نيوز

لجنة الأخلاقيات في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس خلال جائحة كوفيد- 19

لجنة الأخلاقيات في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس خلال جائحة كوفيد- 19

تتألّف لجنة الأخلاقيات في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس من عاملين صحّيين وأشخاص يتمتّعون بسلطة أخلاقيّة (أكاديميين ورجال دين ومحامين وأخصائيي الخدمات الاجتماعية وأشخاص من المجتمع المدني، إلخ).

تجتمع اللجنة مرّة كل شهر أو أكثر إن لزم الأمر في الحالات الطارئة، من أجل مناقشة الأمور وإبداء رأيها للأطباء والعاملين الصحّيين بهدف اتّخاذ أفضل قرار ومساعدة المرضى في اعتماد أفضل موقف أو سلوك ممكن تجاه الحالات المَرَضيّة التي غالبًا ما تربك المرضى وعائلاتهم ومقدّمي الرعاية الصحّية.

تتدخّل اللجنة في المواضيع ذات الطابع السريري، لكنّها تعطي أيضاً رأياً حاسماً في ما يتعلّق بالأبحاث التي تجري في أوتيل ديو من قبل المعلّمين الجامعيين والباحثين في جامعة القديس يوسف أو من قبل أطباء المستشفى. وخلال فترة إنتشار وباء كوفيد- 19، صدر عن لجنة الأخلاقيات في أوتيل ديو بعض التوصيات الأخلاقية الخاصّة بهذه الفترة التي استدعت ضرورة التذكير في جميع أنحاء العالم بالقضايا الأخلاقية المتعلّقة بالرعاية الصحّية والأبحاث:

1. لم يُخرق من قبل مبدأ السرية الطبّية إلى هذا الحدّ

يجب التشديد هنا على أنّه لا يمكن الإفصاح علناً عن أسماء المصابين ولا يجب إطلاقاً تداول أسمائهم أو نشرها، خصوصاً في الصحافة والإعلام. إذ يبقى احترام مبدأ سرية هوية المريض أمراً جوهريّاً. ولكن، في حال رفض الشخص المصاب بفيروس كورونا الإعلان عن حالته والالتزام بالحجر الصحّي، فإنّ القانون يسمح في تلك الحالة برفع السرية الطبّية.

2.فرز المرضى 

لا يمكن أن تحل لجنة الأخلاقيات أو “خبراء الأخلاقيات” مكان الأطباء الذين يقرّرون بأنفسهم ما هي الأولويات في ما يخصّ فرز المرضى، بل على لجان الأخلاقيات المحلية أن تكون حاضرة فقط للمساعدة في اتخاذ هذا القرار. 

3. حرّية اختيار الطبيب

لكل شخص الحق في اختيار طبيبه الخاص. فمعالجة المرضى لا تقوم على معرفة جيّدة بالمرض وحسب، بل تتطلّب أيضًا تناغماً وعلاقة جيّدة بين المريض ومقدّم الرعاية الصحّية لكي ينجح العلاج.

4. لا يستطيع مقدّمو الرعاية

التهرّب من مسؤوليتهم وبالتالي عدم تواجدهم خلال هذه الأزمة ووجودهم وحده ليس فقط مطلوباً، بل المطلوب هو وجود يتّسم بالتفهّم والتعاطف يمكن أن يهدّئ مخاوف المرضى والمرضى المحتملين. كما أنّه يجب على مقدّمي الرعاية جميعهم الاهتمام بصحّتهم النفسية. لذلك، يجب أن تبقى وحدة استماع ودعم حاضرة لاستقبالهم واستقبال المرضى دائماً.

5. يجب الحفاظ على حقّ أي شخص في الحصول على الرعاية الصحّية أو حتى تعزيزه في أوقات إنتشار الوباء

يجب أن تزول كلّ الاعتبارات المالية التي يمكن أن تُقيّد حق المساواة بين الأشخاص في الحصول على الرعاية الصحّية، وذلك بهدف تقديم أفضل الخدمات الصحّية لأي شخص.

6. واجب التضامن

يجب التشديد على ضرورة التضامن بين الجميع وأن نكون قادرين على الاعتماد على جهوزية خدمات رجال الدين أو المرافقة الروحية، سواء كانت مسلمة أو مسيحية أو غير دينية. سيرافق هؤلاء الأشخاص المرضى وعائلاتهم بالإصغاء إليهم ومواساتهم بمجرّد حضورهم.

7. من المهم تجنّب وصمة المرض عند الأشخاص المصابين ومقدّمي الرعاية الذين يعملون معهم

‭ ‬فأولئك‭ ‬الذين‭ ‬وافقوا‭ ‬بكامل‭ ‬إرادتهم‭ ‬علاج‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬يستحقون‭ ‬كامل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭. ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬إهمالهم‭ ‬أو‭ ‬نبذهم‭ ‬أو‭ ‬انتقاد‭ ‬مرضهم‭.‬

إضافة إلى ذلك، كان لوباء كوفيد- 19 تأثير كبير على سير التجارب السريرية الجارية في المستشفى. فتمّ وضع تدابير قيد التنفيذ تراعي الظروف الراهنة كصعوبة زيارة أماكن الرعاية الصحّية وعزل المشاركين وارتفاع خطر الإصابة بالعدوى وإجراءات الحجر في البلد.

ومن أجل ضمان سلامة المشاركين في التجارب السريرية والعاملين الصحّيين، نشرت لجنة الأخلاقيات توصيات تذكّر بضرورة المقارنة بين الفوائد والمخاطر في كل الإجراءات التي يتعيّن اتخاذها واحترام معايير البحث نفسها المطلوبة خارج نطاق الأزمة الصحّية.

بالنسبة إلى الدراسات البحثية، كان من المحبّذ إجراء الفحوصات المخبرية خارج المستشفى إذا تعذّر الوصول إليه وذلك على حساب راعي الدراسة. ومن جهة أخرى، كان على الباحثين ضمان استمرارية إعطاء العلاج الطبّي للمرضى. فاقترحت اللجنة توزيع مواد البحث بشكل آمن مباشرة على المشاركين عند الإمكان. صدرت هذه التوصيات المتعدّدة تماشياً مع توصيات الدليل الأوروبي لإدارة التجارب السريرية ودليل إدارة الغذاء والدواء حول إجراء التجارب السريرية خلال فترة إنتشار وباء كوفيد- 19.

ومع ذلك، وافقت لجنة الأخلاقيات، منذ بداية جائحة كوفيد- 19، على ما لا يقل عن 40 دراسة بحثيّة جديدة تركّز على مختلف جوانب هذا الفيروس الجديد وطرق علاجه، وهذا ضمن سياق عمل المعلّمين-الباحثين في جامعة القديس يوسف في بيروت في المجالات الطبّية وشبه الطبّية والهندسيّة. وقد بدأ تطبيق هذه المبادرات والخدمات المختلفة للجنة الأخلاقيات خلال فترة انتشار الوباء بالتوازي مع التدابير الاستثنائية التي اتخذتها إدارة مستشفى أوتيل ديو لإدارة أزمة كوفيد- 19. 

فلمواجهة حالة طوارئ غير مسبوقة كهذه، كان من الضروري الاستجابة بسرعة كبيرة من خلال وضع تدابير طارئة من أجل توجيه مقدّمي الرعاية والباحثين في إجراءات الرعاية والبحث الأساسيّة للحفاظ على كرامة الإنسان الذي يواجه هذه الأزمة التي لم يسبق لها مثيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى