أمراض وعلاجات

ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم

الغذاء الصحي والرياضة نصف العلاج

يعاني حوالى ربع سكان العالم من ارتفاع ضغط الدم، غالبية الحالات لا يوجد لها سبب واضح لكن يرجح الاطباء وجود استعداد وراثي لدى تلك الحالات بالإضافة الى نمط الحياة غير السليم؛ حوالى 10 بالمائة من الحالات سببها معروف وهو تضيق الشريان المغذي للكلية. 

عدم معالجة ارتفاع ضغط الدم يؤدي الى الكثير من المضاعفات كالجلطات القلبية والدماغية، الفشل القلبي، أمراض الكلى، والموت المفاجئ. ارتفاع ضغط الدم من العوامل التي تؤثر على اعضاء الجسم كافة لعل اكثرها تأثرًا الكلى وعضلة القلب وشرايين الرأس وشبكة العين وغيرها.

ارتفاع الضغط هو من اكثر الاسباب التي تؤدي الى مشاكل في عضلة القلب حيث تصاب بسماكة ومن ثم تضعف، والضغط غير المعتدل يؤثر على شرايين الكلى وعلى الكلى بحد ذاتها حيث تضعف لانها لا تتحمل هذا الضغط المرتفع، والامر نفسه بالنسبة للشرايين التي تغذي الرأس بالدم حيث تصاب بالتصلب وقد تؤدي الى حدوث جلطة. لكن في المقابل، السنوات الاخيرة والابحاث الدؤوبة أثمرت الى الكثير من العلاجات الحديثة التي تعمل على ضبط مستوى ضغط الدم والحد من المضاعفات والاعراض الجانبية التي يمكن ان ترافقه، كما ان بعض مرضى الضغط ليسوا بحاجة الى تناول ثلاثة أدوية للسيطرة على ضغط الدم حيث يتوافر اليوم دواء واحد. لكن طبعا، عند تشخيص المرض على المريض تناول عدد من الادوية الى ان يتم السيطرة على ضغط الدم.

ينتج عن فحص ضغط الدم رقمين، الأول هو رقم الضغط الانقباضي الذي يقيس القوة التي يضح بها القلب الدم في الأوعية الدموية والثاني هو رقم الضغط الانبساطي الذي يقيس مقاومة تدفق الدم في الأوعية الدموية. ارتفاع ضغط الدم الانقباضي هو الأخطر أكثر من الانبساطي، حيث ان تأثير ارتفاعه يرتبط بأداء الشريان مباشرة، ويعد ارتفاع كلاهما بالخطورة نفسها. يقاس الرقمان بمليمترات الزئبق، وارتفاع ضغط الدم هو بلوغ ضغط الدم 140/90 مليمتر زئبق أو أعلى في أحد الرقمين المذكورين أو كليهما. ان الحفاظ على معدل طبيعي لضغط الدم على فترات طويلة يحمل في طياته الكثير من الايجابيات على صحة المريض بشكل عام نظرا لما لدور الضغط المعتدل في الوقاية من الأمراض ولاسيما أمراض القلب.

فانخفاض ضغط الدم هو فرصة مثالية لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية بنسبة 32 بالمائة، كما يقي المريض من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي بنسبة تصل الى 27 بالمائة  وخطر الإصابة بالأزمة القلبية بنسبة 36 بالمائة. ومن الفوائد المهمة أيضا للحفاظ على معدل الضغط تكمن في منع تطور الفشل الكلوي المزمن او تأخيره، بالاضافة الى الوقاية من تطور فشل القلب وتحسين للأعراض الموجودة او عدم تكرار الأزمات.

ينقسم ارتفاع ضغط الدم الى نوعين؛ ضغط الدم الأولي وغالبا ما يكون مجهول السبب وتعود أسبابه الى عوامل عدة من بينها الوراثة، العادات الصحية السيئة كالإفراط في تناول الدهون المشبعة والملح والسمنة الزائدة والتدخين. 

النوع الثاني هو ضغط الدم الثانوي  ويكون مرتبطا بمرض معين كالفشل الكلوي، او ضيق شريان الاورطي، او امراض الجهاز الهرموني او نتيجة تناول الادوية التي تُسبب افراطاً في فرز هرمون الالدستيرون ما يؤدي الى زيادة السوائل في الأوعية الدموية وبالتالي ارتفاع ضغط الدم. 

تأثير الطعام على ضغط الدم

للغذاء دور أساسي في ارتفاع ضغط الدم او انخفاضه، وأول ما يصفه الطبيب لمرضى ضغط الدم هو تغيير النمط الغذائي والامتناع عن بعض المأكولات التي تسهم في ارتفاع ضغط الدم. وكما الكثير من الأمراض المزمنة، فإن التحكم في النظام الغذائي يعتبر الخطوة الأهم في السيطرة على ضغط الدم. النظام الغذائي الصحي يسهم في خفض ضغط الدم المرتفع من خلال إنقاص الكمية المتناولة من الصوديوم، والتحكم بالوزن، وزيادة استهلاك الخضر والفاكهة والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان القليلة الدهن. فعند تناول الطعام، يوجه الجسم المزيد من الدم الى المعدة والامعاء الدقيقة وينبض القلب بقوة أكبر وأسرع، يحافظ هذا الإجراء على تدفق الدم وضغط الدم للدماغ والاطراف وفي أماكن أخرى من الجسم.

إذا لم تستجب الأوعية الدموية والقلب بشكل صحيح للدم الزائد الموجه إلى الجهاز الهضمي، فإن ضغط الدم في كل مكان ولكن الجهاز الهضمي سينخفض وهذا ما يسمى انخفاض ضغط الدم بعد الأكل. يمكن أن يؤدي إلى الدوار، إغماء، هبوط، الذبحة الصدرية ، اضطراب الرؤية، غثيان.

   من الاطعمة التي تؤثر على ضغط الدم الإكثار من الصوديوم الذي يسهم في زيادة خطر التعرض لسكتة دماغية او مرض القلب التاجي. وبالتالي إن الإقلال من تناول الصوديوم في الطعام يؤدي إلى انخفاض متوسط ضغط السكان وتقلص معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم.

الحد من استهلاك الملح إلى 3 غرام كل يوم يؤدي إلى تخفيض ضغط الدم؛ وبالتالي إلى نقص مقداره 22% في وفيات السكتة الدماغية و16% في وفيات أمراض القلب الإقفارية على التوالي؛ توصيات منظمة الصحة العالمية تشير الى ان إنقاص تناول الصوديوم إلى أقل من 2 ميلي غرام يومياً (5 غرام كل يوم من الملح) من أجل خفض ضغط الدم والحد من خطر المرض القلبي الوعائي والسكتة الدماغية ومرض القلب التاجي لدى البالغين.

من جهة اخرى، فإن تناول البوتاسيوم في النظام الغذائي ينقص ضغط الدم ويقي من السكتة الدماغية ومن اضطرابات النُظُم القلبية، وينبغي أن تكون كمية المتناول من البوتاسيوم ضمن مستوى يحفظ نسبة الصوديوم إلى البوتاسيوم قريباً من 1 إلى 1 أي أن كمية المتناول من البوتاسيوم يومياً هي 70 – 80 ميلي مول. وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال استهلاك كمية كافية من الفواكه والخضروات.

أثبتت الدراسات ان الحفاظ على الوزن الصحي والنشاط البدني يقلل من خطر الوفيات الناجمة ارتفاع ضغط الدم، حيث ان تعديل النظام الغذائي كفيل في الحد من ارتفاع ضغط الدم. يُنصح مرضى الضغط بتناول الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان القليلة الدهن والحبوب الكاملة ولحم الطيور والأسماك والمكسرات مع الإقلال من كمية اللحوم الحمراء والحلويات والمشروبات المحلاة بالسكر. على مرضى الضغط أيضا الحد من تناول الأحماض الدهنية المشبعة لأقل من 10% من مجمل الطاقة المستهلكة، وإقلال تناول الأحماض الدهنية المفروقة (المتحولة) لأقل من 1%. ويمكن تعويض الإقلال من تناول الأحماض الدهنية المفروقة (المشبعة) بتناول الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.

الرياضة وأثرها الإيجابي

ممارسة الرياضة بانتظام تسهم في تقوية عضلة القلب، وكلما كان القلب أقوى كلما تمكن من ضخ المزيد من الدم بمجهود أقل، وبالتالي تقليل الضغط على الشرايين، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. الآثار الايجابية للرياضة والنشاط البدني بشكل عام توازي في تأثيرها أدوية ضغط الدم، حيث تعتبر ممارسة الرياضة لبعض الوقت كافيةَ لتقليل الحاجة إلى أدوية ضغط الدم. 

للحفاظ على مستوى منخفض لضغط الدم، ينبغي ممارسة الرياضة بانتظام ويستغرق الأمر من شهر إلى ثلاثة أشهر من المواظبة على ممارسة الرياضة قبل أن تبدأ تأثيراتها على مستوى ضغط الدم. 

الرياضة تسهم في تخسيس الوزن وتخفف حدة التوتر، كما أنها تنشط الدورة الدموية في الجسم وترفع من الطاقة الجسدية والراحة النفسية ما يسهم في تقليل ضغط الدم. 

لكن في المقابل، هناك بعض الإرشادات والتحذيرات الواجب أخذها بعين الإعتبار لمرضى الضغط قبل الشروع في ممارسة الرياضة.

من النصائح التي يجب اعتمادها مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة لعضلة القلب، والتأكد من عدم وجود مشاكل مصاحبة لارتفاع ضغط الدم والعمل على معالجتها والسيطرة عليها مثل مرض السكري والكولسترول تجنبا لمنع حدوث أي مضاعفات خلال ممارسة الرياضة. 

يجب أيضا مراجعة العلاقة بين الأدوية المتناولة، للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ومراجعة التمارين مع مدرب متخصص لتحديد نوعية التمارين المناسبة لقدرات المريض والحرص على التنفس بشكل طبيعي، وتجنب حبس النفس على ان لا تزيد مدة التمرين عن 40 الى 60 دقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى