نيوز

فريق بحثي تقوده كليفلاند كلينك يطور تقييم مخاطر الإصابة بالصرع بالاستناد على الجينات

فريق بحثي تقوده كليفلاند كلينك

يطور تقييم مخاطر الإصابة بالصرع بالاستناد على الجينات

طوّر فريق طبي دولي نتائج جديدة لقياس مخاطر الصرع الوراثية، قد تضع الأساس لطريقة أكثر دقة في تشخيص الصرع وعلاجه. وتُعدّ الدراسة التحليلية التي أجراها الفريق بقيادة باحثين من مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، أكبر دراسة للنواحي الوراثية المتعلقة بمرض الصرع حتى الآن، كما أنها أكبر دراسة للمرض تستخدم عينات بشرية.

نجحت الدراسة التي نُشرت في مجلة “برين” الطبية، وقادها الأستاذ الدكتور دنيس لال الباحث في معهد الجينوم للطب الوراثي في كليفلاند كلينك، في حساب النقاط الكمية التي تعكس درجة الخطر الوراثي الشامل للصرع، والتي تسُمّى بالمخاطر عديدة الجينات، وذلك لأول مرة على الإطلاق.  وأظهر الفريق أنه يمكن بفضل هذه النقاط التفريق بدقة بين الأشخاص الأصحاء وأولئك المصابين بالصرع، وكذلك التفريق بين نوعي الإصابة بالمرض؛ المعمَّم والبؤري. وقد يكون من الصعب على الأطباء، بعد النوبة الأولى، التنبُّؤ بالمرضى الذين سيتطور لديهم الصرع، لذلك يأتي تطوير نقاط المخاطر الوراثية الجديدة هذه لمساعدة الأطباء على التدخّل وعلاج المرضى في مرحلة مبكرة.

الدكتور لال اعتبر  امتلاك القدرة على تحديد درجة مخاطر إصابة الأشخاص بالصرع، وحتى التمييز بين نوعي المرض الرئيسين، بناءً على النقاط الوراثية “أمرًا يثير الحماس”، قائلًا إن هذه النتائج التاريخية “تمهّد الطريق أمام اتجاه جديد تمامًا تمضي فيه أبحاث الصرع”.

ويقول الخبراء إنه يمكن تفسير ما يصل إلى 40 بالمئة من حالات الاضطرابات العصبية النادرة التي ترافقها نوبات، عبر متغير وراثي نادر واحد مسبّب لهذه الأمراض. ويجري تطوير علاجات تخصصية للمرضى الذين يعانون العديد من هذه الجينات الوراثية. في المقابل، فإن الدور الذي تلعبه العوامل الوراثية في الإصابة بالأشكال الشائعة من الصرع لم يؤدِّ إلى الآن، إلى إحداث أي تطوّر في إدارة المرض وإعداد خطط علاجية ناجعة له. وبينما حدّدت دراسات في الارتباط الوراثي أجريت على نطاق الجينوم وجود العديد من المتغيرات الوراثية الشائعة المرتبطة بالصرع، يبقى من الصعب تحديد درجة الخطر الوراثي لكل مريض استنادًا على هذه المتغيرات، نظرا لصغر حجم التأثير المسمّى “مؤشر قوة الارتباط”. 

كذلك، لا تأخذ عملية التحليل التي تُجرى على متغير وراثي شائع واحد في الاعتبار التأثير الذي قد تُحدثه المتغيرات الأخرى على الخطر الوراثي الكلي للإصابة بالصرع.

دمج الدكتور لال ومساعدوه في الفريق جميع المتغيرات الوراثية المعرّفة من العديد من دراسات كبيرة للارتباط الوراثي على نطاق الجينوم، والتي شملت أكثر من 12,000 شخص يعانون الصرع، و24,000 من الأصحاء، من أجل التمكّن من حساب نقاط المخاطر الوراثية المتعددة في أكثر من 8,000 شخص مصاب بالصرع و622,000 من الأشخاص العاديين، وذلك سعيا لتلبية تلك الاحتياجات الإكلينيكية. ويمكن، من خلال الجمع بين أحجام التأثير لآلاف المتغيرات الوراثية الشائعة، استخدام هذه النقاط لتحديد خطر إصابة شخص ما بالصرع.

أظهرت درجات المخاطر عديدة الجينات تمتعها بقدرات تنبؤية وتشخيصية في مجموعة متنوعة من الحالات الطبية، بينها احتشاء عضلة القلب والسكري وسرطان الثدي. وقد كانت هذه الدراسة أول اختبار لهذه القدرات يتمّ في سياق الصرع. وأظهر فريق البحث أن القوة التنبؤية لعشرات المخاطر عديدة الجينات التي تم تطويرها في هذه الدراسة يتم تنفيذها أيضًا عند تطبيقها على المرضى الذين يتلقون رعاية إكلينيكية روتينية.

من جانبه، أكّد الدكتور عماد نجم مدير مركز أمراض الصرع في كليفلاند كلينك والمشارك في الدراسة، أن هذه النتائج ستُرسي الأساس لمستقبل يشهد استخدام نقاط المخاطر الوراثية في العيادات لتشخيص الصرع وإدارة العلاج الدقيق في وقت مبكر، بالرغم مما اعتبره “ضرورة” لإجراء المزيد من الأبحاث في هذا المضمار. يعاني حوالي 50 مليون من سكان العالم من الصرع، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، والذي يتم تشخيصه عادة بعد أن يعاني المريض من نوبتين غير مبررتين، أما متلازمتا الصرع الرئيستان فهما الصرع المعمَّم، الذي يشمل كلًا من نصفي الكرة المخية، والصرع البؤري الذي ينشأ في نصف واحد من الكرة المخية، ويمثلان مجتمعين 94 بالمئة من حالات الصرع. وقاد الدكتور لال العمل مع المؤلف الأول للدراسة الدكتور كوستين ليو عالم الأحياء الحوسبي في فريق أبحاث لال بمعهد الطب الوراثي في كليفلاند كلينك. 

يُشار إلى أن البيانات الوراثية المستخدمة في هذه الدراسة جاءت من كل من مركز الصرع في كليفلاند كلينك، وشبكة “إبي25 كولابوريتيف” التعاونية التي تُعدّ أكبر شبكة لأبحاث الصرع في العالم، ومواقع أخرى حول العالم. وقد مُوّلت الدراسة من قبل المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى