مقابلات

البروفسور وجدي أبي صالح

رئيس قسم الأمراض الصدرية في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال

البروفسور وجدي أبي صالح

Hydroxichloroquine ليس كل حالات الإصابة بفيروس كورونا بحاجة إلى

إنتشر في الآونة الأخيرة دواء (هيدروكسي كلوروكوين) بعد أن كثر الحديث عن فوائده في علاج مرضى فيروس كورونا المستجد؛ لكن في المقابل يؤكد الأطباء على خطورة إستخدام هذا الدواء من دون وصفة طبية لما له من مضاعفات، فضلا عن أن ليس كل الحالات تحتاج إلى العلاج بواسطة هذا الدواء. مجلة “المستشفى العربي” التقت رئيس قسم الأمراض الصدرية في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال البروفسور وجدي أبي صالح للإضاءة على استخدامات هذا الدواء. وفي ما يلي نص الحوار

نود بداية الحديث عن دواء (هيدروكسي كلوروكوين) المستخدم حاليا في علاج مرضى فيروس كورونا المستجد. ما هي الحالات التي تستدعي العلاج بواسطة هذا الدواء؟ وما هي عوارضه ومخاطر استخدامه من دون وصفة طبية؟

(هيدروكسي كلوروكوين) يوصف للمرضى الذين يعانون من فشل في القدرة على التنفس وذلك يعني أن فيروس يؤثر على وظيفة التنفس بشكل حاد ويؤدي إلى ضيق في التنفس. وفي هذا الإطار، أود الإشارة الى أن هذا الدواء يوصف بالتزامن مع دواء آخر هو Azithromycin فيعملان معا للحد من آثار الفيروس على الرئة والجهاز التنفسي بشكل عام. من الخطورة اللجوء الى استخدام هذا الدواء من دون وصفة طبية لأن ليس كل حالات مرضى فيروس كورونا بحاجة إليه للعلاج ولا يتم اللجوء إليه إلا بعد التأكد من أنه مفيد للحالة المرضية، ذلك أن عوارض استخدامه بشكل عشوائئ يحمل في طياته الكثير من المضاعفات والمخاطر على جسم المريض فيعاني مثلا من مشاكل في كهرباء القلب ومشاكل في النظر والكلى والكبد والجهاز العصبي وغيرها.

كيف تتطور حالة المريض ليصل إلى مرحلة يعجز فيها عن التنفس فينتقل إلى الحالة الحرجة؟

ينتقل مريض فيروس كورونا المستجد إلى الحالة الحرجة عندما يبدأ الفيروس بالتغلغل في الرئة والجهاز التنفسي؛ بداية تلك المرحلة تكون بالشعور بضيق في التنفس مع هبوط بنسبة الأكسدة بالدم فيحتاج المريض إلى كميات أكبر من الأوكسجين، وللأسف يصل الى مرحلة يوضع فيها على جهاز التنفس الإصطناعي. قد يترافق ذلك مع فشل في أعضاء أخرى مثل فشل في جهاز ضغط الدم وفي عضلة القلب بحد ذاتها وفي الكلى وقد يصل إلى مرحلة يحتاج فيها الى غسيل كلى وغيرها من المضاعفات. إذن، يلجأ الأطباء إلى وضع المريض على جهاز التنفس الإصطناعي عندما يتعذر إيصال نسبة الاكسدة الكافية للتنفس الطبيعي (90 بالمائة) بمساعدة وسائل التنفس من دون التنفس الإصطناعي عن طريق الكمامات وغيرها من الوسائل المتاحة،  فإن الأطباء مجبرون على وضعه على جهاز التنفس الإصطناعي

أين تكمن أهمية الجهاز المناعي في محاربة الفيروس؟ ولماذا يؤثر على كبار السن أكثر من الشباب اليافعين؟

في الواقع، إن ما يحتاجه المريض هو جهاز مناعي قوي لأن ذلك هو الضمان الوحيد لمكافحة الفيروس والتخلص منه. وحده الجهاز المناعي القوي قادر على التغلب على الفيروس. للأسف، مع التقدم في السن تضعف قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الفيروسات الغريبة وبالتالي لا يتمكن من القضاء عليه؛ وبما أن الكثير من الأمراض المزمنة غالبا ما تأتي مع التقدم في السن فإن ذلك يزيد من ضعف الجهاز المناعي لديهم والمقصود هنا مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم ومن يعاني من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، إلى جانب مرضى السرطان الذين يتناولون علاجات كيميائية وغيرها من تلك التي تضعف الجهاز املناعي لديهم.

انتشرت دراسة مؤخرا تشير الى فقدان حاسة التذوق والشم لدى مرضى فيروس كورونا المستجد. ما صحة هذه الدراسة؟

بالفعل، فقد لاحظ أطباء من الجمعية البريطانية لأمراض الأنف والأذن والحنجرة وجود رابط وعلاقة ما بين الفيروس وبين فقدان حاسة الشم حيث يؤثر على الأعصاب في اللسان وكذلك الأنف تماما كما يؤثر الفيروس على أعضاء أخرى من الجسم 

لابد من التأكيد على أهمية التوعية واتباع الإرشادات العالمية للحد من انتشار الفيروس في المجتمعات.

على المجتمع أن يتحمل مسؤوليته تجاه الحد من إنتشار الفيروس الذي يمتلك قدرة عالية على الإنتشار بحيث أن كل مريض يمكن أن ينقل العدوى إلى ما بين ثلاثة أو أربعة أشخاص. من الضروري جدا الإلتزام بأصول التباعد الإجتماعي والحجر المنزلي الذي يجب أن يخضع له المجتمع ككل ولو بالقوة نظرا لما رأيناه من تهاون البعض وخروجهم من المنازل رغم إلتزام نسبة لا بأس بها. 

في لبنان هناك إلتزام بشكل كبير ولكنه ليس كافيا ولا نريد أن نصل إلى النموذج الإيطالي في هذا الشأن. فالحجر المنزلي ضروري للغاية لأن حوالى 80 بالمائة من الحالات لا يشعر المريض بأي عوارض للفيروس وهي حالات لا تستلزم الإستشفاء، ولكن يمكن أن ينقله لمن حوله خصوصا كبار السن الذين ليس لديهم المناعة الكافية لمحاربته.

وفي إطار الوعي، أود التأكيد على ضرورة غسل اليدين بالصابون والماء وللفترة الموصى بها عالميا؛ ورغم تكرار الحديث حول أهمية هذه الخطوة إلا أنني أعود وأؤكد عليها لأنها كفيلة بالقضاء على الفيروس. من الضروري الإكثار من غسل اليدين طوال اليوم وفي حال عدم توافر إمكانية الوصول الى الماء والصابون يجب الإستعانة بالمعقمات والمطهرات على أن تحتوي ما بين 60 الى 70 بالمائة من الكحول الطبي. إن اتباع إرشادات الوقاية من حجر منزلي وتباعد اجتماعي وغسيل اليدين باستمرار تكفل لنا الحد من إنتشار العدوى وعدم وصول القطاع الطبي إلى مرحلة يعجز فيها عن توفير الخدمة الصحية لمن هو بحاجة إليها في أقسام الإنعاش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى