مقابلات

الدكتور فوزي الحموري

رئيس هيئة المديرين في المستشفى التخصصي

الدكتور فوزي الحموري

نحتفل باليوبيل الفضي، مسيرة 25 عامًا جعلت المستشفى التخصصي علامة فارقة على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي

يمتلك المستشفى التخصصي في الأردن بصمة خاصة في القطاع الطبي في المملكة الأردنية الهاشمية بفضل ما يقدمه من خدمات طبية متطورة وفق أحدث الإمكانات سواء على مستوى التقنيات الحديثة او الكادر البشري ذي الكفاءة العالية. الدكتور فوزي الحموري، مدير عام المستشفى التخصصي، خصّ مجلةالمستشفى العربيبحوار خاص فيه أهم الإنجازات التي تحققت على مدى الـ25 عاما الماضية. وفي ما يلي نص الحوار:

نود البداية بالحديث عن أهم الإنجازات التي حققتموها طوال الـ25 عاما الماضية؟

حقق التخصصي الكثير من الانجازات خلال ربع قرن من الزمان وهي منذ انطلاقته في العام 1993، فقد حرصنا على استقطاب أفضل الكوادر الطبية والصحية وفي ذات الوقت كنا السباقين في إدخال أحدث التكنولوجيا الطبية على مستوى الأردن والوطن العربي واكتسبنا ثقة المريض الاردني والعربي والأجنبي والدليل على ذلك أننا خلال هذه السنوات الخمس والعشرين قدمنا خدماتنا الى ما يزيد عن 5 مليون شخص منها نصف مليون حالة إدخال للمستشفى  ومليون وربع زيارة طوارئ وربع مليون عملية جراحية. وتميز المستشفى التخصصي في تحقيق نسب نجاح عالية جدا في عمليات القلب للكبار والأطفال وزرع الأعضاء وخاصة زراعة الكلى بنسبة نجاح 97٪ بالإضافة إلى زراعة القوقعة، وعمليات العظام واستبدال الركبة والعمود الفقري، وجراحة الأسنان والعديد من العمليات الاخرى. بالإضافة الى توفر المراكز المتخصصة مثل مركز اطفال الانابيب ومركز علاج السمنة ومركز الكوزمو للعناية بالجلد.

ما هي البصمة الخاصة التي قدمها المستشفى التخصصي بقيادتكم للقطاع الطبي في الأردن؟

تميز التخصصي بأنه ينافس على مستوى الإقليم والعالم وليس على المستوى المحلي ، فأصبح قبلة أولى للعلاج وتمكن من استقطاب مرضى من 100 جنسية عربية واجنبية. فحصل المستشفى على شهادة السياحة العلاجية من MTQUA كأول مستشفى في الأردن يحصل عليها وتم تصنيف المستشفى من أفضل 10 مستشفيات على مستوى العالم في السياحة العلاجية للعام 2017 وللعام 2018 تم تصنيفه بالمرتبة الثالثة على مستوى العالم. ولم يعد التخصصي عبارة عن مستشفى فقط بل أصبح مؤسسة تعليمية وتدريبية بامتياز حيث انه معترف به لغايات التعليم والتدريب محلياً وعربياً ودولياً، وقد استفاد من البرامج التدريبية في المستشفى التخصصي ما يزيد عن 3500 متدرب من الأطباء والتمريض والصيادلة وغيرهم من المهن الصحية.

تطول لائحة الجوائز والاعتمادات والدروع التي حاز عليها المستشفى. هلا حدثتنا عن أهمها؟ وما هي القيمة المضافة التي منحتها تلك الاعتمادات والجوائز للمستشفى؟

نعم لقد اصبح معروفاً بأن التخصصي يعتبر أكثر المستشفيات العربية حصولاً على الجوائز وشهادات الاعتمادية والتميز  فهو المستشفى الوحيد الذي فاز بجائزة الملك عبد الله الثاني للتميز ولدورتين متتاليتين.  وحاصل على شهادة الجودة العالمية من هيئة الاعتماد الدولية JCI لأربع دورات متتالية.  ومن مجلس اعتماد المؤسسات الصحية HCAC ولأربع دورات متتالية. والمستشفى التخصصي هو الوحيد في الشرق الأوسط المعتمد كمركز متميز من قبل هيئة الاعتماد الدولية JCI  في معالجة أمراض القلب.

بالإضافة إلى شهادات عديدة منها: شهادة ISO 9001 وشهادة  HACCP والتي تعنى بجودة الغذاء وسلامته، وشهادة الاعتماد الأوروبي للفحوصات المخبرية الطبية ISO 15189  ولاهتمامنا بالبيئة داخل المستشفى وخارجه فقد حصلنا على شهادة ISO 14001  وشهادة OHSAS 18001 وحصلنا على درع العطاء والتميز بالإضافة إلى جائزة التميز في السلامة والصحة المهنية للمنشآت من مؤسسة الضمان الاجتماعي،  وكان المستشفى الأول على مستوى الدول الإسلامية في الحصول على جائزة منظمة العالم الإسلامي في جودة الخدمات الصحية .MECCAward

وتوجت مسيرة التميز وتحسين جودة وسلامة الخدمات بحصول المستشفى على جائزة : “أفضل مستشفى عربي في رعاية المرضىخلال الملتقى السادس عشر لاتحاد المستشفيات العربية وتزامنا مع اجتماع مجلس وزراء الصحة العرب بالإضافة الى حصوله مؤخراً على شهادة السياحة العلاجية من MTQUA كأول مستشفى في الأردن يحصل على هذه الشهادة، وبهذا يصبح المستشفى التخصصي أول مستشفى في الاردن معتمد دولياً لخدمة ورعاية المرضى المسافرين الدوليين وتم تصنيف المستشفى من أفضل 10 مستشفيات على مستوى العالم في السياحة العلاجية للعام 2017 وللعام 2018 تم تصنيفه بالمرتبة الثالثة على مستوى العالم

يواكب المستشفى التخصصي التطورات الطبية من خلال استقطاب أحدث تقنيات التصوير الطبي والأجهزة التشخيصية. وكذلك إدخال تقنيات علاجية حديثة، هلا حدثتنا عن أحدث التقنيات المتوفرة في المستشفى؟

حرصت الادارة على تزويد المستشفى بأحدث الأجهزة والمعدات وآخر ما توصلت إليه التقنيات الطبية في العالم. فقد كان المستشفى التخصصي أول مستشفى في الأردن يدخل جهاز الرنين المغناطيسي الصامت Silent MRI وهو جهاز تصوير متطور يوفر دقة متناهية في التصوير ويلغي الرهبة والخوف من الأماكن المغلقة والضيقة وبدون ازعاج صوتي، وكذلك جهاز  التصوير الطبقي المحوري CT 512 Slices والذي يصور الشرايين والأوردة بدقة والذي يستطيع تصوير شرايين القلب بنبضة قلبية واحدة، ومن ميزاته ايضا انه يقلل نسبة الأشعة التي يتعرض اليها الجسم بنسبة 80%. بالإضافة إلى إنشاء أول مركز متخصص للعلاج بالأكسجين المضغوط في الأردن. أدخل لمركز تصحيح البصر جهازAmaris 750 ويعتبر قسم القسطرة والأشعة التداخلية من الأقسام المتميزة  من حيث التجهيزات وكفاءة العاملين فيه حيث يتم  إجراء أكثر من 3,500 عملية سنويا سواء تشخيصية او علاجية, وتم تجهيزه بثلاث غرف قسطرة ويتوفر في القسم ايضا القسطرة الهجينة. ويضم مركز تفتيت الحصى أحدث جهاز في العالم لتفتيت الحصى Sonolith ويتميز بآلية الملاحة الجوية التي تلاحق الحصى أينما تحركت لتفتيتها باستخدام الاشعة تحت الحمراء الآمنة ولديه القدرة الفائقة على تفتيت الحصى في الحالب، المثانة، الكلى.

أُجريت في المستشفى التخصصي أول عملية زراعة لشرايين القلب التاجية بالمنظار في الأردن والشرق الأوسط. هلا حدثتنا عن هذا الانجاز الطبي سواء لجهة التقنيات الطبية المتطورة أو لجهة الخبرات الطبية المتوفرة لديكم؟

أُجريت في المستشفى التخصصي أول عملية زراعة لشرايين القلب التاجية بالمنظار في الأردن والشرق الأوسط، العملية أُجريت بمساعدة المنظار الجراحي وعن طريق جرح صغير في الجهة اليسرى من الصدر دون الحاجة لقص القفص الصدري كما هو معتاد في عمليات القلب المفتوح، إذ تم زراعة وتطعيم جميع  الشرايين التاجية المصابة لقلب المريض بمساعدة شريان الصدر الداخلي  والوريد الصافن. وتعد  هذه العملية بديل كامل عن عملية القلب المفتوح المعروفة بالشكل التقليدي، ومن أهم ميزات هذه العملية محدودة التداخل: سرعة التعافي، والعودة إلى الحياة الطبيعية، إضافة إلى تقليص مدة الإقامة في المستشفى، ناهيك عن الناحية التجميلية حيث تتم بطريقة تخفي مكان الجرح في المستقبل.

أول عملية زراعة لشرايين القلب التاجية بالمنظار في الأردن والشرق الأوسط

وأجري أيضًا في المستشفى التخصصي العملية الأولى من نوعها في الأردن حيث تم زراعة منظم للقلب بدون أسلاك  Leadless Pacemaker داخل حجرات القلب عن طريق القسطرة وبالتخدير الموضعي وبدون اي تداخل جراحي.

اجريت هذه العملية لمريض سوداني تجاوز 85 عاماً  في المستشفى التخصصي حيث كان يعاني في تباطؤ في  نبضات القلب وقدم إلى الأردن بعد فشل عمليتين سابقتين لزراعة منظم نبضات القلب بالطريقة الاعتيادية والتي تمت في السودان وأدت الى التهابات.  ونظرا لصعوبة حالة المريض وتقدمه بالعمر  فقد تم تشكيل فريق طبي متخصص حيث قرروا ان الحل الأمثل لهذا المريض هو إجراء هذه العملية بزراعة منظم نبضات القلب بدون أسلاك وبدون جراحة عن طريق القسطرة وتحت التخدير الموضعي.  ويتميز هذا المنظم بحجمه الصغير (حجمه 1 سم2) وهو  لا يترك اثر على الجلد فهو يزرع داخل القلب ومرتبط مباشرة به بشكل لاسلكي وعند مقارنة فعالية هذا المنظم بالبطارية العادية فعمره موازي للبطارية التقليدية والتي هي 10 سنوات ونسبة حدوث التهابات ضئيلة جداً.

الجودة المستمرة مبدأ أساسي بالنسبة لكم؛ ما هي الخطوات المتبعة من قبل دائرة الجودة والتحسين المستمر والحصول على أفضل النتائج؟

تم اعتبار الجودة أولا بعد من الأبعاد الاستراتيجية التي تبنتها إدارة المستشفى التخصصي, وهناك خطوات كثيرة يتم عملها من قبل مكتب الجودة لاستدامة التحسين على النتائج التي حققناها وتنفيذ خطط الجودة وسلامة المرضى ومراقبة الأداء ومنها:

  • البحث الدائم عن كل جديد فيما يخص معايير الجودة والتميز والعمل على تطبيقها.
  • التدريب المستمر للكوادر.
  • وضع أولويات سنوية للتحسين لرفع كفاءة وفاعلية الإجراءات.
  • التأكد من وضع بروتوكولات وارشادات سريرية جديدة مطابقة لأحدث الادلة ومراقبة تطبيقها والتحسين المستمر عليها.
  • التأكد من وضع سياسات عمل وخطط وإرشادات لجميع إجراءات العمل في المستشفى بالتنسيق مع الأقسام المعنية ومراقبة تطبيقها والتحسين عليها باستمرار.
  • مراقبة الأداء المستمر من خلال جمع وتحليل عدد كبير من مؤشرات أداء جميع الأقسام وتحليل البيانات للمساعدة في اتخاذ القرارات.
  • لأول مرة في الأردن، يتم التبرع بجميع الأعضاء

من متوفاة دماغياً في المستشفى التخصصي. ما هي أهمية هذا الإنجاز؟ وما هو حجم فريق عمل زراعة الأعضاء وخبرته؟ ما هي إنجازاتكم في هذا المجال؟

هذا إنجاز غير مسبوق في الأردن أن يتم التبرع بأكثر من عضو (القلب، الكبد، الكليتين) من متبرع واحد ونقلها الى اربع مرضى متواجدين في ابرع مستشفيات مختلفة. فريق التبرع بالأعضاء في المستشفى التخصصي والمكون من طبيب العناية المركزة، ممرض العناية المركزة، والمسؤول عن التنسيق مع مديرية التبرع بالأعضاء، طبيب التخدير المسؤول، طبيب الجينات والعلوم الوراثية المسؤول عن مطابقة الأعضاء، والمرشدة الاجتماعية المسؤولة عن التواصل مع الأهل

المستشفى التخصصي كان سباقاً في الدعم والتشجيع على التبرع بالأعضاء والمشاركة في الحملات المختلفة حتى أنه استطاع وبالتعاون مع جمعية تشجيع التبرع بالأعضاء أن يدخل الأردن في موسوعة جينيس للأرقام القياسية في جمع أكبر عدد من المتبرعين بالأعضاء خلال 8 ساعات.

ما هو دور المستشفى التخصصي في خدمة المجتمع؟

ان خدمة المجتمع المحلي والعربي من أهم التوجهات الاستراتيجية للمستشفى، فتم التركيز على المسؤولية المجتمعية من خلال العديد من الأنشطة الخيرية في الوطن وخارجه, فكوادر المستشفى تقوم سنوياً بتنفيذ عشرات الأيام الطبية المجانية في كافة محافظات المملكة بالإضافة الى حملات تطوعية للتبرع بالدم بالتعاون مع بنك الدم الوطني. ويعتبر المستشفى التخصصي ومنذ سنوات طويلة شريكا فاعلا في حملة البر والاحسان التي  ترأسها وتشرف عليها صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال.

وقد نجح المستشفى التخصصي وجمعية تشجيع التبرع بالأعضاء برئاسة سمو الأمير رعد بن زيد في إدخال الأردن لموسوعة جينيس للأرقام القياسية في جمع اكبر عدد من المتبرعين بالأعضاء بعد أن كان الرقم السابق مسجلاً للولايات المتحدة الأمريكية.  والرسالة الانسانية التي نؤمن بها ليست مقصورة بحدود الوطن  فامتدت يد الخير لتصل إلى العديد من دول العالم. فإن فريق المستشفى التخصصي كان أول فريق طبي يصل الى ليبيا لعلاج الجرحى والمرضى أثناء الثورة الليبية. وكان أول فريق طبي أردني يصل الى جمهورية تشاد. وتم إرسال بعثة طبية لدعم اللاجئين الروهينجا في بنغلادش.  وساهمت كوادر المستشفى في تخفيف معاناة الأهل في قطاع غزة. ويتعاون المستشفى مع مؤسسة الزبير الخيرية وغيرها من الهيئات السودانية في تنفيذ العديد من النشاطات التطوعية والايام الطبية المجانية في السودان الشقيق. وتوجت نشاطات المستشفى  الخاصة بخدمة المجتمع المحلي والعربي بالحصول على الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية CSR ARABIA  بالإضافة إلى رسالة اعتراف من مؤسسة المواصفات والمقاييس والمنظمة العالمية للمعايير لتبني المعايير الخاصة بالمسؤولية المجتمعية ISO 26000.

في الحديث معكم، لابد لنا من الإضاءة على واقع السياحة العلاجية في الأردن. ما هو الجديد في هذا المجال لاسيما في ظل طرح استراتيجية السياحة العلاجية ودورها في تطوير صناعة السياحة العلاجية؟ ما هو تقييمك لهذه الاستراتيجية؟

لقد نجح الأردن بأن يكون قبلة العلاج الاولى في الإقليم حيث اننا نمتلك جميع المقومات التي تؤهلنا لهذا الموقع، ولكن واجه القطاع تحديات كثيرة خلال الأعوام القليلة الماضية ومنها القيود التي فرضت على المرضى العرب والأجانب، وكذلك الاحداث الاقليمية الدامية في بعض الدول العربية الشقيقة وهذا بدوره ادى الى تراجع في أعداد المرضى الوافدين الى المملكة، وقد انتهينا مؤخرا من إعداد استراتيجية وطنية للسياحة العلاجية والاستشفائية وتمت المصادقة عليها من مجلس الوزراء ونحن نتأمل أن يتم الالتزام بتنفيذ ما ورد فيها حتى نتمكن من زيادة أعداد المرضى وبالتالي زيادة إيرادات المملكة من العملات الصعبة.

كيف تقيمون الواقع الصحي في الأردن اليوم؟

هنالك تحديات كبيرة تواجه الأردن بشكل عام والقطاع الصحي بشكل خاص، وقد يكون القطاع العام يواجه تحديات كبيرة بسبب عجز موازنة الحكومة وارتفاع قيمة الدين العام، وبسبب أزمة اللجوء السوري التي شكلت عبئا كبيرا على الاردن،  الا ان القطاع الخاص يعاني من تحديات عديدة منها ارتفاع الكلف التشغيلية وارتفاع كلفة فاتورة الطاقة وهجرة الكفاءات وتعدد الجهات الرقابية وارتفاع الضرائب كما ونوعا

في الختام، نود الإضاءة على رؤيتكم المستقبلية لتحقيق المزيد من الانجازات في المستشفى التخصصي؟

بناء على الثقة التي اكتسبها التخصصي محلياً ودولياً وزيادة الطلب على خدمات المستشفى فنحن نجري حاليا الدراسات ونضع الخطط لبناء مستشفى جديد بمواصفات غير مسبوقة وكذلك بناء فندق واجنحة فندقية لخدمة ضيوفنا من مختلف دول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى