مستشفى LIV… التحول الرقمي في الصحة
مستشفى LIV… التحول الرقمي في الصحة
التصوير الثلاثي الأبعاد والواقع الافتراضي
تزداد نسبة نجاح العمليات الجراحية والتخطيط للعملية بفضل تحويل الفحوص الإشعاعية الجارية قبل العمليات الجراحية إلى نماذج رقمية، ومطابقة هذه النماذج للجسم الحقيقي للمريض مع البيئة الافتراضية.
التصوير والنمذجة
تعتبر عملية التخطيط المفصلة الجارية قبل العملية الجراحية، من الشؤون الهامة من أجل سلامة المريض ونجاح العملية حيث تُستخدم تقنيات التصوير المتقدمة كالتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب. وبينما يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا تفصيلية للأنسجة الرخوة مثل الدماغ، فإن الأشعة المقطعية تكشف العظام والأنسجة الأخرى بشكل أكثر وضوحًا.على سبيل المثال، فإن فحوصات التصوير المغناطيسي في جراحة أورام المخ تساعد الأطباء على تحديد موقع الورم في أنسجة المخ. بينما يلعب تصوير الأوعية المقطعية وتصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي دوراً هاماً ولا سيما في العمليات الجراحية الخاصة بالأمراض الدماغية الوعائية، من خلال توفير صور مفصلة للأوعية الدموية.
من جانبها تتيح الصور العالية الدقة التي توفرها تقنيات التصوير هذه، إماكنية تكوين النماذج الرقمية المفصلة لأنسجة المريض وبنيته التشريحية. تساعد هذه النماذج الأطباء من خلال تقديمها إرشادات لا مثيل لها عند وضع الخطة الجراحية لاعتبارها مخصصة بالتركيب التشريحي للمريض. وبالتالي، يتم تطوير نهجاً جراحياً شخصياً لكل مريض.
المسح ثلاثي الأبعاد والمقارنة
يتم تحويل تركيبة رأس المريض إلى نموذج رقمي من خلال تقنيات المسح ثلاثية الأبعاد. وتساعد هذه العملية على تكوين نسخة ثلاثية الأبعاد للبنية التشريحية الخاصة برأس المريض. وبالتالي يتم الحصول على النموذج الأقرب للبنية الحقيقية التي سيتم مواجهتها أثناء إجراء العملية. على سبيل المثال إذا كانت هناك حالة إصابة في الرأس، فسيكون من السهل للنموذج الناتج عن المسح ثلاثي الأبعاد تحديد مواضع الكسور أو التلف بوضوح، عن طريق المقارنة بواسطة النموذج الرقمي الذي تم التوصل إليه بواسطة الفحوص الإشعاعية. تساعد عملية المطابقة على تحقيق التناسق الصائب بين الصور الرقمية والحقيقية من جهة، وتُنشئ أساساً مُحكماً من أجل تحديد خطة العملية من جهة أخرى. حيث يُتيح لنا هذا التكامل فرصة التوقع المسبق للصعوبات التي قد تواجهنا أثناء العملية، وتطوير الاستراتيجيات حسب هذه التوقعات.
الواقعية الافتراضية والمحاكاة
تفتح تقنية الواقع الافتراضي (VR) عصراَ جديداً في مجال التخطيط والتدريب الجراحي، حيث يتم الخضوع لتجربة واقعية قبل العملية من خلال محاكاة الصور المقارنة في بيئة الواقع الافتراضي. وتتيح لنا عمليات المحاكاة هذه فرصة اكتساب الخبرات الهامة قبل العملية الواقعية ولا سيما في التدخلات الجراحية المعقدة. على سبيل المثال تساعد العمليات التي نجريها في البيئة الافتراضية خلال محاكاة عملية الدماغ، على الاستعداد لمواجهة الصعوبات التي قد تواجهنا أثناء العملية الواقعية.
من الممكن فحص الاستراتيجيات الجراحية المتنوعة، وإجراء الفحوص ثلاثية الأبعاد في مجال العملية، بفضل عمليات محاكاة البيئة الافتراضية. وتلعب عمليات المحاكاة هذه دوراً جاداً في تدريب الأطباء الجرّاحين الشباب، حيث تساعدهم على اكتساب الخبرة في بيئة افتراضية قبل الخضوع لإجراء التطبيقات على المرضى الحقيقيين.
التطبيق في غرف العمليات والواقع المعزّز
من الممكن تطبيق الإجراءات المخططة من خلال استخدام تقنية الواقع المعزّز (AR) والنماذج الثلاثية الأبعاد أثناء إجراء العمليات الجراحية. توفر هذه التقنيات، فهماً أفضل لمجال العمليات، من خلال وضع المعلومات التقنية على البنية التشريحية الحقيقية للمريض. على سبيل المثال من الممكن رؤية المكان الرئيسي للورم والأنسجة السليمة المحيطة به بوضوح، بفضل تقنية الواقع المعزّز أثناء القيام بجراحة الأورام. يضمن ذلك استئصال الورم تماماً والحفاظ على الأنسجة السليمة.
يتيح هذا النهج التقني القيام بإجراءات أقل تدخلاً أثناء الجراحة وبالتالي المساعدة على سرعة تحسّن وضع المريض. كما يحد من الأخطاء الجراحية، الأمر الذي يجعل العمليات الجراحية أكثر أمانًا وفعالية. ويساعد استخدام تقنية الواقع المعزّز على توفير الوقت والتكلفة في العمليات الجراحية، مع ارتفاع نسبة رضا المرضى والحفاظ على سلامتهم.
ولا شك أن هذا التكامل التكنولوجي في المجال الصحي سيساعد على تحقيق معدلات نجاح أعلى، إلى جانب الحد من العوامل الخطرة قبل إجراء العمليات وأثنائها حيث يحتل هذا النهج، الذي يوفر للمرضى والجرّاحين فرصة اكتساب خبرة جراحة أكثر أمناً وفعالية، مكانة هامة في المستقبل الطبي الحديث. ونحن على يقين باستمرار التغيرات الثورية الطارئة على المجال الطبي بالتزامن مع انتشار هذه التقنيات وتطورها.
