مقابلات

 أرمان‭ ‬فارس

رئيس‭ ‬نقابة‭ ‬مستوردي‭ ‬الادوية‭ ‬وأصحاب‭ ‬المستودعات‭ ‬في‭ ‬لبنان

 أرمان‭ ‬فارس

“تطوّر‭ ‬الصناعة‭ ‬الدوائية‭ ‬اللبنانية‭ ‬رفع‭ ‬نسبة‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬المحلي”

عنوان‭ ‬المنتدى‭ ‬العربي‭ ‬الثامن‭ ‬للصناعات‭ ‬الصحية‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬”القيمة‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية”‭ . ‬وقد‭ ‬بنت‭ ‬اللجنة‭ ‬العلمية‭ ‬برنامج‭ ‬المنتدى‭ ‬حول‭ ‬القيمة‭ ‬أي‭ ‬مقدار‭ ‬ما‭ ‬نضيفه‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬والخدمات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭.‬ يشرح‭ ‬ذلك‭ ‬رئيس‭ ‬نقابة‭ ‬مستوردي‭ ‬الادوية‭ ‬وأصحاب‭ ‬المستودعات‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬أرمان‭ ‬فارس،‭ ‬ويقول‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬لمجلة‭ ‬”المستشفى‭ ‬العربي”‭ ‬إن‭ ‬قطاع‭ ‬الدواء‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬والترتيب‭ ‬والمراقبة‭ ‬بالتعاون‭ ‬الكامل‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭. ‬ ويضيف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬وإنما‭ ‬هناك‭ ‬الإرادة‭ ‬والآلية‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭ ‬لمعالجة‭ ‬كل‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬الى‭ ‬آخر‭ .‬ويُلفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لبنان‭ ‬انخفض‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬الأدوية‭ ‬المستوردة‭ ‬لأن‭ ‬تطور‭ ‬الصناعة‭ ‬الدوائية‭ ‬اللبنانية‭ ‬كان‭ ‬كفيلا‭ ‬بإعطائه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نسبة‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬المحلي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬المبتكرة‭-‬المرجعية‭ ‬أصبحت‭ ‬قابلة‭ ‬للنسخ‭ ‬الشرعي‭.‬ وفي‭ ‬ما‭ ‬يلي نص‭ ‬الحديث‭.‬

البداية‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬العناوين‭ ‬التي‭ ‬سيطرحها‭ ‬المنتدى‭ ‬العربي‭ ‬الثامن‭ ‬للصناعات‭ ‬الصحية؟‭ ‬وأهدافه‭ ‬لهذا‭ ‬العام؟

عنوان‭ ‬المنتدى‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬”القيمة‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية”‭.‬ وقد‭ ‬بنت‭ ‬اللجنة‭ ‬العلمية‭ ‬برنامج‭ ‬المنتدى‭ ‬حول‭ ‬القيمة‭ ‬أي‭ ‬مقدار‭ ‬ما‭ ‬نضيفه‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬والخدمات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة،‭ ‬وذلك‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬20‭ ‬نيسان‭  ‬(أبريل‭  ‬(2018،‭ ‬وموزّعاً‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬حلقات‭ ‬وهي‭:‬

  1. بعد‭ ‬الافتتاح‭ ‬والمحاضرة‭ ‬التوجيهية،‭ ‬ستتناول‭ ‬الحلقة‭ ‬الاولى‭ ‬”الشؤون‭ ‬التنظيمية‭ ‬لقطاع‭ ‬الصحة”‭ ‬ترأسها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وتشمل‭ ‬دراسة‭ ‬على‭ ‬تأثير‭ ‬الابتكارات‭ ‬الدوائية‭ ‬على‭ ‬إطالة‭ ‬العمر،‭ ‬دور‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬فعّالية‭ ‬الإنفاق‭ ‬الصحي،‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬الدوائية،‭ ‬ادارة‭ ‬المخاطر‭ ‬الدوائية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تعزيز‭ ‬القاعدة‭ ‬الرقابية‭ ‬للدواء ‭ (‬pharmacovigilance‭) ‬لدى‭ ‬نقابة‭ ‬الصيادلة،‭ ‬دور‭ ‬التلقيح‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬المستوى‭ ‬الصحي‭.‬
  2. أما‭ ‬الحلقة‭ ‬الثانية‭ ‬“دور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي”‭ ‬فيرأسها‭ ‬تجمّع‭ ‬الشركات‭ ‬الدوائية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وتشمل‭ ‬توجّه‭ ‬الصناعات‭ ‬الرائدة‭ ‬نحو‭ ‬شخصنة‭ ‬الأدوية‭)  ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬تصنيع‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‭ ‬محوره‭ ‬المريض‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬المرض)‭‬ ‬ودور‭ ‬الصحة‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬الأدوية،‭ ‬وتحسين‭ ‬الصناعات‭ ‬المحلية‭ ‬بانفتاحها‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬المبتكرة‭.‬
  3. والحلقة‭ ‬الثالثة‭ ‬”القيمة‭ ‬للمرضى”‭ ‬ستديرها‭ ‬نقابة‭ ‬مصانع‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وتشمل‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬لجمع‭ ‬النتائج‭ ‬العلاجية‭ ‬للمرضى‭ ‬اللبنانيين،‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬وسريّتها،‭ ‬حلول‭ ‬اقتصادية‭ ‬لتوسيع‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية،‭ ‬متابعة‭ ‬المريض‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العلاج،‭ ‬الإبتكار‭ ‬في‭ ‬الأمراض‭ ‬اليتيمة ‭ )‬أي‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭(.‬
  4. والحلقة‭ ‬الرابعة‭ ‬”شمولية‭ ‬الإدارة‭ ‬الصحية”‭ ‬ستديرها‭ ‬نقابة‭ ‬مستوردي‭ ‬الأدوية‭ ‬وتشمل‭ ‬الحصول‭ ‬الباكر‭ ‬على‭ ‬الأدوية‭ ‬المبتكرة،‭ ‬والجديد‭ ‬في‭ ‬الأسس‭ ‬التنظيمية‭ ‬للمتممات‭ ‬الغذائية‭ ‬واللوازم‭ ‬الطبية‭.‬
  5. والحلقة‭ ‬الخامسة‭ ‬والأخيرة‭ ‬”دور‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية”‭ ‬سيديرها‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬النيابية‭ ‬للصحة‭ ‬العامة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بحضور‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬ومشاركة‭ ‬نقيب‭ ‬صيادلة‭ ‬لبنان،‭ ‬عمداء‭ ‬كليات‭ ‬الصيدلة‭ ‬في‭ ‬الـ‭ ‬USJ،‭ ‬والـ‭ ‬LAU‭ ‬والجامعة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬الـAUB‭ ‬ورئيسة‭ ‬نقابة‭ ‬الممرضات‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬انعقاد‭ ‬المنتدى الذي‭ ‬كان‭ ‬بعنوان‭ ‬”حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬في‭ ‬الصحة”،‭ ‬ماذا‭ ‬حققتم‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬حتى‭ ‬اليوم؟‭ ‬وكيف‭ ‬تقيمون‭ ‬حجم‭ ‬المشاركة؟

كان‭ ‬”المنتدى‭ ‬العربي‭ ‬السابع‭ ‬للصناعات‭ ‬الصحية”‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬أيار‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬حافلاً‭ ‬بالمداخلات‭ ‬الهامة‭ ‬ومنها‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬السياسي‭ ‬لأنها‭ ‬سلّطت‭ ‬الأضواء‭ ‬ومهّدت‭ ‬الطريق‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التالية‭:‬

  • أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬قدرة‭ ‬لبنان‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬الادوية‭ ‬المبتكرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة،‭ ‬تنظيمية‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬عملانية‭ ‬واقتصادية‭.‬
  • تفعيل‭ ‬الشراكة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬عبر‭ ‬إنشاء‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬خاصة‭ ‬بالتسجيل،‭ ‬الجودة،‭ ‬سلامة‭ ‬الدواء،‭ ‬أسس‭ ‬التسعير‭ ‬العادل،‭ ‬وسبل‭ ‬تخفيض‭ ‬الفاتورة‭ ‬الدوائية‭ ‬الشاملة،‭ ‬لصياغة‭ ‬إقتراحات‭ ‬تؤمن‭ ‬حصول‭ ‬المريض‭ ‬على‭ ‬العلاجات‭ ‬المبتكرة‭ ‬والجنيسية‭ ‬ضمن‭ ‬فاتورة‭ ‬صحية‭ ‬معقولة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬سياسة‭ ‬دوائية‭ ‬للسنين‭ ‬القادمة‭.‬
  • توطيد‭ ‬وتوسيع‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الصناعات‭ ‬الدولية‭ ‬المصنعة‭ ‬للأدوية‭ ‬المبتكرة‭ ‬والصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬كضرورة‭ ‬استراتيجية‭.‬
  • تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬القيادية‭ ‬والارشادية‭ ‬لدى‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تتطور‭ ‬الأدوية‭ ‬والعلاجات، برأيكم،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمريض‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على الدواء‭ ‬الجديد‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬ضمان الجودة‭ ‬في‭ ‬لبنان؟‭ ‬

إن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬الجودة‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬محسوم‭ ‬نهائياً‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭. ‬إنما‭ ‬التحدّي‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الشاملة‭ ‬والكلفة‭ ‬الكائنة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الاستحصال‭ ‬الباكر‭ ‬للأدوية‭ ‬المبتكرة‭.‬

وهذا‭ ‬لن‭ ‬يتحقّق‭ ‬الاّ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصارحة‭ ‬وطنية‭ ‬تسمّي‭ ‬الأشياء‭ ‬بأسمائها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقرار‭ ‬موازنة‭ ‬مدروسة،‭ ‬دقيقة‭ ‬وجريئة‭. ‬لن‭ ‬يحصل‭ ‬المواطن‭ ‬اللبناني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الصحّي‭ ‬الذي‭ ‬يدّعي‭ ‬السياسيون‭ ‬تحقيقه‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬يجرؤوا‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالتحدّي‭ ‬المالي‭ ‬الكائن‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭.‬ لن‭ ‬يفيد‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬نستمرّ‭ ‬بسياسة‭ ‬النعامة‭ ‬التي‭ ‬تغرس‭ ‬رأسها‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تواجه‭ ‬الواقع‭.‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬الدواء‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬يبقى‭ ‬التحدي‭ ‬الأساس‭ ‬لكم‭ ‬هو‭ ‬تأمين‭ ‬الدواء‭ ‬الجيد‭ ‬بالكلفة‭ ‬المنضبطة‭ ‬والرقابة‭ ‬الصارمة‭.‬ ما‭ ‬هي‭ ‬الخطوات‭ ‬المتبعة‭ ‬من‭ ‬قبلكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؟

ان‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصيدلانية‭ ‬المنتمية‭ ‬الى‭ ‬نقابة‭ ‬مستوردي‭ ‬الأدوية‭  ‬ملتزمة‭ ‬بطريقة‭ ‬كاملة‭ ‬ونهائية‭ ‬بإيصال‭ ‬الدواء‭ ‬الجيّد‭ ‬المسجّل‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وفقاً‭ ‬للأصول،‭ ‬عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬غير‭ ‬منقطعة‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات‭ ‬”من‭ ‬المنتج‭ ‬الى‭ ‬المواطن”‭ ‬تضمن‭ ‬حسن‭ ‬شروط‭ ‬الشحن‭ ‬والتخزين‭ ‬والتوزيع،‭ ‬وبالأسعار‭ ‬التي‭ ‬تحددها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وفقاً‭ ‬لأسس‭ ‬التسعير‭ ‬المعتمدة‭ ‬قانوناً‭.‬ وإن‭ ‬قطاع‭ ‬الدواء‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬والترتيب‭ ‬والمراقبة‭ ‬بالتعاون‭ ‬الكامل‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭.‬

هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬وإنما‭ ‬هناك‭ ‬الإرادة‭ ‬والآلية‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭ ‬لمعالجة‭ ‬كل‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬الى‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭:‬

  • العمل‭ ‬الجاد‭ ‬والمتواصل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المعنيين‭ ‬لتحديث‭ ‬النصوص‭ ‬التنظيمية‭ ‬كلما‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬العالمية‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية‭.‬
  • القدرة‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬أي‭ ‬تسلّل‭ ‬او‭ ‬انزلاق‭ ‬بشكل‭ ‬سريع،‭ ‬مسؤول‭ ‬وفعّال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقوية‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬وزيادة‭ ‬جهاز‭ ‬المراقبة‭ ‬العامة‭.‬
  • كما‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬والاساسي‭ ‬انشاء‭ ‬تعاون‭ ‬جاد‭ ‬وعميق‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬قواعد‭ ‬مهنية‭ ‬عليا‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭ ‬دولية‭ ‬هدفها‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬والشركات‭ ‬المصنّعة‭ ‬للأدوية‭ ‬–‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تصنّع‭ ‬الادوية‭ ‬المبتكرة‭ ‬أو‭ ‬الادوية‭ ‬الجنيسية‭.‬
  • اذاً‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ملحّة‭ ‬لإدارة‭ ‬رشيدة‭ ‬لكلفة‭ ‬الدواء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التساهل‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬”الجودة”‭ ‬و”ضمان‭ ‬الجودة”‭ ‬وسلسلة‭ ‬المسؤوليات‭ ‬المترابطة‭ ‬الحلقات‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬المصنّع‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬ميثاق‭ ‬المعايير‭ ‬الأخلاقية‭ ‬لترويج الأدوية‭ ‬في‭ ‬لبنان؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الأسس‭ ‬المتبعة؟‭  ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬التزام‭ ‬بتلك‭ ‬المعايير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشركات‭ ‬المروّجة؟

بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬”الميثاق‭ ‬الأخلاقي‭ ‬لترويج‭ ‬الدواء”‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭ ‬ايار‭ ‬2016‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مصانع‭ ‬الأدوية‭ ‬العالمية‭ ‬والمصانع‭ ‬الوطنية‭ ‬ومستوردي‭ ‬الأدوية‭ ‬ونقابات‭ ‬الأطباء‭ ‬والصيادلة‭ ‬وأطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬ونقابة‭ ‬أصحاب‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة،‭ ‬بدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬التطبيق‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬آليات‭ ‬الرصد‭ ‬والمراجعة‭.‬ ولعلّ‭ ‬قوة‭ ‬الميثاق‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬كامل‭ ‬أو‭ ‬مثالي،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬وليد‭ ‬إرادة‭ ‬مشتركة‭ ‬جامعة،‭ ‬قررت‭ ‬تطبيقه‭ ‬طوعاً‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬الرصد‭ ‬والمراجعة‭ ‬له‭.‬

أما‭ ‬الهدف‭ ‬المرجو‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬الميثاق‭ ‬فهو‭ ‬حصر‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬وصفه‭ ‬للدواء‭ ‬أو‭ ‬الصيدلي‭ ‬في‭ ‬صرفه‭ ‬للدواء‭ ‬أو‭ ‬استبداله‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬الطبيب‭ ‬والمريض،‭ ‬بالمعايير‭ ‬العلمية‭ ‬والعلاجية‭ ‬ومعايير‭ ‬الجودة‭ ‬والفعالية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تبدّي‭ ‬المصلحة‭ ‬المادية‭. ‬ومن‭ ‬الطبيعي،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحال،‭ ‬أن‭ ‬تتصدّر‭ ‬الأدوية‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬والفعالية‭ ‬العلمية‭ ‬والعلاجية‭ ‬غير‭ ‬المشكوك‭ ‬بها،‭ ‬باقي‭ ‬الأدوية‭.‬

تلى‭ ‬توقيع‭ ‬الميثاق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النقابات،‭ ‬توقيعه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬المعنيين‭ ‬بتطبيقه‭  ‬من‭ ‬شركات‭ ‬مصنعة‭ ‬عالمية‭ ‬أو‭ ‬مصنعة‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬مستوردة‭ ‬للأدوية‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬كما‭ ‬أنشئت‭ ‬لجنتان‭ ‬للملاحقة‭ ‬والتدقيق‭.‬

وفي‭ ‬حال‭ ‬بروز‭ ‬أي‭ ‬شكوى،‭ ‬هناك‭ ‬مستوى‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬المراجعة‭ ‬يبدأ‭ ‬بطريقة‭ ‬”حبيّة”،‭ ‬إذا‭ ‬جاز‭ ‬التعبير،‭ ‬بين‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والمؤسسة‭ ‬المتهمة‭ ‬بخرق‭ ‬الميثاق،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬حُلّت‭ ‬القضية‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولى‭ ‬تصحّح‭ ‬الأمور‭ ‬كما‭ ‬يلزم،‭ ‬ولا‭ ‬تخرج الى‭ ‬العلن‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يحل‭ ‬الموضوع‭ ‬فترفع‭ ‬الشكوى‭ ‬الى‭ ‬اللجنة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬ايضاً‭ ‬ممثلون‭ ‬عن‭ ‬المصنعين‭ ‬والمستوردين،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يصر‭ ‬الى‭ ‬حلّ‭ ‬الشكوى‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة‭ ‬الثانية،‭ ‬يتم‭ ‬رفعها‭ ‬الى‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭ ‬الذي‭ ‬بدوره‭ ‬يلاحقها‭ ‬مباشرة‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬حجم‭ ‬الملاحقة‭ ‬الى‭ ‬اتخاذ‭ ‬اجراءات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬الشركة‭ ‬الخارقة‭ ‬للميثاق‭ ‬من‭ ‬توزيع‭ ‬أدويتها في‭ ‬لبنان‭.

إن‭ ‬القطار‭ ‬أصبح‭ ‬سارياً‭ ‬على‭ ‬السكة‭ ‬والمهم‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نعقّد‭ ‬الأمور‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬اللزوم‭.‬ لكي‭ ‬تصبح‭ ‬آلية‭ ‬الرصد‭ ‬والمراجعة‭ ‬فاعلة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الأمور‭ ‬الأساسية‭ ‬وأن‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬خطياً‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تأويل‭ ‬النصوص‭ ‬والنقاش‭ ‬حول‭ ‬أمور‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬النص‭ ‬على‭ ‬ذكرها‭.‬

إذا‭ ‬كانت‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصيدلانية‭ ‬المنتمية الى‭ ‬نقابة‭ ‬مستوردي‭ ‬الأدوية‭ ‬ملتزمة‭ ‬تماما‭ ‬بهذه‭ ‬المعايير،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬تقومون‭ ‬بها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬أجل ضبط‭ ‬سوق‭ ‬الدواء‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬غير‭ ‬الشرعية؟

في‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬نقابتنا‭ ‬على‭ ‬ضبط‭ ‬السوق،‭ ‬أدخلنا‭ ‬منذ‭ ‬14‭ ‬سنة‭ ‬”هولوغرام‭ ‬النقابة”‭ ‬معروفاً‭ ‬بعبارة‭ ‬”من‭ ‬المُنتِج‭ ‬إلى‭ ‬المواطن”‭ ‬ويحمل‭ ‬اسم‭ ‬النقابة‭ ‬واسم‭ ‬المؤسسة‭ ‬الصيدلانية‭ ‬المستوردة‭ ‬للدواء،‭ ‬والهدف‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬نعطي‭ ‬ضمانة‭ ‬اضافية‭ ‬للمواطن‭ ‬اللبناني‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬يتحقّق‭ ‬من‭ ‬شرعية‭ ‬استيراد‭ ‬الدواء،‭ ‬وإخضاعه‭ ‬لسلسلة‭ ‬غير‭ ‬منقطعة‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات‭ ‬مترابطة‭ ‬الحلقات‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬المُنتِج‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬المواطن‭.‬

ومنذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬تقوم‭ ‬نقابة‭ ‬مستوردي‭ ‬الادوية‭ ‬بحملة‭ ‬إعلامية‭ ‬سنوية‭ ‬لهولوغرام‭ ‬النقابة‭ ‬والتي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬التوعية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬تجاه‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬لتسليط‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬ضمانة‭ ‬الجودة‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأدوية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬هولوغرام‭ ‬النقابة،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نؤكّد‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬هولوغرام‭ ‬النقابة‭ ‬ليست‭ ‬الاّ‭ ‬”ضمانة‭ ‬إضافية”‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الضمانة‭ ‬الأساسية‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬شرعية‭ ‬الادوية‭ ‬ونوعيتها‭ ‬هي‭ ‬–‭ ‬أولاً‭ ‬وأخيراً‭ – ‬الصيدلي‭ ‬الذي‭ ‬يثق‭ ‬به‭ ‬المواطن‭ ‬بحكم‭ ‬المعرفة‭ ‬السابقة‭ ‬والجوار‭. ‬واتّكالُنا‭ ‬جميعاً‭ ‬على‭ ‬الصيدلي‭ ‬لانَّه‭ ‬صمّام‭ ‬الامان‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬التصدي‭ ‬للتهريب‭ ‬والتزوير‭.‬

كما‭ ‬اننا‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬المعنيون‭ ‬جميعاً‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وادارة‭ ‬الجمارك‭ ‬ونقابة‭ ‬الصيادلة‭ ‬ونقابة‭ ‬مستوردي‭ ‬الادوية‭ – ‬تصب‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الاتجاه‭: ‬تحمّل‭ ‬كل‭ ‬فريق‭ ‬مسؤولياته‭ ‬كاملة‭ ‬وتوعية‭ ‬الجميع‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬لخطورة‭ ‬الموضوع‭ ‬ولضرورة‭ ‬التنبّه‭ ‬له‭.‬

هلا‭ ‬حدثتنا‭ ‬عن‭ ‬الأسس‭ ‬المتبعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬لتطبيق‭ ‬الدليل‭ ‬الإرشادي‭ ‬لأصول‭ ‬التخزين‭ ‬والتوزيع‭ ‬الجيد‭ ‬للدواء؟

بعدما‭ ‬أقرّت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭  ‬(القرار‭ ‬رقم‭ ‬962‭/‬1‭ ‬تاريخ‭ (‬3‭/‬7‭/‬2014‭  ‬معايير‭ ‬وأصول‭ ‬التخزين‭ ‬والتوزيع‭ ‬الجيد‭ ‬للمستحضرات‭ ‬الصيدلانية،‭ ‬اعتمدت‭ ‬سنة‭ ‬2016‭ ‬آلية‭ ‬تطبيقية‭ ‬لمراقبة‭ ‬تطبيق‭ ‬تلك‭ ‬المعايير‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصيدلانية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسلّمت‭ ‬تلك‭ ‬الآلية‭ ‬للمعهد‭ ‬العالي‭ ‬للأعمال‭ ‬ESA‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬الذي‭ ‬باشر‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬فوراً‭ ‬وقام‭ ‬بالكشف‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصيدلانية‭ ‬وأصدر‭ ‬الشهادات‭ ‬عند‭ ‬المطابقة‭ ‬ووجّه‭ ‬الملاحظات‭ ‬للامتثال‭ ‬بالمعايير‭ ‬عند‭ ‬عدم‭ ‬المطابقة‭.‬

كيف‭ ‬تقيّم‭ ‬الصناعة‭ ‬المحلية‭ ‬للدواء؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المعوقات؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مستقبلها؟

لم‭ ‬يعد‭ ‬صحيحاً‭ ‬أن‭ ‬لبنان‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الأدوية‭ ‬المستوردة‭ ‬لأن‭ ‬تطور‭ ‬الصناعة‭ ‬الدوائية‭ ‬اللبنانية‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬الكفيلة‭ ‬بإعطاء‭ ‬لبنان‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نسبة‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬المحلي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬المبتكرة‭-‬المرجعية‭ ‬اصبحت‭ ‬قابلة‭ ‬للنسخ‭ ‬الشرعي‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬المثيلة (جينيريك)‭  ‬للدواء‭ ‬المبتكر‭-‬المرجعي‭ ‬اصبحت‭ ‬تعم‭ ‬جميع‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬ولبنان‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬

أما‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬الاستيراد‭ ‬فله‭ ‬سببان‭ ‬رئيسيان‭:‬

  1. الأول‭ ‬هو‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬للأدوية‭ ‬المعتمد‭ ‬تصنيعها‭ ‬على‭ ‬الأبحاث‭ ‬والتطوير،‭ ‬وهي‭ ‬أدوية‭ ‬المستقبل‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬بيولوجية‭.‬
  2. أما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬الطاقة‭ ‬المحدودة‭ ‬لدى‭ ‬الصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتأمين‭ ‬كل‭ ‬حاجات‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬القابلة‭ ‬للنسخ‭ ‬الشرعي‭ ‬والاستحالة‭ ‬الحالية‭ ‬للصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬تأمين‭ ‬أدوية‭ ‬مبتكرة‭ ‬تفيد‭ ‬لبنان‭ ‬والعالم‭. ‬

كلنا‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬نحترم‭ ‬الصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬اللبنانية‭ ‬بعد‭ ‬الجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬تلك‭ ‬الصناعة‭ ‬منذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭. ‬وهناك‭ ‬عدة‭ ‬قرارات‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬تشجيع‭ ‬استعمال‭ ‬الدواء‭ ‬اللبناني‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطبيب،‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬وصف‭ ‬الدواء،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصيدلي،‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬استبدال‭ ‬الدواء‭ ‬بالشروط‭ ‬المنصوص‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬المادتين‭ ‬46‭ ‬و47‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬367‭ ‬تاريخ‭ /‬8‭/‬1994‭ ‬المعدلتين‭ ‬بالقانون‭ ‬رقم‭ ‬90‭ ‬تاريخ‭ ‬6‭/‬3‭/‬2010‭‬.

وإن‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إعطاء‭ ‬الصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬تستحقها‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬الجودة‭ ‬والسعر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬هي‭ ‬المرجع‭ ‬في‭ ‬نظامنا‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الحر‭ ‬والمنتظم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه.‭ ‬

أما‭  ‬المشكلة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الصناعة‭ ‬اللبنانية‭ ‬فهي‭ ‬إيجاد‭ ‬الأسواق‭ ‬لادويتها‭ ‬كون‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬متقوقعة‭ ‬على‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬والصناعة‭ ‬اللبنانية‭ ‬تعاني‭ ‬الأمرّين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتمكّن‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬الى‭ ‬أي‭ ‬بلد‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬فإن‭ ‬لبنان،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬نظامه‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬الحرة‭ ‬وانفتاح‭ ‬الأسواق،‭ ‬يسمح‭ ‬بتسجيل‭ ‬الأدوية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح‭ ‬أن‭ ‬تبادل‭ ‬لبنان‭ ‬بنفس‭ ‬المعاملة‭ ‬المنفتحة‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬السلطات‭ ‬اللبنانية‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬الكثير‭ ‬لتصحيح‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬لإجبار‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬قبول‭ ‬الأدوية‭ ‬المصنّعة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

مجلة المستشفى العربي – عدد نيسان (أبريل) 2018  رقم 139 – صفحة 96

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى