أمراض وعلاجات

تلف الكبد

تلف الكبد

سوء تناول الأدوية  والغذاء الملوث أبرز العوامل

كثيرة هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أضرار في الكبد، ذلك العضو المسؤول عن العديد من العمليات الحيوية منها تنقية الدم الآتي من الجهاز الهضمي قبل أن يتم انتشاره في سائر أجزاء الجسم، وهو المسؤول عن إنتاج العصارة الصفراوية والمساعدة على نقل الفضلات وتفتيت الدهون في الأمعاء الدقيقة أثناء عملية الهضم.

يصاب الكبد بضرر ما نتيجة تناول بعض الأنواع من الأدوية من دون استشارة الطبيب، او بسبب الإصابة ببعض الفيروسات ويُعرف هذا النوع من الالتهاب بالتهاب الكبد الفيروسيّ أو الوبائيّ والذي يُصنّف إلى أنواع عدة منها التهاب الكبد الوبائي A وE ويصاب بهما المريض نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوّثة، والتهابات الكبد B و C و D التي قد تحدث نتيجة دخول سوائل ملوثة الى الجسم عن طريق الحقن أو بسبب الإجراءات الطبية غير الآمنة.

التهاب الكبد السام

استعمال بعض الأدوية والمكملات الغذائية من دون استشارة طبية من الممكن ان يتسبب بضرر خطير في الكبد، يصنفه الأطباء تحت عنوان “مشاكل الكبد الناجمة عن استعمال الأدوية” حيث يصاب المريض بتسمم في الكبد نتيجة تعرضه لمواد سامة.  فالكبد يعمل على إزالة معظم العقاقير وتفتيتها، وكذلك ازالة المواد الكيميائية من مجرى الدم، وقد تخلق عملية تفتيت السموم بعض المنتجات الثانوية التي تُسبب الضرر للكبد. 

وعلى الرغم من أن الكبد لديه قدرة كبيرة على التجديد، إلا أن التعرض المستمر للمواد السامة قد يُسبب في بعض الأحيان ضرراً خطيراً.  غالبًا ما تختفي أعراض الالتهاب الكبدي السام عند التوقف عن التعرض للسم أي التوقف عن تناول الدواء. ولكن يمكن أن يتسبب الالتهاب الكبدي السام في إحداث ضرر دائم بالكبد، مؤديًا إلى تندب في أنسجة الكبد لا يمكن علاجه (تشمع) وإلى الفشل الكبدي في بعض الحالات، فمن الضروري إذن التوجه فورا لدى الطبيب المعالج لتشخيص الحالة والحد من تطور الضرر الحاصل في الكبد.

يوجد بعض الأدوية من المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد تتسبب في أضرار للكبد؛ كما أن هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تتسبب في نوع من الالتهاب الكبدي شبيه للغاية بالالتهاب الكبدي الفيروسي. بالإضافة إلى هذا، فإن تناول العديد من الأدوية بشكل مستمر يزيد من احتمالية حدوث مشاكل في الكبد. هناك بعض الأدوية التي تعد سامة بالنسبة للكبد إذا تم استعمالها بكثرة؛ أبرز تلك الادوية تلك التي تحتوي على مواد محددة وتعمل كمسكنات الألم وخافضات الحرارة حيث يتوافر منها مئات الأدوية التي يشيع استخدامها في حالات الآلام العضلية وارتفاع درجة الحرارة والحساسية والسعال والبرد والأنفلونزا من دون وصفة طبية.

تتمثل أسباب حدوث التهاب الكبد السام على النحو التالي:

  • تناول مسكنات الألم باستمرار ومن دون وصفة طبية. 
  • تناول بعض الأنواع من الأدوية بوصفة طبية وترتبط بالإصابة الخطيرة للكبد مثل أدوية الستاتينات التي تُستخدَم لعلاج ارتفاع الكوليسترول، وغيرها الكثير؛ وهنا، على الطبيب إعلام المريض بما قد يحدث من مضاعفات وبضرورة الاتصال في حال ظهور اي من الأعراض التي تنذر بوجود مشكلة ما في الكبد.
  • بعض أنواع الأعشاب والمكملات الغذائية تشكل خطرا على الكبد.
  • المواد الكيميائية الصناعية مثل مواد التنظيف والمبيدات وغيرها من المواد التي يمكن أن تتسبب بتلف الكبد.

ولكن، كيف يمكن للمريض ان يدرك ان الدواء له تأثير على كبده؟

لابد بداية أن يكون لدى المريض دراية تامة عن الدواء او المتمم الغذائي الذي يتناوله وما يمكن أن يُحدث من مضاعفات في إطار الثقافة العامة فقط. اما العوارض التي يمكن ان يعاني منها في حال اصابة الكبد، فقد يشعر المريض بالتعب وفقدان الشهية، وفي الحالات الأشد خطورة يحدث اصفرار في العينين والجلد نتيجة الإصابة بالصفراء، الى جانب حكة شديدة في الجلد لعدم قدرة الكبد على تخليص الجسم من السموم. تلك الأعراض تستدعي التدخل الطبي الفوري والتوقف عن استعمال الدواء.

التهاب الكبد الفيروسي

يصاب الكبد بالضرر البالغ عند الاصابة بالفيروسات او الطفيليات التي ينتج عنها التهاب في الكبد؛ فقد يحدث في أغلب حالات التهاب الكبد تحدث نتيجة الإصابة بعدوى الفيروس ويُسمّى التهاب الكبد في هذه الحالة التهاب الكبد الفيروسيّ. من الممكن ان يحدث بسبب مهاجمة الجسم للكبد عن طريق إنتاج الأجسام المضادة التي تُواجه الكبد ويُعرف الداء حينها بأنّه التهاب الكبد المناعي الذاتي، أو بسبب تناول بعض أنواع الأدوية، أو تعاطي الكحول والمواد السامّة.  أما بالنسبة للأعراض، فالمشكلة تكمن في ان الكثير من أعراض التهاب الكبد الفيروسي تتشابه مع أعراض الأنفلونزا ما يؤخر تشخيص الحالة، كما انه وفي كثير من الأحيان لا تظهر الاعراض عند بدء المرض حيث يكون المرض لا يزال في فترة الحضانة أي أن الجسم يحتضن الفيروس ولكن من دون أعراض. كثيرة هي اعراض التهاب الكبد الفيروسي، حيث يمكن ان تظهر على شكل ألم في المعدة  والبطن واصفرار في الجلد والعينين، الحمّى الطفيفة، فقدان الشهية، التعب والإرهاق، ضعف التغذية، تحول لون البول الى غامق وشحوب لون البراز، الغثيان والاستفراغ.  وقد توصل العلماء الى وجود خمسة انواع من الفيروسات التي تتسبب في إصابة الكبد بتلف وضرر شديد وتم تصنيفها على النحو التالي:

فيروس التهاب الكبد A

يتواجد هذا الفيروس في براز الأشخاص الحاملين للعدوى؛ سبب انتقاله من شخص لآخر هو تناول الاطعمة الملوثة او استهلاك المياه التي تحمل هذا الفيروس. الكشف المبكر عن الاصابة يسهم حتما في الشفاء بحيث تكون الاصابة خفيفة فيساعد الجهاز المناعي الجسم على التخلص منها؛ الا ان الاصابات الشديدة قد تهدد حياة المرضى. تجدر الإشارة الى ان هناك لقاحات فعالة للوقاية من فيروس التهاب الكبد A.

فيروس التهاب الكبد B 

يشكّل فيروس التهاب الكبد B خطرا على المريض وكذلك على مقدمي الرعاية الصحية الذين يتعرّضون لإصابات الحقن خلال تعاملهم مع المصابين بالفيروس. وهناك لقاح فعال للوقاية من فيروس التهاب الكبد B. يمكن ان ينتقل هذا النوع من الفيروس عبر الدم الملوث أو عن طريق معدات نقل الدم الملوثة او من الأم الى طفلها أثناء الولادة او عبر الاتصال الجنسي.

فيروس التهاب الكبد C

ينتقل هذا الفيروس من شخص لآخر عن طريق الدم الملوث والمعدات الملوثة وخلال الاجراءات الطبية غير الآمنة كاستعمال معدات ملوثة، كما يمكن ان ينتقل هذا الفيروس عبر تعاطي المخدرات او عبر الاتصال الجنسي ولكن بنسبة أقل من غيره.

فيروس التهاب الكبد D

 الإصابات بهذا الفيروس لا تحدث إلاّ بين المصابين بفيروس التهاب الكبد B وقد تسفر العدوى المزدوجة بالفيروسين D و B عن وقوع مرض أكثر صعوبة بحيث تكون الحالة الصحية أكثر تدهورا. اللقاحات الفعالة المتوفرة اليوم تشكل حماية فعالة  لفيروس التهاب الكبد B الحماية أيضاً ضدّ عدوى فيروس التهاب الكبد D.

فيروس التهاب الكبد E 

ينتقل هذا الفيروس في الغالب،  عن طريق استهلاك المياه أو الأغذية الملوّثة به تماما كالتهاب الكبد من نوع A. ولكن، يتوافر اليوم لقاحات آمنة للوقاية من فيروس التهاب الكبد E ولكنّها ليست متوافرة على نطاق واسع. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى