ ‬وكذلك‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬تتحرر‭ ‬البويضات‭ ‬من‭ ‬الحويصلات‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تضخمها‭ ‬وتكوّن‭ ‬الأكياس‭. ‬ 

عند‭ ‬حصول‭ ‬تكيّسات‭ ‬على‭ ‬المبيض‭ ‬فإن‭ ‬بطانة‭ ‬الرحم‭ ‬تكون‭ ‬سميكة‭ ‬نظرا‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬التبويض،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬بالتالي‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬إفراز‭ ‬هرمون‭ ‬البروجيسترون‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬للدورة‭ ‬الشهرية،‭ ‬وعندما‭ ‬تكون‭ ‬بطانة‭ ‬الرحم‭ ‬سميكة‭ ‬فهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬أكياس‭ ‬على‭ ‬المبيض‭. ‬

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬تكيّسات‭ ‬على‭ ‬المبيضين‭ ‬وتتفاوت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المعتدلة‭ ‬والحادة،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬عدم‭ ‬انتظام‭ ‬أو‭ ‬انقطاع‭ ‬فترات‭ ‬الطمث‭ ‬لأن‭ ‬الإباضة‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬لديك‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬الحمل،‭ ‬نمو‭ ‬الشعر‭ ‬الزائد‭ ‬على‭ ‬وجهك‭ ‬وصدرك‭ ‬والجزء‭ ‬الأسفل‭ ‬من‭ ‬بطنك،‭ ‬الاكتئاب‭ ‬أو‭ ‬تقلب‭ ‬المزاج،‭ ‬زيادة‭ ‬الوزن،‭ ‬تساقط‭ ‬شعر‭ ‬الرأس،‭ ‬ظهور‭ ‬حب‭ ‬الشباب‭. ‬تشخيص‭ ‬تكيّسات‭ ‬المبيض‭ ‬يتم‭ ‬أولا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراء‭ ‬صورة‭ ‬الأشعة‭ ‬الصوتية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتبعها‭ ‬فحوصات‭ ‬وتحليلات‭ ‬لهرمونات‭ ‬الجسم‭ ‬لمعرفة‭ ‬الخلل‭ ‬الحاصل‭ ‬فيها‭ ‬والتي‭ ‬تظهر‭:‬

  • – زيادة‭ ‬في‭ ‬هرمون‭ ‬إل‭ ‬أتش‭ ‬LH‭ ‬
  • – هرمون‭ ‬أف‭ ‬أس‭ ‬أتش‭ ‬FSH‭  ‬الهرمون‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬نمو‭ ‬ونضج‭ ‬البويضات‭) ‬في‭ ‬المعدل‭ ‬الطبيعي‭ ‬أو‭ ‬منخفض‭.‬
  • – زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬هرموني‭ (‬3/1‭) ‬LH‭ / ‬FSH‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭
  • – هرمون‭ ‬البرولاكتين‭ ‬Prolactin‭ ‬الهرمون‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬تكوين‭ ‬وإدرار‭ ‬الحليب‭ ‬من‭ ‬الثديين‭ ‬في‭ ‬المعدل‭ ‬الطبيعي‭ ‬أو‭ ‬مرتفع‭.‬
  • – هرمون‭ ‬الذكورة‭ ‬تستوستيرون‭ ‬testosterone‭  ‬في‭ ‬المعدل‭ ‬الطبيعي‭ ‬أو‭ ‬مرتفع‭.
  • – هرمون‭ ‬DHEAS‭ ‬في‭ ‬المعدل‭ ‬الطبيعي‭ ‬أو‭ ‬مرتفع
  • – انخفاض‭ ‬حاد‭ ‬لهرمون‭ ‬التبويض‭ ‬البروجسترونProgesterone‭‭  ‬

تكيّسات‭ ‬المبيض‭ ‬وهرمون‭ ‬الأنسولين‭ ‬

المبيض‭ ‬يتأثر‭ ‬بالأنسولين‭ ‬وكثرة‭ ‬الأنسولين‭  ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المبيض‭ ‬يفرز‭ ‬هرمونات‭ ‬الذكورة‭ ‬أكثر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تصبح‭ ‬عملية‭ ‬التبويض‭ ‬غير‭ ‬منتظمة،‭ ‬وكذلك‭ ‬يظهر‭ ‬شعر‭ ‬زائد‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬غير‭ ‬مستحبة‭ ‬أو‭ ‬مناسبة‭ ‬عند‭ ‬السيدة‭. ‬فالنساء‭ ‬اللواتي‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬تكيس‭ ‬المبيض‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭  ‬للإصابة‭ ‬بمرض‭ ‬السكري‭ ‬بسبب‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الهرمونية‭ ‬حيث‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬مقاومة‭ ‬الأنسولين‭ ‬لا‭ ‬تتجزأ‭ ‬من‭ ‬متلازمة‭ ‬تكيّس‭ ‬المبايض،‭ ‬لتصبح‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المتلازمة‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬أعلى‭ ‬لمرض‭ ‬السكري‭ ‬مقارنة‭ ‬بالنساء‭ ‬اللواتي‭ ‬لا‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المتلازمة‭.‬ ورغم‭ ‬أن‭ ‬متلازمة‭ ‬تكيس‭ ‬المبيض‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬طب‭ ‬النساء‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والأمراض‭ ‬الشائعة‭ ‬بين‭ ‬النساء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬تقييم‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬الصحي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بعدما‭ ‬تبيّن‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬الخلل‭ ‬الهرموني‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬تكيس‭ ‬المبيض‭ ‬وبين‭ ‬مقاومة‭ ‬الجسم‭ ‬للأنسولين‭ ‬وبالتالي‭ ‬خطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسكري‭.‬

وعليه،‭ ‬وبحسب‭ ‬خبراء‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬إن‭ ‬تقييم‭ ‬المريضة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تكيس‭ ‬المبيض‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬عامة‭ ‬تشمل‭ ‬السكري‭ ‬واضطراب‭ ‬الدهنيات‭ ‬في‭ ‬الدم‭  ‬وضغط‭ ‬الدم‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب‭ ‬والأوعية‭ ‬الدموية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتناول‭ ‬المريضة‭ ‬علاج‭ ‬يقلص‭ ‬خطر‭ ‬إصابتها‭ ‬بالسكري‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬حثّها‭ ‬على‭ ‬اتّباع‭ ‬نمط‭ ‬حياة‭ ‬صحي‭. ‬النساء‭ ‬المصابات‭ ‬بتكيس‭ ‬المبايض‭ ‬يتوجب‭ ‬عليهن‭ ‬اتّباع‭ ‬حمية‭ ‬صحية‭ ‬وتمارين‭ ‬منتظمة‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬لأن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬صحي‭ ‬وفقدان‭ ‬الوزن‭ ‬الزائد‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬والأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬والسكري‭ ‬وكذلك‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬الأعراض‭ ‬المصاحبة‭ ‬لمرض‭ ‬تكيس‭ ‬المبايض‭. ‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬لا‭ ‬يفقدن‭ ‬الوزن‭ ‬خلال‭ ‬الحمية‭ ‬الغذائية‭ ‬والتمارين‭ ‬الرياضية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬أثبتت‭ ‬الفوائد‭ ‬الكثيرة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬بحيث‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬التمثيل‭ ‬الغذائي‭ ‬للكربوهيدرات‭ (‬الجلوكوز‭) ‬و‭ ‬تحسن‭ ‬من‭ ‬حساسية‭ ‬الأنسولين‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحمي‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬مرض‭ ‬السكري،‭ ‬فعندما‭ ‬تقل‭ ‬حساسية‭ ‬الجسم‭ ‬تجاه‭ ‬الأنسولين‭ ‬يزيد‭ ‬البنكرياس‭ ‬من‭ ‬إنتاجه‭ ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬النقص‭.‬إن‭ ‬خسارة‭ ‬الوزن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنساء‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬جدا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لفوائده‭ ‬الصحية‭ ‬بل‭ ‬لتأثيره‭ ‬على‭ ‬الطاقة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تساعد‭ ‬التمارين‭ ‬على‭ ‬فقدان‭ ‬الوزن‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬فسوف‭ ‬تبقى‭ ‬الفوائد‭ ‬الصحية‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

تكيّسات‭ ‬المبيض والاضطرابات‭ ‬النفسية

ربطت‭ ‬دراسات‭ ‬حديثة‭ ‬بين‭ ‬تكيّسات‭ ‬المبيض‭ ‬والإصابة‭ ‬ببعض‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬كالقلق‭ ‬والاكتئاب،‭ ‬حيث‭ ‬أوضح‭ ‬باحثون‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬“كاردييف”‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬انه‭ ‬وبالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬النساء‭ ‬المتضررات،‭ ‬المتطابقة‭ ‬مع‭ ‬العمر‭ ‬ومؤشر‭ ‬كتلة‭ ‬الجسم،‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬مريضات‭ ‬متلازمة‭ ‬تكيس‭ ‬المبيض‭ ‬كنّ‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لتشخيص‭ ‬اضطرابات‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭.‬ وأشارت‭ ‬النتائج‭ ‬المتوصل‭ ‬إليها‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬فحص‭ ‬النساء‭ ‬المصابات‭ ‬بمتلازمة‭ ‬تكيس‭ ‬المبايض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اضطرابات‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية،‭ ‬لضمان‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج‭ ‬المبكرين‭ ‬وتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬حياتهن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. ‬وكانت‭ ‬دراسات‭ ‬سابقة‭ ‬قد‭ ‬اقترحت‭ ‬وجود‭ ‬صلة‭ ‬بين‭ ‬تكيس‭ ‬المبيض‭ ‬وسوء‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬لدى‭ ‬النساء،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬كاف‭ ‬العوامل‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬من‭ ‬هرمون‭ ‬الذكورة‭ (‬التستوستيرون‭) ‬أثناء‭ ‬الحمل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الاضطرابات‭ ‬العصبية‭ ‬التنموية،‭ ‬مثل‭ ‬اضطراب‭ ‬فرط‭ ‬الحركة‭ ‬ونقص‭ ‬الانتباه‭ ‬والتوحد‭ ‬لدى‭ ‬حديثي‭ ‬الولادة‭.‬

أبرز‭ ‬العوامل

هناك‭ ‬بعض‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬حدوث‭ ‬تكيس‭ ‬المبايض‭ ‬عند‭ ‬المرأة‭ ‬وهي‭ ‬حدوث‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬الغدة‭ ‬النخامية‭ ‬إما‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬استجابة‭ ‬المبيض‭ ‬لهرمونات‭ ‬الغدة‭ ‬أو‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬هرمون‭ ‬الـ‭ ‬LH‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬هرمون‭ ‬الإستروجين‭ ‬وهو‭ ‬هرمون‭ ‬الأنوثة‭ ‬لدى‭ ‬المرأة‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬هرمون‭ ‬الذكورة‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬استجابة‭ ‬الأكياس‭ ‬في‭ ‬المبايض‭ ‬غير‭ ‬منتظمة‭ ‬وعشوائية‭ ‬جدا‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬قد‭ ‬تعاني‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬الغدة‭ ‬الكظرية‭ ‬يؤدي‭ ‬بالتالي‭ ‬الى‭ ‬زيادة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬هرمون‭ ‬التستوستيرون‭ ‬وهو‭ ‬هرمون‭ ‬الذكورة‭. ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬إفراز‭ ‬هرمون‭ ‬الدوبامين‭ ‬بشكل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المطلوب،‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬بدوره‭ ‬على‭ ‬الغدة‭ ‬النخامية‭ ‬وعلى‭ ‬عملية‭ ‬التبويض‭.‬

تأثيرات‭ ‬سلبية

تترك‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬بعض‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬صحيا‭ ‬ونفسيا؛‭ ‬أولى‭ ‬التأثيرات‭ ‬الصحية‭ ‬هي‭ ‬تأخر‭ ‬الدورة‭ ‬الشهرية‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬البويضات‭ ‬تتجمع‭ ‬حول‭ ‬المبيض‭ ‬ولا‭ ‬تنزل‭ ‬إلى‭ ‬الرحم‭ ‬حتى‭ ‬تُخرج‭ ‬دم‭ ‬الدورة‭ ‬الشهرية‭. ‬وقد‭ ‬تؤثر‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬عملية‭ ‬الحمل‭ ‬والإنجاب‭ ‬لأن‭ ‬البويضة‭ ‬تكون‭ ‬اصغر‭ ‬حجما‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬لإتمام‭ ‬عملية‭ ‬الإخصاب؛‭ ‬وحتى‭ ‬إن‭ ‬حصل‭ ‬الحمل‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬ضعيفا‭ ‬في‭ ‬الشهرين‭ ‬الأولين‭. ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬المتقدمة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬حالة‭ ‬تكيس‭ ‬المبايض‭ ‬سببا‭ ‬للعقم‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬عمليات‭ ‬أطفال‭ ‬الأنابيب‭ ‬والتلقيح‭ ‬الصناعي‭ ‬والحقن‭ ‬المجهري‭.‬

وجود‭ ‬تكيّسات‭ ‬على‭ ‬المبايض‭ ‬تترافق‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬هرمون‭ ‬الذكورة‭ ‬التستوستيرون‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬كثرة‭ ‬نمو‭ ‬الشعر‭ ‬على‭ ‬جسم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬غير‭ ‬مألوفة‭ ‬مثل‭ ‬الوجه‭ ‬والذقن‭ ‬والبطن‭. ‬كما‭ ‬يزداد‭ ‬وزن‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬رغم‭ ‬اتّباعها‭ ‬نظام‭ ‬غذائي،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تجنُّب‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الوزن‭ ‬لأن‭ ‬سببها‭ ‬خلل‭ ‬هرموني‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الجسم‭ ‬بتخزين‭ ‬الدهون‭ ‬بكميات‭ ‬إضافية‭ ‬بسبب‭ ‬اختلال‭ ‬استهلاك‭ ‬الجسم‭ ‬لهرمون‭ ‬الأنسولين‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬إن‭ ‬لتكيّسات‭ ‬المبايض‭ ‬تأثيرات‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬للمرأة‭ ‬حيث‭ ‬تفقد‭ ‬ثقتها‭ ‬بنفسها‭ ‬نتيجة‭ ‬ظهور‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬الوجه‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬تشعر‭ ‬انها‭ ‬اقرب‭ ‬الى‭ ‬الرجولة‭ ‬منها‭ ‬للأنوثة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لزيادة‭ ‬الوزن‭ ‬أثر‭ ‬نفسي‭ ‬كبير‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنها‭ ‬تعجز‭ ‬عن‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الكيلوغرامات‭ ‬الزائدة‭ ‬بالطرق‭ ‬الطبيعية‭ ‬المألوفة‭ ‬مثل‭ ‬الرياضة‭ ‬والحمية‭ ‬الغذائية‭. ‬ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬التأثيرات‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬المرأة‭ ‬بالإحباط‭ ‬عدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الإنجاب‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬تشعر‭ ‬بالنقص‭ ‬الشديد‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬بمقدورها‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أمّا‭.‬

العلاجات

على‭ ‬المرأة‭ ‬أولا‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬ان‭ ‬نصف‭ ‬العلاج‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬إذ‭ ‬وبعد‭ ‬تشخيص‭ ‬الحالة‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تتبع‭ ‬حمية‭ ‬غذائية‭ ‬مناسبة‭ ‬لحالتها‭ ‬المرضية‭ ‬تقيها‭ ‬من‭ ‬السمنة‭ ‬ومخاطرها‭ ‬فتتخلص‭ ‬تدريجيا‭ ‬من‭ ‬الوزن‭ ‬الزائد‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة؛‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الخطوة‭ ‬الاولى‭ ‬نحو‭ ‬العلاج‭ ‬لأن‭ ‬السمنة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬اختلال‭ ‬الهرمونات‭.‬

ثم‭ ‬تنتقل‭ ‬المرأة‭ ‬هنا‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬العلاج‭ ‬بالادوية‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬الى‭ ‬اخرى؛‭ ‬فالفتاة‭ ‬غير‭ ‬المتزوجة‭ ‬او‭ ‬المتزوجة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬بإنجاب‭ ‬الأطفال‭ ‬يصف‭ ‬لها‭ ‬الطبيب‭ ‬ادوية‭ ‬منع‭ ‬حمل‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬هرمون‭ ‬الذكورة‭ ‬وتخفيف‭ ‬نسبة‭ ‬الشعر‭ ‬غير‭ ‬المرغوب‭ ‬به‭. ‬أما‭ ‬السيدات‭ ‬المتزوجات‭ ‬اللاتي‭ ‬يرغبن‭ ‬في‭ ‬الحمل،‭ ‬يصف‭ ‬لهن‭ ‬الطبيب‭ ‬أدوية‭ ‬تساعد‭ ‬الغدة‭ ‬النخامية‭ ‬على‭ ‬إفراز‭ ‬هرموناتها‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنشيط‭ ‬المبايض‭.‬

الحالات‭ ‬المتقدمة‭ ‬قد‭ ‬يتطلب‭ ‬علاجها‭ ‬التدخل‭ ‬الجراحي،‭ ‬ويكون‭ ‬بحسب‭ ‬الحالة؛‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬استئصال‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المبيضين‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬ثلث‭ ‬المبيض،‭ ‬وتساعد‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬التبويض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬لها‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تسبب‭ ‬التصاقات‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬فالوب‭ ‬مما‭ ‬يمنع‭ ‬حدوث‭ ‬الحمل‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يلجأ‭ ‬الطبيب‭ ‬الى‭ ‬كي‭ ‬المبايض‭ ‬باستخدام‭ ‬المنظار‭ ‬الجراحي‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى