نيوز

خبراء الطب في مصر يدعون إلى تعميم تجربة إنشاء وحدات السكتة الدماغية المتخصصة على كافة المستشفيات

خبراء الطب في مصر

يدعون إلى تعميم تجربة إنشاء وحدات السكتة الدماغية المتخصصة على كافة المستشفيات

نظمت شركة بوهرنجر إنجلهايم إحدى أكبر الشركات الدوائية في العالم والتي تتخذ من البحث منهجاً للريادة في القطاع، مؤتمراً صحفياً حول أهمية وحدات السكتة الدماغية المتخصصة في انقاذ المرضى من الوفاة أو العجز.  وتأتي هذه المبادرة بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للسكتة الدماغية التي استضافته القاهرة في الفترة ما بين 6 و8 نوفمبر الجاري بحضور أكثر من 350 من الخبراء والأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في مصر. 

وركّز الخبراء الطبيون على الخطر الذي تمثله الزيادة المستمرة في ظهور حالات المرض في مصر والمنطقة، كما أكّدوا على الحاجة الملحة لتطوير أساليب أكثر كفاءة ودقة لقياس مدى خطورة السكتة الدماغية، حيث شددوا على أهمية زيادة الوعي بين الجمهور العام بعوامل الخطر وأعراض المرض وذلك لمساعدتهم على فهم الأثر السلبي الذي تتركه السكتة الدماغية على نوعية حياتهم. 

يذكر أن الإصابة بالسكتة الدماغية تعتبر إحدى أكثر الحالات الطبية الطارئة تدميراً التي قد تصيب الإنسان طوال حياته، وتشير الأرقام إلى أنه في كل عام يصاب 210/ 100,000 شخص في مصر بالسكتة الدماغية. فالسكتة الدماغية يمكن أن تصيب الأفراد بكافة الأعمار وتترك آثاراً على كل من المريض وعائلته وأصدقائه وزملائه وكافة المحيطين به، ويتنامى تأثير السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمشكلة صحية عامة، مع توقعات بتضاعف عدد الوفيات الناجمة عنها بحلول العام 2030.

وفي إطار تعليقه على أهمية الوعي بالسكتة الدماغية قال الدكتور مجد زكريا، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس ورئيس اللجنة القومية للسكتة الدماغية: “إن معرفة أعراض السكتة الدماغية يشكّل الخطوة الأولى لضمان الحصول على المساعدة الطبية بأسرع وقت ممكن، حيث تضم أعراض السكتة الدماغية كلاً من الشعور بالخدر المفاجئ والضعف في الوجه وإحدى الذراعين أو القدمين على جانب واحد من الجسم، إضافة إلى اضطراب الكلام ومشاكل في النظر وفقدان التوازن ووجع الرأس الحاد.”

وقد ركز الخبراء على أن كلمة “عاجل” تعد أسهل طريقة لتذكر الأعراض المفاجئة للسكتة الدماغية، والتي تشير إلى عسر في الفهم وانحراف في زاوية الفم وجهة ضعيفة من الجسم وان لا تتأخر فالوقت هو الحياة. ففي كل دقيقة تمضي بعد الإصابة بالسكتة الدماغية يفقد الدماغ بشكل دائم ما يقرب 1.9 مليون خلية فيه، وهو ما يعني احتمال تأثر نطق المريض وحركته وذاكرته جراء الإصابة بالسكتة الدماغية على المدى البعيد. 

وفي إطار تعليقه على أهمية عامل الوقت، قال الدكتور هاني عارف، رئيس قسم المخ والأعصاب والطب النفسي بجامعة عين شمس: “هناك حاجة ماسة لرفع الوعي بالسكتة الدماغية بين الأوساط في المجتمع، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من فرص النجاة بين المصابين. ويعتبر عامل الوقت الأكثر حساسية في هذا الشأن فكلما كان التدخل أسرع كلما استطعنا تجنيب المرضى الإصابة بالعجز أو الوفاة. ويجب أن يتم التدخل لتلقي العلاج خلال أقل من ساعة وهو ما يطلق عليه اصطلاحاً بالساعة الذهبية من وقت الشعور بالأعراض المعروفة للسكتة الدماغية. وهذا ما يتم التقيد به فعلياً في وحدات السكتة الدماغية المتخصصة التي تعتمد معايير دولية بهذا الخصوص، ولعل خير دليل على ذلك وحدتي السكتة الدماغية في عين شمس التخصصي والدمرداش التي حصلتا على العديد من الجوائز من الجمعية الأوروبية للسكتة الدماغية والاعتماد الألماني علاوة على نشر العديد من الأبحاث في أكبر الدوريات العالمية المتخصصة بالسكتة الدماغية”.  

وقد تناول المجتمعون وحدات السكتة الدماغية المتخصصة، حيث يركز هذا البرنامج على تسريع وتيرة العمل لاختصار وقت إيصال المساعدة، وهو الوقت المستغرق ما بين وصول المريض للمستشفى وحصوله على العلاج. كما أن تأسيس مراكز طبية متخصصة بالسكتة الدماغية في المستشفيات والتي ستؤدي بدورها لتسريع وتحسين النتائج التي يحصل عليها المريض من العلاج، بالإضافة إلى زيادة الوعي حول الإدارة المناسبة لحالات السكتة الدماغية بين كافة أطياف المجتمع وخبراء الرعاية الصحية.

وفي هذا الإطار قال الدكتور حسام صلاح، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القصر العيني ومدير مستشفى المنيل الجامعي: “إن السرعة في تقديم العلاج لمرضى السكتة الدماغية والتي تعزى لوحدات السكتة الدماغية من شأنها أن تخفض مستويات الوفاة والعجز والمضاعفات وفترة الإقامة في المستشفى، وهو ما يدعو إلى ضرورة تطبيق البروتوكولات الصحيحة في المستشفيات لما لها من أهمية كبيرة في إدارة وعلاج السكتة الدماغية، الأمر الذي يسهم في الحفاظ على حياة المزيد من الأفراد والحد من مستويات العجز الناجمة عن السكتة الدماغية. واليوم، نحن بحاجة ماسة لنشر المزيد من الوعي حول ضرورة العمل الفوري لخفض معدلات العجز والوفيات والمشاركة في الجهود الرامية للتوعية بأهمية العلاج من السكتة الدماغية وتغيير نمط الحياة. هذا إلى جانب إدراج إنشاء وحدات السكتة الدماغية وعلاج مرضى السكتات الدماغية ضمن أولوية الدولة في كافة المنظومات الصحية وبخاصة مشروع التأمين الصحي”

ومن الجدير بالذكر، أن شركة بوهرنجر إنجلهايم، وفي إطار مبادرة “الملائكة” تسعى وبالشراكة مع العديد من المستشفيات في مصر لإنشاء ما لا يقل عن 500 وحدة متخصصة للسكتة الدماغية بهدف تحسين رعاية السكتة الدماغية في مصر ورفع معايير وإجراءات العلاج وتبادل المعرفة بين المستشفيات وفق المعايير الأوروبية “ESO” والمنظمة العالمية للسكتة الدماغية “WSO”. 

وفي هذا السياق، قال ياسر فرغلي، المدير العام ورئيس قطاع الأدوية البشرية في مصر والشام والعراق وشمال شرق أفريقيا لشركة بوهرنجر إنجلهايم: “على الرغم من خطر السكتة الدماغية وكونها تعد من أبرز أسباب الوفاة والعجز في المنطقة، إلا أن الكثير من المرضى لا يحصلون على الرعاية الصحية المتخصصة الأمر الذي يلقي بالكثير من الأعباء على نظام الرعاية الصحية سواءً في مصر أو عبر المنطقة نظراً للعجز الذي قد تلحقه السكتة الدماغية بالمصابين. ونحن فخورون في شركة بوهرنجر إنجلهايم كوننا من أوائل الشركات الدوائية التي أطلقت مبادرة إنشاء الوحدات المتخصصة في رعاية السكتة الدماغية، من منطلق شعورنا بالمسؤولية تجاه المجتمعات التي نعمل ضمنها. ونحن مستعدون للعمل مع كافة المستشفيات في مصر ومساعدتها على انشاء مثل هذه الوحدات وتوفير التدريب اللازم لذلك”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى