تكنولوجيا

“ملفي”… مزايا متعددة تعزز أداء المنظومة الصحية في أبو ظبي

يتضمن حالياً معلومات صحية لنحو 2,3 مليون مريض

“ملفي”… مزايا متعددة تعزز أداء المنظومة الصحية في أبو ظبي

“ملفي” هو نظام طبي لتبادل المعلومات الصحية يوفر قاعدة بيانات مركزية للمعلومات الصحية العامة في الوقت الفعلي، مما يتيح مراقبة المتلازمات وإدارة الأمراض المزمنة، عبر تحديد مخاطر انتشار الأمراض ومكافحة الأوبئة، بما يمكّن الحكومة من وضع خطط للاستجابة الطبية بهدف الحفاظ على الصحة والسلامة العامة. 

وبدأت فكرة تطبيق مشروع نظام ملفي عام 2017 بناءً على توجيهات من دائرة الصحة أبوظبي، بربط جميع المستشفيات الحكومية والخاصة العاملة في الإمارة بنظام إلكتروني موحد، وكان التحدي في القطاع الصحي في أبوظبي يكمن في عدم وجود ربط بين مستشفيات القطاع الخاص حيث كان الربط الموجود يقتصر على المستشفيات الحكومية، مما ينعكس على تجربة المريض بسبب نقص المعلومات الطبية، ويرفع من تكلفة العلاج نتيجة تكرار الفحوصات.

ويتمثل الهدف الأساسي لنظام ملفي في تحسين تجربة المريض وحصوله على أفضل رعاية طبية، وفقاً لتوجه حكومة أبوظبي.  وستعمل منصة “ملفِي” مستقبلاً باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، على الحد من تفاقم الأمراض بشكل كبير والارتقاء بالرعاية الصحية لتعزيز جودة الحياة.

وقد انطلق نظام ملفي في يناير 2019، وبدأت عملية الربط للمنشآت الصحية من مستشفيات ومراكز طبية، وعيادات، والبالغ عددها نحو 2000 منشأة صحية، وحُددت نهاية 2019 كحد أقصى لجميع المنشآت للربط مع نظام ملفي، مما يُعد تحديًا كبيرًا للقطاع، خاصة وأن ملفي يحتاج إلى قيام بعض المنشآت الطبية بتطوير أنظمتها الإلكترونية للتوافق مع النظام الإلكتروني لملفي، بالإضافة إلى عدد من المعايير واشتراطات يجب تحقيقها. سواليوم، يتضمن “ملفي” معلومات صحية لنحو 2,3 مليون مريض، وسيتم لاحقًا ربط جميع المنشآت الطبية بهذا النظام، وسيُتاح استخدامه لنحو 20 ألف طبيب وممرض في 2000 منشأة طبية تخدم أكثر من 3 ملايين شخص في إمارة أبوظبي.

وبدأ المشروع من خلال ربط النظام مع ستة من مقدمي رعاية صحية شملت شركة أبوظبي للخدمات الصحية – صحة ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي ومركز إمبريال كوليدج لندن للسكري ومستشفى هيلث بوينت وشركة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية (مستشفى دانة الإمارات) ومستشفى الواحة بالعين.

ويجري العمل حالياً على ربط عدد آخر من المستشفيات الكبيرة بكافة فروعها العاملة في الإمارة، وفي شهر أكتوبر سيُنفَّذ المشروع مع باقي المستشفيات والمراكز الموجودة في الإمارة، حسب جهوزيتها، بحيث تكون جميع المنشآت الصحية بنهاية العام الجاري مربوطة بنظام ملفي. ومن المُتوقع أن يبدأ جميع مُقدمي خدمات الرعاية الصحية المُتبقين من القطاعين العام والخاص في أبوظبي باستخدام منصة “ملفّي” بحلول شهر ديسمبر 2019 وذلك تلبيةً لمتطلبات ترخيص المنشآت الصحية الصادرة عن دائرة الصحة بأبوظبي. ولتحقيق هذه الغاية، ندعو جميع مُقدمي الرعاية الصحية إلى زيارة الموقع الإلكتروني لمنصة “ملفّي” على الرابط (https://malaffi.ae/en/launch-schedule.html)  الذي يحتوي على مواعيد انضمام كلّ فئة من فئات مقدمي خدمات الرعاية الصحية.  من خلال انضمامهم لمنصة “ملفّي”، سيتمكن مقدمو خدمات الرعاية الصحية من رفع مستوى خدمات الرعاية الصحية التي يقدمونها بفضل المزايا التي توفرها المنصة وتشجيع مرضاهم على تحميل تطبيق “ملفّي” بمجرد إطلاقه عام 2020، حيث سيُمكّنهم هذا التطبيق من الاطلاع على أدق تفاصيل مسارهم العلاجي بسهولة ويُسر.   

وقبل أن يبدأ مقدمو خدمات الرعاية الصحية باستخدام منصة “ملفّي”، يجب أولاً استكمال خطوات الانضمام للمنصة بالتعاون مع فريق “ملفّي” المُختص، وهي عملية قد تستغرق عدة أشهر حسب حجم مقدم خدمات الرعاية الصحية ومدى جاهزيته الفنية. 

ولتسهيل هذه العملية، يعين فريق عمل “ملفّي” مدير مشروع خاص لكلّ من مقدمي خدمات الرعاية الصحية وذلك بعد التوقيع على اتفاقية المشاركة في المنصة بهدف دعم ومساعدة مقدم خدمات الرعاية الصحية على إتمام خطوات الانضمام بنجاح. وعلى الرغم من أن منصة “ملفّي” بسيطة وسهلة الاستخدام، إلّا أن بعض التدريب ضروري لضمان الاستفادة منها بالشكل الأمثل. 

لهذا، يتم تعيين مدير تدريب تابع لمنصة “ملفّي” ومدير تدريب في كلّ منشأة صحية لضمان حصول جميع مقدمي خدمات الرعاية الصحية على التدريب الكافي الذي سيمكنهم من استخدامها بشكل صحيح. ومن خلال هذا التدريب سيكون بمقدور مقدمي خدمات الرعاية الصحية الاستفادة من منصة “ملفّي” ودمجها في عملياتهم اليومية.   

كما تستضيف منصة “ملفّي” مجموعة من الورش التدريبية بالتعاون مع دائرة الصحة بأبوظبي، حيث استقبلت ما يزيد عن 800 مندوب من مقدمي خدمات الرعاية الصحية والطبية في هذا العام. إذ تمحورت هذه الورش على الجوانب المختلفة لعملية الانضمام، بما يشمل المتطلبات والمواصفات التقنية والشروط الأمنية اللازمة للانضمام إلى هذه المنصة. إضافةً إلى ذلك، تتيح الورش لمقدمي خدمات الرعاية الصحية فرصة طرح أسئلتهم والحصول على إجابات وافية من الخبراء في منصة “ملفّي” ودائرة الصحة بأبوظبي.    

ويوفر نظام ملفي للمنشآت الصحية في إمارة أبوظبي ملفًا موحدًا لأي مريض حصل على علاج في أبوظبي، وسيتم تطوير منصة خلال العام القادم تتيح للمريض الدخول أون لاين أو عن طريق هاتفه الذكي للاطلاع على بياناته الصحية، والزيارات الطبية التي حصل عليها في أبوظبي.

ويقوم فريق دعم متكامل من شركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية بمساعدة المنشآت الطبية في عملية الربط مع نظام ملفي، وتقديم دعم تقني للمستشفيات، حيث سيكون “ملفي” عبارة عن أيقونة داخل النظام الإلكتروني الخاص لكل مستشفى ومن خلال الضغط على هذه الأيقونة سيكون بإمكان الطبيب الدخول على الملف الموحد للمريض، والانضمام إلى النظام لا يترتب عليه أي تكلفة مادية للمنشآت الطبية، والالتزام الوحيد على المنشآت هو تحديث أنظمتهم الإلكترونية في حالة كانت قديمة، بحيث تكون قادرة على إرسال بيانات المرضى إلى نظام ملفي. أما بالنسبة لمقدمي خدمات الرعاية الصحية الذين لا يزالون يستخدمون السجلات الطبية الورقية، تسعى منصة “ملفّي” حاليًا لتوفير أنظمة سجلات طبية إلكترونية مناسبة كونها شرط أساسي في استخدام المنصة.  ومن شأن هذه الخطوة أن تساهم في دعم التحول الرقمي لقطاع الرعاية الصحية في أبوظبي، وتعزيز قدرة الإمارة على تقديم خدمات الرعاية الصحية للمرضى وتحسين تجربتهم. 

ويقدم النظام 7 خدمات تشمل البيانات الديموغرافية للمرضى، وقائمة الأدوية، وقائمة التشخيص، وقائمة الحساسية، وقائمة الإجراءات العلاجية، وسجل الزيارات والملاحظات، بالإضافة إلى نتائج الفحوصات المخبرية وتقارير الأشعة، ويوجد 8 فوائد لنظام ملفي، تتضمن، تحسين تجربة المرضى ومستوى رضاهم، ومنح المرضى وعائلاتهم الطمأنينة عبر حصولهم على الرعاية الأفضل والأكثر أماناً، وتعزيز وسائل تطبيق وتنسيق الرعاية الصحية، وعدم الإفراط أو الازدواجية في استخدام الفحوصات المخبرية وتقارير الأشعة، وتعزيز دقة العلاجات الطبية، وتعزيز التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية، وإنشاء قاعدة بيانات آمنة، بالإضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة المنظومة الصحية بالإمارة.

وستكون جميع ملفات المرضى في نظام ملفي آمنة تماماً حيث سيسمح فقط للطبيب المعالج بالاطلاع على ملف المريض ولن يكون في استطاعته الاحتفاظ بنسخة من هذه البيانات، بجانب أن مركز البيانات التابع لشركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية، لديه معايير عالية جداً ويتم حفظ بيانات المرضى في مركز بيانات من الفئة الرابعة والتي تعد الأعلى أمنياً عالمياً، كما تمتلك الشركة فريق مراقبة وتتبع للنظام على مدار الساعة، بالإضافة إلى معايير أمنية عالية لنظام ملفي ويتم تحسينها وتطويرها بصفة دائمة.

ويضمن النظام خصوصية المرضى ولا يسمح بدخول أي شخص على النظام إلا الطبيب المعالج فقط من خلال النظام الإلكتروني الخاص بمنشأته، ولا يستطيع الطبيب الدخول إلا على البيانات العامة، فيما سيكون هناك آلية خاصة للدخول على البيانات الحساسة للمرضى، للتأكد من الحفاظ على خصوصية المرضى، كما سيكون الطبيب ملزماً بتفسير السبب الطبي الذي يستدعى الدخول إلى هذه البيانات حتى يتم السماح له بالاطلاع عليها. سيساهم انضمام مقدمي خدمات الرعاية الصحية والمرضى في جميع أنحاء إمارة أبوظبي لمنصة “ملفّي” في إيجاد نظام شامل ومتكامل للرعاية الصحية، وذلك لأن المنصة تتيح  التبادل الآمن والمباشر للمعلومات الصحية للمرضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى