أمراض وعلاجات

السمنة… طرق مبتكرة لصحة أفضل

السمنة… طرق مبتكرة لصحة أفضل

يجمع الخبراء أن أهم الحلول لمكافحة السمنة وتجنّب الوزن الزائد يكمن في إدخال تعديلات على سلوكيات نمط الحياة اليومية لتبقى هذه الخطوة هي حجر الزاوية في إدارة معالجة السمنة وزيادة الوزن وهو ما يتطلب عزيمة قوية تحث المرء على اتّباع نمط حياة صحي لخسارة الوزن والوقاية من الأمراض؛ كما يحتاج إلى دعم من البيئة المحيطة وتقديم الدعم المعنوي والنفسي اللازم لمساعدة المرء على خسارة الوزن والإلتزام بالخطوات الواجب اتباعها.

تزخر دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بهذا النوع من المراكز الطبية التي كان لها أثر كبير في تشخيص وفي اليوم العالمي لمكافحة السمنة الذي يوافق في الرابع من شهر مارس، لابد من التركيز على تثقيف المرضى حول المخاطر المتربصة بهم جراء ما يحملونه من وزن زائد، حيث أن توسيع نطاق المعرفة حول السمنة وما يمكن أن تتسبب به يشكل عام تشكل السمنة واحدة من أهم المخاطر التي قد تكون سبباً للإصابة بالكثير من الأمراض غير المعدية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والنوع الثاني من السكري والتهاب المفاصل والعظام وانقطاع التنفس أثناء النوم والعقم، إلى جانب بعض الأنواع من السرطان منها سرطان القولون والثدي والكلى وبطانة الرحم. لكن الخبر السّار هو أن خسارة ما يعادل 5-10% من الوزن يلعب دوراً كبيراً في تقليل نسبة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة وكذلك علاجها.لاً محفزاً يدفعه نحو المزيد من التفكير في تعديل سلوك حياته اليومية. 

السمنة وكورونا… وباء عالمي مركّب

بعد مرور حوالى العام على ظهور جائحة كورونا، ربط العديد من الأطباء  في شتى دول العالم بين السمنة أو الوزن الزائد وبين حالات COVID-19 شديدة الخطورة ليتبيّن أن السمنة وكورونا يشكلان معاً وباءً مركّباً سرعان ما يفتك بحياة المريض. الإتحاد العالمي للسمنة كان قد توصل إلى هذه النتيجة بعد القيام بالعديد من الدراسات طالت ما يزيد عن 17 ألف مريض لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكثر من 30 حيث أظهرت النتائج أنهم عرضة للوفاة بنسبة تفوق الـ33 بالمائة من أولئك الذين لا يعانون من الوزن الزائد. 

الوزن الزائد يثقل عمل الجهاز المناعي ويجعله معرضاً للإجهاد بشكل مستمر، فضلاً عن أنه يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون والسكر في الدم فيكون بذلك عاملاً مساعداً لحدوث التهابات داخل الأوعية الدموية والأعضاء. لذلك، فإن خطر الوفاة جرّاء COVID-19 يتضاعف لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة. تفشي فيروس كورونا المستجد وتحوّره والتداخل الحاصل مع ما يشهده العالم من إرتفاع في نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري، لعب دوراً أساسياً في تفاقم أعداد الوفيات بسبب الإصابة بالفيروس، ما دفع الكثير من الأطباء والعلماء إلى توصيف العلاقة بين السمنة والفيروس على أنها “وباء مركّب”.

المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة يواجهون أكثر من غيرهم صعوبات في تقبّل الجرعات الدوائية المقدمة في العناية المركزة والتجاوب مع أجهزة التنفس الإصطناعي وغيرها من الإجراءات العلاجية المتبعة في أقسام كورونا.

ولأن فيروس كورونا يهاجم الجهاز التنفسي، خصوصاً الرئتين، فإن السمنة تزيد من صعوبة توسيع الحجاب الحاجز والرئتين واستنشاق الأوكسجين، الأمر الذي سيحرم الأعضاء من الأوكسجين.  أصحاب السّمنة المفرطة يعانون في الغالب من الإلتهابات المزمنة، الأمر الذي يجعل جهازهم المناعي منهكاً نظراً لمحاولاته الحثيثة على حماية الضّرر الذي تسببه الإلتهابات لخلايا الجسم، فضلاً عن إستخدام طاقة الجسم المناعية لمحاربة الإلتهابات ما يجعل قدرة الجسم الدفاعية ضد المرض الجديد ضعيفة.

السمنة المفرطة في الجزء العلوي من الجسم تزيد من الصعوبة التي تواجهها العضلات خلال التنفس العميق وتوزيع الأوكسجين على الجسم. وفي مثل هذه الحالات، فإن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يكون قاتلاً في حال إنتشر عميقاً في الرئتين مسبباً تعقيدات خطيرة. كما أن السمنة المفرطة تؤدي إلى مشكلات في التنفس تتراوح ما بين صعوبة في التنفس إلى حالة خطيرة تهدد حياة الناس وهي ما يسمى بـ “متلازمة ضيق التنفس” الناجم عن السمنة المفرطة. كتل الشحوم في الجسم تقف عائقاً في وجه عمل الرئتين ما يجعل عملية التنفس عاجزة عن منح الجسم ما يكفي من الأوكسجين، كما أن السمنة المفرطة تمنع الرئتين والحجاب الحاجز من التمدد بصورة كافية.

أمراض تسبّبها السمنة

تعتبر السمنة المسبب الرئيسي لظهور العديد من الأمراض وتطورها نظراً لما تحمله من تأثيرات سلبيّة على الصحة. من أبرز الأمراض المرتبطة بالسمنة لاسيما المفرطة:

أمراض القلْب والأوعية الدَّمويَّة

تزيد السمنة من عمل القلب وتفرض عليه مضاعفة قدرته على ضخ الدم إلى سائر أعضاء الجسم التي بطبيعة الحال يزداد حجمها بسبب الوزن الزائد، ما يؤدي إلى إنهاك عضلة القلب وتحميلها عبئاً إضافياً. 

تشير الأبحاث إلى أن السمنة قد تكون من أبرز الأسباب للإصابة بأمراض القلب وأكثر أسباب الوفاة في العالم حيث ربطت دراسات متعددة بين السمنة وزيادة معدلات الوفاة لدى الرجال والنساء على حد سواء. من الأمراض التي يمكن أن يعاني منها أصحاب الوزن الزائد أمراض شرايين القلْب التاجية ومرض نقص التروية والذبحة الصدرية. فالوزن الزائد لا يسبب نوبات قلبية بشكل مباشر بل إنه يعتبر عاملاً مساعداً لحدوث تفاعلات يمكن أن تحدث مشاكل بصحة القلب مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين كلها عوامل تؤدي إلى تراكم البلاك في الشرايين، والسمنة تتفاعل مع عوامل الخطر الأخرى لجعل تراكم البلاك أسرع، ما يؤدي إلى تصلب الشرايين وحدوث أمراض القلب. على صعيد آخر، تسهم السمنة في مقاومة الأنسولين التي بدورها تزداد مع زيادة نسبة الدهون؛ والعلاقة هنا تواترية فكلما ازداد تخزين الدهون كلما ازدادت مقاومة الأنسولين وهو ما قد يترافق مع وجود مرض السكري فيصبح خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية أكثر. كما أن السمنة تزيد من خطر ارتفاع الدهون في الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار مع انخفاض مستويات الكوليسترول النافع.

السكري من النوع الثاني

يرتبط مرض السكري من النوع الثاني ارتباطاً وثيقاً بالسمنة، حيث أن كل خلية في الجسم عليها مواد تستقبل هرمون الأنسولين الذي يعطي الطاقة للجسم نتيجة حرق الجلوكوز وتسمى هذه المواد مستقبلات الأنسولين؛ غياب هذه المستقبلات أو وجود كمية قليلة منها يؤدي إلى خلل في عمل الأنسولين وبالتالي لن يستفيد الجسم من الجلوكوز فترتفع نسبته في الدم، وهذه المستقبلات نسبتها ثابتة على الخلية الدهنية العادية، فإذا زاد حجم الخلية كما هي الحال في الشخص البدين فإن عدد المستقبلات يكون قليلاً بالنسبة لمساحة الخلية كبيرة الحجم. 

السرطان 

توصلت الدراسات الحديثة إلى ارتباط السمنة بعدد من أنواع السرطان تشمل سرطان الثدي والكلى والمرارة وسرطان الدم، وكذلك المخ والأورام الليمفاوية غير هودجكين. وقد وجد العلماء أن السمنة مرتبطة بارتفاع سريع في عدد الخلايا، وكذلك في إفراز مستويات عالية من البروتينات والهرمونات المؤدية للإلتهابات مثل الإستروجين وكلها مرتبطة بالسرطان. فالجسم يقوم بإنتاج الهرمونات والبروتينات التي تغذّي الخلايا الدهنية  وتنشّطها، والتي تنتشر من خلال الدورة الدموية. يمكن للخلايا الدهنية أن تعمل على جذب الخلايا المناعية التي بدورها تنتج مواداً كيميائية تسبب التهابات طويلة الأمد، فتزيد من خطر الإصابة بالسرطان. كما أن الدهون الزائدة تغير مستويات الهرمونات الجنسية، مثل الإستروجين والتستوستيرون في الجسم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. الدهون المتراكمة في البطن والمقصود هنا السمنة في الجزء العلوي من الجسم تحمل في طياتها آثاراً ضارة على الأمعاء والكلى والمريء والبنكرياس.

إنقطاع التنفس أثناء النوم

يحدث إنقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم عند أصحاب الوزن الزائد بسبب إنعدام وصول الهواء إلى القصبات الهوائية أو بسبب إرتخاء عضلات سقف الحلق أو بسبب تراكم الدهون حول الرقبة، ما يؤدي إلى الضغط على مجرى النفس العلوي أي البلعوم  فيُغلق مجرى النفس. عند النوم، تعمل الجاذبية على إرتخاء عضلات الفم وزيادة الضغط من الكتلة الدهنية الموجودة حول الرقبة على مجرى التنفس العلوي ما يؤدي إلى توقّف مرور الهواء إلى الرئتين. إن تراكم الدهون في منطقة الحلق والرقبة يزيد من تضيّق مجرى التنفس وانسداده  وتراكم الدهون في منطقة البطن يزيد بدوره من الضغط على مجرى التنفس والرئتين، ما يزيد من احتمالية حدوث تضيّق في مجرى التنفس. إضافة إلى التأثير السلبي لوجود الدهون الحشوية حول الأعضاء الداخلية في الجسم على مستوى التنفس أثناء النوم.

أمراض العظام المفاصل

تؤثر السمنة بشكل كبير على مفاصل الجسم لاسيما مفاصل الركبتين والظهر والعمود الفقري حيث تعاني عظام الجسم زيادة الحِمل ما يؤدي إلى احتكاك العظام والغضاريف ببعضها ما يسبب مشاكل صحية وآلاماً حادة.

يعاني أصحاب الوزن الزائد والسمنة المفرطة من آلام في المفاصل والتهابات تؤدي إلى صعوبة في الحركة وربما يصل الأمر إلى حدوث تآكل أو تشوهات في بعض المفاصل أو إصابتها بالخشونة؛ يمكن أن يعاني اصحاب الوزن الزائد من داء النقرس، أو القدم المسطحة لأن زيادة الوزن تؤدي إلى فقدان قوس القدم.

أمراض الكلى

تحتاج الكليتان إلى جهد أكبر لتنقية الدم في حالات السمنة المفرطة، ما يؤثر سلبا على وظيفتها على المدى البعيد ويزيد من إحتمالية الإصابة ببعض الأمراض المتعلقة بالكلى. تربط الدراسات الحديثة بين أمراض الكلى والسمنة التي تؤثر مباشرةً على السكري فتؤدي إلى ارتفاعه وتؤدي أيضاً إلى ارتفاع في الضغط؛ ومع مرور الوقت تؤثر على مصافي الكلى وتعطلها، فيضعفُ نشاط الكلى وتتوقف عن العمل. كما أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والوزن الزائد هم أكثر عرضة للإصابة بحصى الكلى.

السمنة لدى الأطفال

الأطفال، كما غيرهم من الفئات العمرية، يعانون من السمنة والوزن الزائد حيث يتجمع في جسم الطفل كمية زائدة من الدهون وينتج عن ذلك زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي الذي يناسب عمره وطوله، لتسبب لهم العديد من الأمراض المزمنة تماماً كالتي تصيب الكبار مع التقدم في السن مثل ارتفاع سكر الدم، وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وغيرها.

للسمنة تأثيرات سلبية على صحة الأطفال والمراهقين إذ تؤثر بشكل كبير على قوة العظام والتهاب المفاصل وتتسبب في ألم شديد أسفل الظهر، وكذلك ضيق في التنفس والرئتين وزيادة عدد ضربات القلب، ويمكن أن تكون سبباً في نقص نسبة الأوكسجين في الدم. إلى جانب الضرر الصحي، فان لسمنة الاطفال آثار نفسية كبيرة أبرزها الإضطراب النفسي من نظرة الآخرين سواء أقرانه في المدرسة أو إخوته وهو ما قد ينتج عنه العدائية في بعض الحالات نتيجة تعرضه للتنمر، كما يمكن أن يتسبب ذلك في عدم التفوق الدراسي والشعور بالنقص، وبالتالي يؤدي للانعزال عن المجتمع. هناك العديد من  الأسباب التي تؤدي إلى سمنة الأطفال وتختلف من طفل لآخر بحسب العوامل المتوفرة منها التنظيم السيء للغذاء وتناول الطفل للأطعمة بكثرة من دون ضوابط، وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، وتناول الطعام أمام التلفاز أو الكمبيوتر أو الألعاب الإلكترونية، وعدم إهتمام الأهل بنوعية الأكل الذي يأكله الطفل، وإعطاء الطفل الحلويات كوسيلة لتعزيز سلوك جيد قام به. إن الهدف من رعاية الأطفال الذين يعانون من السمنة هو تقليل معدل زيادة الوزن من دون أن يؤثر ذلك على النمو الطبيعي لهم ما يحتّم على الأهل الإستعانة بأخصائي التغذية لتحديد إستراتيجية مناسبة حول كيفية التعامل مع الطفل. أولى الخطوات العلاجية تكمن في الموازنة بين السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل من الأطعمة والمشروبات، وعدد السعرات الحرارية التي يستهلكها خلال النشاط البدني والنمو الطبيعي. وهنا، ينبغي تقليل الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والبحث عن بدائل تجعل الأطباق المفضلة أكثر صحة.

على الأهل تشجيع الطفل على عادات الأكل الصحية عبر توفير الكثير من الخضراوات والفواكه، ومنتجات الحبوب الكاملة وتشجيعه على شرب الماء والحد من المشروبات المحلاة او الاطعمة الغنية بالدهون والوجبات السريعة، مع ضرورة وضع كميات مناسبة من الطعام للطفل. ينبغي كذلك مساعدة الطفل على ممارسة النشاط البدني وتجنب الخمول لما لذلك من فوائد صحية.

نهج متكامل لعلاج السمنة

علاج السمنة يتضمن نهجاً متعدد الأوجه يتم تحديده وفق آلية تشمل مراحل مختلفة، لكن ذلك يتطلب تحديد مستوى السمنة أو زيادة الوزن من خلال مؤشر كتلة الجسم الذي يساعد الطبيب المعالج على اختيار الأسلوب العلاجي الأنسب.  بعض حالات السمنة يمكن علاجها من خلال اتباع نظام غذائي صحي على أن يترافق مع نظام رياضي وتمارين رياضية تساعد في التخلص من الوزن الزائد؛ بعض الحالات الأخرى قد تحتاج إلى علاج دوائي لوجود مشكلة صحية ما تحد من قدرة المريض على خسارة الوزن؛ وفي نهاية المطاف، وفي حالات السمنة المفرطة أي عندما يفوق مؤشر كتلة الجسم الـ35 مع وجود مضاعفات صحية فإن التدخل الجراحي هو الحل.

العلاج السلوكي 

أثبت العلاجي السلوكي فعالية عالية في الحد من الإضطرابات النفسية التي يعاني منها الشخص البدين مع تشجيعه على التخلص من الوزن الزائد من خلال تعزيز الثقة بالنفس. المقصود هنا إدخال تغيير جذري في حياة مريض السمنة وتحويل عاداته اليومية إلى عادات صحية وتشمل نوعية الطعام وتوقيته وممارسة التمارين الرياضية، ووضع أهداف واقعية لخسارة الوزن فيشعر أنه قادر على تحقيقه في وقت قريب. ويتضمن العلاج السلوكي أيضاً دعم البيئة المحيطة وتشجيع المريض على تبني العادات الصحية وحثّه على ذلك.

العلاج السلوكي يساعد الأشخاص على تغيير سلوكيات تناول الطعام وممارسة التمارين الرياضة، وقد يكون ذلك من خلال سلسلة من جلسات الإرشاد الفردي أو الجماعي بحيث يتعامل أخصائيو العلاج السلوكي مع الجانب النفسي لإدارة الوزن من خلال مساعدة المريض على فهم أنماط تفكيره والإنفعالات والسلوكيات التي تحفّزه على تناول الطعام وبالتالي زيادة الوزن إذ من الممكن أن يتناول الطعام من دون الشعور بالجوع فقط لأنه حزين. يتم الإعتماد في هذا النوع من علاجات السمنة على تعزيز قدرة المريض على تطوير مهاراته وتعزيز ثقته بنفسه ليتمكن من تغيير نمط حياته والمواظبة على العادات الصحية من غذاء ورياضة لفقدان الوزن وتحقيق الفوائد الصحية المرجوة على المدى الطويل.

العلاج الغذائي

يساعد أخصائي التغذية على وضع برنامج غذائي صحي متكامل لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية المهمة في وجبات اليوم الكامل، واستخدام جداول البدائل الغذائية للتغيير في النوعيات في حدود السعرات الحرارية المحسوبة لكل شخص حسب عمره ووزنه المثالي وطوله ونوعية النشاط الذي يقوم به. وهنا، يجب الإشارة إلى مخاطر الحميات الغذائية القاسية التي تؤدي إلى نزول الوزن السريع من دون الأخذ بعين الإعتبار احتياجات العناصر المغذية التي يحتاجها الجسم، فضلاً عن أن الوزن المفقود سرعان ما يتم إستعادته بعد التوقف عن اتباع الحمية.

مهما كان نوع الحمية الغذائية، تبقى القاعدة الأساسية هي الإبتعاد عن الأطعمة الغنيّة بالسّكريات والدّهون واتخاذ خيارات غذائيّة صحيحة، واستبدال الوجبات بالبدائل المنخفضة السّعرات الحراريّة. تخفيض عدد السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها هو الخطوة الأساس؛ الكمية العادية هي من 1200 إلى 1500 سعر حراري للنساء ومن 1500 إلى 1800 للرجال. خسارة الوزن ستكون سريعة في البداية على أن تنخفض تدريجياً على المدى الطويل وهو السبيل  الأكثر أمانًا لإنقاص الوزن وأفضل الطرق للتخلص منه نهائيًّا، وهنا ينبغي عدم اليأس والمثابرة على ذلك.

التمارين الرياضية

تعتبر من أهم الطرق للتخلص من الوزن الزائد كما أنها تسهم في جعل الحمية الغذائية أكثر فعالية. ينصح الأطباء بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً في أماكن عامة مخصصة للمشي وساحات آمنة لممارسة الرياضة، والتشجيع على ترك المصاعد واستخدام الدرج في إطار المحاولة للحفاظ على الطاقة وخفض مخاطر الإصابة بالسمنة وتقليل تأثير الأمراض المرتبطة بها.

تساهم الرياضة بشكل كبير في خسارة الوزن وتزيد حرق الدهون، كما انها تعزّز مناعة الجسم ضد الأمراض وتساعد كذلك أجهزة الجسم على القيام بوظائفها على أفضل حال. الرياضة أيضاً تساعد في التحكم بمستوى السكر بالدم ومستوى الكوليسترول الجيد مع التقليل من الكوليسترول الضار. تقلل الرياضة من الإصابة بنزلات البرد وإضطربات النوم ومشاكل الذاكرة ، كما تعمل على تنظيم ضربات القلب؛ على الصعيد النفسي، فإن الرياضة تعزز الثقة بالنفس وتجعل المرء قادر على التحكم بالضغوط المحيطة به.

حقن التنحيف

من ضمن العلاجات التي باتت معتمدة في السنوات الأخيرة لعلاج السمنة ظهرت حقن التنحيف التي تشكل حلاً مثالياً للكثير من حالات السمنة المفرطة التي لم ينجح معها أي من الحميات الغذائية أو أدوية التنحيف، أو لمن لديه مخاطر صحية تمنعه من إجراء العملية، على أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب المعالج وهو الوحيد القادر على تحديد حجم المشكلة وحاجتها الى هذا النوع من الحقن.

هذا النوع من الحقن أثبت نتائج حقيقية وفعّالة بأعراض جانبية بسيطة أو غير موجودة أحياناً تحت إشراف الطبيب، بالإضافة إلى أنها بسيطة وسهلة مقارنة بوسائل فقدان الوزن الزائد الجراحية التي تعتبر مصدر خوف للبعض.

يعتمد مفهوم عمل هذه الحقن على إفراز هرمون طبيعي داخل الجسم مسؤول عن تنظيم الشهية من خلال تنشيط مناطق معينة في المخ مسؤولة عن الشعور بالشبع والجوع، فتجعل الشخص يشعر بالشبع والإمتلاء بعد تناول كميات قليلة من الطعام؛ وعليه، يحصل الشخص على سعرات حرارية منخفضة ما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل آمن وصحي.

 توصف هذه الحقن لمن لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكثر من 30، أو أكثر من 27 مع وجود أمراض مزمنة ومشاكل صحية خطيرة مصاحبة للسمنة مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن إرشادات إدارة الغذاء والدواء الأميركية توصي بالتوقف عن الحقن في حال لم يخسر الشخص 4 بالمائة من وزنه بعد مرور نحو ستة عشر أسبوعاً.

الجراحة

يلجأ الطبيب للجراحة فقط في حالات السمنة المفرطة من الدرجة الثالثة عندما تشكل تهديداً لحياة المريض عبر إصابته بمشاكل صحية، ويكون التخلص من الوزن هو الحل للحفاظ على صحته. 

تسهم جراحة إنقاص الوزن في الحد من كمية الطعام الذي يمكن تناوله أو تقليل امتصاص الطعام والسعرات الحرارية أو الإثنين معاً. هذا النوع من العمليات يساعد في التخلص من حوالي 35 بالمائة من الوزن الزائد. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى