أمراض وعلاجات

انحراف العمود الفقري Scoliosis

انحراف العمود الفقري Scoliosis

تمارين رياضية خاصة تصحّح الوضع وتقوي العضلات

انحراف أو إعوجاج العمود الفقري أو كما يسميها البعضالجنف” (Scoliosis) تسميات عدة لمشكلة صحية واحدة هي انحناء في العمود الفقري وهو يعتبر احد التشوهات التي تحدث في العظام خلال مرحلة النمو. هناك الآلاف من الحالات التي يتم تشخيصها سنويا في العالم، والتشخيص المبكر هو طوق النجاة لأنه يحسّن فرص العلاج ويحد من التشوه.

تؤدي حالات الجنف المتقدمة إلى خلل في عمل الأعضاء الموجودة في داخل القفص الصدري، وخاصة القلب والرئتين، ما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى ضيق في التنفس والتهابات رئوية خطيرة.

تتمثل أعراض هذا التشوه العظمي في انحناء العمود الفقري واستدارة الفقرات وعدم استواء الكتفين وميل الحوض، وفي بعض الأحيان تتخذ سلسلة الظهر شكل حرف S أو حرف C. الجزء المهم في العلاج يعتمد على اكتشافه مبكراً، لأن ذلك يساعد على علاجه بدرجة نجاح أكبر.

يعزو الأطباء سبب الإصابة الى أمور عدة مثل أمراض العضلات ووجود تشوهات خلقية في العمود الفقري أو الإصابة بشلل الأطفال وتناقل الأمراض الجينية والوراثية مثل متلازمة داون، ويكون عرضة للإصابة بمرض الجنف كلا الجنسين الذكر والأنثى على حد سواء. اختبار بسيط يجريه الأهل يسهم في الكشف ما إذا كان طفلهم يعاني من هذه الحالة المرضية، بحيث يتم تعرية الجزء العلوي من الجسم أثناء الوقوف ثم الانحناء إلى الأمام ثم فحصه، على أن يقوم الوالدان بفحص العمود الفقري من حيث التقوسات أحادية الجانب للضلوع وكذلك الانحرافات الجانبية للعمود الفقري. ليس الأهل فقط، بل ان للمدرسة دور في ذلك أيضا من خلال إخضاع التلاميذ الى فحص طبي بشكل دوري؛ الفحص الدوري كفيل في اكتشاف الحالة عن طريق الوقوف أو الجلوس خلف الطفل عن بُعد متر أو مترين، وبعد البدء يقوم الطفل بالانحناء للأمام قليلاً، ويقوم الطبيب بمراقبة الجزء الأعلى من ظهر الطفل للبحث عن ظهور البروز في ناحية دون ناحية أخرى من أعلى الظهر، وهو دليل على وجود الجنف في مرحلته المبكرة. ما إن تُكتشف الحالة، يجب التوجه فورا الى الطبيب المختص للحصول على تشخيص دقيق والبدء بالعلاج من أجل إيقاف المرض عند الحد الذي وصل إليه والحؤول دون تقدمه.  ثم يحدد الطبيب نوع الجنف الحاصل لدى الطفل، وذلك بناء على وصف الفقرات المشوهة من سلسلة العمود الفقري، وكذلك جهة الانحناء «أيمن أو أيسر»؛ فهناك انحناء صدري، أي وجود انحناء في الفقرات الصدرية أيمن أو أيسر، وانحناء صدري مزدوج، أي وجود إنحناءين في الفقرات الصدرية، واحد أيمن والآخر أيسر، أو العكس، وانحناء قطني أي وجود انحناء في الفقرات القطنية أيمن أو أيسر، وانحناء صدري قطني أي أن الانحناء يشمل فقرات صدرية وقطنية معاً أيمن أو أيسر، وانحناء رئيسي مزدوج، وفيه يوجد انحناء في الفقرات الصدرية، وانحناء آخر منفصل في الفقرات القطنية، ويكونان عكس بعضهما في اتجاه الانحناء، أي إذا كان الجنف الصدري أيمن يكون القطني أيسر، والعكس.

وعليه، يحدد الطبيب نوع الجنف الحاصل، وذلك بحسب نوع منحنى الجنف وموقعه عند المريض حسب الفئات العمرية التالية:

  1. الفئة الأولى: تسمى الجنف الطفولي وتصيب الأطفال من لحظة الولادة وحتى عمر الثلاث سنوات.
  2. الفئة الثانية: تصيب الأطفال في سن الثلاث سنوات وحتى التسع سنوات.
  3. الفئة الثالثة: تصيب الأطفال من سن العاشرة وحتى الثامنة عشر.

أما مكان وجود الجنف والإنحناء في العمود الفقري، فيكون إما في فقرات الجزء السفلي من الصدر والجزء العلوي القطني بالعمود الفقري، أو في وسط الصدر للعمود الفقري، وهو الأكثر شيوعاً، أو  الإنحناء الحاصل في أسفل الظهر في الجزء السفلي للعمود الفقري.

العلاج

التوجه الحديث في علاج الجنف يعتمد اليوم على الحد من التدخل الجراحي قدر الامكان وذلك من خلال اتباع احدث الاساليب العلاجية التي تسهم في تقليل النزيف وتخفيف الألم المصاحب للجراحة بسبب كشف منطقة أقل من المعتاد من عضلات الظهر لتركيب المسامير والأسياخ ، وبالتالي تقليص فترة النقاهة، وبالتالي سيكون أداء المريض أعلى بعد العملية من ناحية الحركة وقوة عضلات الظهر. كما يوجد تقنية حديثة تعتمد على قضبان مغناطيسية بإصلاح الإعوجاج والانحناء في العمود الفقري ضمن جلسات يخضع لها المريض كل فترة من الزمن. ومن خلال التحكم بهذه القضبان عن بعد يتم إعادة استقامة العمود الفقري تدريجيا، من دون الحاجة إلى تدخل جراحي. القضبان مصنوعة من التيتانيوم وتتميز باتساعها في المنتصف، حيث تحتوي على آلية ميكانيكية تساعد على إطالتها. ويتوجب على المريض زيارة الطبيب كل شهر لتعديل حركة هذه القضبان وإطالتها حسب نمو هيكل المريض. يعتمد العلاج على كل من شدة درجة زاوية الانحناء ونوع الجنف، مثلاً الجنف الثانوي يكون العلاج بالدرجة الأولى موجه ضد المرض المسبب للجنف، وبشكل عام توجد علاجات تحفظية حسب زاوية الانحناء بالنسبة لأنواع الجنف الغامض. تُجرى عمليات الجنف عادةً من منتصف الظهر، أو من خلال إزالة عضلات فقرات العمود الفقري من الخلف، إلا أنه مع استخدام التقنيات الحديثة في هذا النوع الجديد من العمليات يلجأ فيها الاطباء للحد الأدنى من التدخل الجراحي، مما يقلل فتحات الظهر بالجلد، حيث لا يتم إزالة كامل العضلات من الفقرات بل يقتصر الأمر  فقط  على إزالة العضلات في موقع وضع المسامير.

العلاج بالرياضة

يوجد بعض التمارين الرياضة التي تسهم الى حد كبير في تصحيح الوضع مع مرور الوقت والمواظبة عليها اذا ما ترافقت مع العلاج الطبي؛ تعمل الرياضة على تقوية العضلات والحفاظ على العمود الفقري بشرط اختيار نوع الرياضة التي تناسب الحالة المرضية.

ومن التمارين المعتمدة لمرضى الجنف:

تمرين رفع عضلة الذراعين

يقوم المريض بتحريك ساعد اليد بالأثقال التي يحملها نحو الأعلى والأسفل بعدة مرات. يفيد هذا التمرين في تعزيز الجذع، والإستعانة برفع الأوزان أو يفضل استخدام جهاز يساعد في رفع الذراعين للأعلى خلف الرأس.

تمرين تمدد الطير

يقوم المريض بطريقة مدّ يده اليمنى نحو القدم الأيسر وتركيز ثقل الجسم باتجاه القدم اليمنى ليُصبح على شكل وضعية الطائر؛ يعمل هذا التمرين على تحسين وضعية الإنحراف بالجسم مع حدوث ألم بسيط، حيث يتم بواسطة الإستلقاء على كرة.

تمرين إرخاء العمود الفقري

يقوم المريض بعمل هذا التمرين فوق السرير أو على الأرض، بحيث يعمل على رفع ركبتيه على شكل حرف (T) ويحركهما في الجهة المعاكسة، مع بقاء الكتفين ثابتين على الأرض وتنزيل الركبتين حسب درجة تحمّل المريض ما أمكن.

تمرين Pilates

هو أهم التمارين لمرضى انحراف العمود الفقري، حيث يقوم المريض بالوقوف أو الاستلقاء نحو الجدار، ودفع الحوض عكس الأرض أو الجدار. يفيد هذا التمرين في تقوية العضلات وفي زيادة مقاومة الجسم لتصحيح الجنف والإعوجاج في العمود الفقري.

تمرين شروث الألماني

أثبت هذا التمرين نجاحه وقدرته في معالجة انحراف فقرات العمود الفقري وتعديله، والى تقوية العضلات الضعيفة وشدّها.

تمرين التنفس الدائري

يساعد في زيادة تدفق الدم وفي تمديد العضلات الثانوية بالجسم، وخاصة التي تكون حول القفص الصدري والعمود الفقري.

تمرين الجسر

يستلقي المريض على الأرض ثم يقوم برفع فقرات العمود الفقري للأعلى، ثم يعيد الفقرات إلى الأسفل مع إبقاء القدمين ملامستين لسطح الأرض وثنيّ الركبتين، ورفع الحوض نحو الأعلى، مع إعادة هذا التمرين أكثر من مرة وحسب قدرة تحمّل المريض.

تمرين رفع كامل الجسم بالضغط على الأطراف

يفيد هذا التمرين في تقوية عضلات العمود الفقري، والمساعدة في تعديل الإنحراف الحاصل في فقرات العمود الفقري، وينصح الأطباء بإجراء هذا التمرين للمبتدئين في العلاج لارتكازه على استخدام أصابع القدمين واليدين.

تمرين رياضة اليوغا

يفيد في تقوية وتعزيز العضلات والجذع للعمود الفقري وفي تقويم وتعديل الإنحراف به.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى