البروفسور سيزار ياغي
مستشفى ومركز بلڨو الطبي
البروفسور سيزار ياغي
“الكشف المبكر عن سرطان القولون أهم من العلاج”
تعكس نشاطات مستشفى ومركز بلفو الطبي في لبنان دوره الرائد في مجال المسؤولية المجتمعية التي تسهم في نشر الوعي بين الجمهور لحثهم على الكشف المبكر لما له من أهمية في نجاح العلاجات لشتى أنواع الأمراض. وقد لاقت حملة التوعية لسرطان القولون والمستقيم التي أقيمت في المستشفى طوال شهر آذار\ مارس صداها لدى كل من زار المستشفى من مرضى او زوار وذلك بمناسبة الشهر العالمي للوقاية من سرطان القولون والمستقيم.
الجميع تعرفوا على مضاعفات سرطان القولون والمستقيم ومخاطره وكيفية الوقاية منه .والمستشفى قدمت فحص البراز المناعي الكيميائي (FIT) مجانا للعام الثاني على التوالي الذي يتوجب على كل شخص ابتداء من سن الـ50 اجراءه وكذلك لكل من لديهم عاملا وراثيا لحثهم على الكشف المبكر لأنه يعطي مؤشرا عن وجود مشكلة ما في القولون وهي الخطوة الأولى للكشف عما إذا كان يوجد دم في البراز لينتقل بعد ذلك الى مرحلة التنظير في حال احتاج لذلك. وكذلك لقد تم وضع كشك خاص عند مدخل المستشفى يضم متخصصين في هذا المجال، يقع على عاتقهم مسؤولية توعية المرضى والزوار وتقديم النصائح والإرشادات لهم إضافة الى معلومات حول المرض ومضاعفاته.
وخلال حديث مع البروفسور سيزار ياغي لمجلة ”المستشفى العربي” قال ان سرطان القولون يحتل مراتب متقدمة بين السرطانات التي تصيب كلا الجنسين ويحدث بسبب تغيرات تصيب القولون من دون أن يشعر بها المريض وتكون البداية بتورم حميد يطلق عليه اسم Adenoma لكنه يتطور مع الوقت ليصل الى ورم سرطاني خبيث. ثم تحدث عن ارتباط سرطان القولون بالعمر، لافتا الى انه غالبا ما يصيب من تخطوا عمر الخمسين ويتضاعف على عمر الستين بحيث يزداد الخطر مع التقدم في السن.
أبرز المؤشرات
اما المؤشرات التي تحدث مع المريض وتنذر بوجود مشكلة ما في القولون فهي عديدة؛ يقول في هذا الإطار أن أبرزها وجود دم في البراز أو خسارة الوزن بشكل كبير ومن دون وجود أي مبرر، وجود تغيرات في طبيعة البراز كالإصابة بإمساك او إسهال مزمن لأيام عدة؛ كما أن وجود أمراض التهابية مثل داء كرون وغيره من الأمراض يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون؛ العامل الوراثي هو ايضا من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة؛ فإن من لديه حالة سرطان قولون في العائلة يتوجب عليه البدء بالفحوصات التشخيصية والكشف المبكر قبل سن الخمسين، تماما كما هو الحال في سرطان الثدي.
الكشف المبكر أهم من العلاج
عند سؤالنا عن العلاجات الحديثة، أكد الدكتور أن الكشف المبكر هو أهم من العلاجات لأنه الخطوة الأولى نحو العلاج التام والشفاء من المرض فكلما كان المرض في بدايته تكون اللحمية لا تزال حميدة وبالإمكان إزالتها قبل أن تتحول الى سرطانية لاسيما انها تحتاج الى ما بين 10 الى 15 سنة لتتحول. فالكشف المبكر هو أولى التوجيهات ضمن بروتوكولات العلاج العالمية وهو سبب انتشار حملات التوعية التي تحث الناس على إجراء الفحوصات للكشف عن أي لحمية مهما كان صغر حجمها. وأضاف: “التوعية والكشف المبكر نضعها دائما ضمن إطار العلاجات الحديثة لأنها أفضل علاج .” أما العلاج الطبي، فيبدأ باستئصال اللحميات والتورمات الصغيرة ومن الممكن ان نلجأ الى العمليات الجراحية في إطارها الكلاسيكي او نجري تدخلا طبيا بسيطا عبر المنظار ونقوم خلالها بإزالة اللحمية في حال احتجنا لذلك.
في مراحل المرض المتطورة والتي تكون فيها اللحمية تحولت الى سرطانية، يقول الدكتور ياغي أن المريض هنا يبدأ رحلته العلاجية بواسطة علاجات السرطان المتطورة مثل العلاج المناعي او العلاج الموجه وربما العلاج الكيميائي على أن يتم تحديد ذلك بحسب مرحلة المرض ونسبة انتشاره.
لكن ما نتحدث عنه من آليات الكشف المبكر ونركز عليها بشكل كبير لأنها كفيلة بعدم وصولنا الى هذه المراحل المتأخرة من المرض، وبالتالي يتجنب المريض كل ما يمكن أن يتعرض له من علاجات وجراحات وما قد ينتج عنها من مضاعفات.
المنظار
المنظار هو من الخطوات التشخيصية الضرورية التي ينبغي على كل من تخطى سن الخمسين أن يجريها؛ وهنا، يتحدث انه ينبغي إجراؤها كل خمس او عشر سنوات في حال لم يتبين وجود أي مشكلة لان أي لحمية تحتاج الى هذه الفترة لكي تتطور؛ وأضاف انه في حال وجود أي لحمية يتعين على المريض تكرار المنظار بعد فترة يحددها الطبيب بناءا على نتيجة المنظار فأحيانا يجب تكراره كل عام وذلك يعتمد على حجم اللحمية ومدى تطورها وكثرتها وغيرها من التفاصيل. وفي هذا الإطار، يشدد على ضرورة نظافة القولون أي أنه على المريض اتّباع الإرشادات لتفريغ المصران قبل ليلة من تحديد الموعد لان ذلك يساعد الطبيب على فحص القولون بشكل أدق.
وفي ختام حديثه، يؤكد أن مستشفى ومركز بلفو الطبي يحتوي على التقنيات الحديثة والمتطورة التي تتيح للأطباء إمكانية التشخيص الدقيق وإزالة اللحميات خلال المنظار وذلك بحسب نوعها وحجمها.
مجلة المستشفى العربي – عدد نيسان (أبريل) 2018 رقم 139 – صفحة 100