أمراض وعلاجات

الصدفية

الصدفية

مرض جلدي غير معدٍ… ولكن إهماله خطير

الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة غير المعدية، يشرح العلماء سبب حدوثها في أن الجهاز المناعي يحفّز أجزاء محددة من الجلد لإنتاج خلايا جديدة بسرعة أكبر من السرعة الطبيعية فيصبح الجلد أكثر سماكة مع تكوّن قشور عليه. السبب المباشر لحدوث ذلك لا يزال غير واضحا لكن أكثر مرضى الصدفية لديهم جين واحد أو أكثر من تلك التي قد تؤثر على الجهاز المناعي بطريقة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض الصدفية.

تظهر الصدفية Psoriasis على شكل رقع حمراء على الجلد مغطاة بحراشف فضية اللون وكثيراً ما تثير الشعور بالحكة والألم والحرقة. كذلك قد تظهر في أي موضع من الجسم حسب نوعها. وتتمثل الصدفية في حدوث إصابة جلدية مؤلمة تثير الحكة وتظهر على شكل بقع حمراء ملتهبة على سطح الجلد، ولكنها غير معدية ولا تنتشر بلمس المناطق غير المصابة وتكون في الغالب مغطاة بطبقة بيضاء من خلايا الجلد الميت المتراكمة. بما أنه مرض مزمن، فإنه لا يوجد علاج شاف لمرض الصدفية؛ ولكن كما سائر الأمراض المزمنة، فإن إدارة المرض تسهم الى حد كبير في السيطرة عليه والحد من النوبات الحادة التي يمكن ان تصيب المريض بين الحين والآخر أو عند تعرضه لمثيرات المرض.

ولكن يمكن إدارة أعراضه. قد تساعد التدابير المتعلقة بنمط الحياة، مثل الترطيب، الإقلاع عن التدخين، وإدارة الضغوط. تأثير مرض الصدفية ليس تأثيرا جماليا فحسب، بل انه مشكلة مزمنة يصعب التخلص منها؛ يصيب هذا المرض الناس من جميع الفئات العمرية وفي كل مواسم السنة، ولكنه يصيب بشكل خاص الفئات العمرية التي تراوح بين سن الـ18 والـ40.  كما يمكن لأنواع من الصدفية أن تتحسّن في فصل الصيف بسبب منافع تعرّض الجلد المصاب للشمس والأشعة ما فوق البنفسجية. تظهر الصدفية على شكل مواضع جافة في البشرة مثيرة للحكة في البداية، ثم تظهر فوقها بقع حمراء في وقت لاحق. مع مرور الوقت تصبح هذه البقع أكثر سُمكاً وتبرز أكثر عن سطح البشرة ويعلوها قشور بيضاء مائلة إلى اللون الفضي. وعادة ما تبدأ أعراض الصدفية في الظهور بالكوعين والركبتين وفي فروة الرأس وخلف الأذن وعلى سرة البطن وفي طيات الأرداف، وقد تنتشر في الجسم كله في أسوأ الحالات. تحتاج خلايا البشرة إلى 28 يوما للانتقال من الطبقة السفلية للبشرة العلوية إلى الطبقة القرنية الخارجية؛ ولكن في حالة الأشخاص الذين يعانون من الصدفية فإن هذه العملية تستغرق أقل من أسبوع، وبالتالي تظهر خلايا غير مكتملة على سطح الجلد، وترتبط هذه الخلايا بوجود قشور جافة ملتصقة بها.

روماتيزم الصدفية

يوجد أشكال عدة من مرض الصدفية، منها ما هو سهل يتحسّن بشكل لافت وفعال على العلاجات ومنها أكثر تعقيداً ويحتاج الى تدابير وخطط علاج طويلة الأمد؛ ولعل أكثر الأنواع تعقيدا هو ما يعرف بـ”روماتيزم الصدفية” التي يعاني منها 20 في المئة من المرضى المصابين ويكون وضعهم سيّئاً، الأمر الذي يتطلّب علاجات دقيقة جداً للحدّ من آلام المفاصل الناتجة عنها.

من أنواع الصدفية:

  • صدفية الطبقات Plaque psoriasis  وهي الأكثر شيوعاً تكون على شكل رقع على الجذع والأطراف خاصة المرفقين والركبتين وفروة الرأس. قد تصبح أظافر أصابع اليد وأصابع القدم سميكة ومتشققة وقد تنفصل عن منابت الأظافر.
  • صدفية الثنيات Inverse psoriasis  من الأنواع الشائعة التي تصيب ثنيات الجلد، مثل الإبط والمنطقة المحيطة بالأربية والمؤخرة أو أسفل الثدي. ربما تكون الرقع الحمراء رطبة أكثر مما تكون مغطاة بقشور.
  • الصدفية البثرية Pustular psoriasis يتسم هذا النوع من الصدفية بانتشار بثور متقيحة صغيرة على الجسم.
  • الصدفية القطروية Guttate psoriasis: يسبب هذا النوع من الصدفية ظهور كثير من الرقع التي تكون في حجم القطرة، والتي تظهر بشكل واضح على الجسم أكثر مما تظهر على الوجه.

هناك مجموعة من الأعراض قد تظهر على المصابين بالصدفية، تختلف هذه الأعراض من شخصٍ لآخر اعتماداً على نوع الصدفية التي يعاني منها. ومن الأعراض:

  • بقع حمراء على الجلد مغطاة بقشور فضية اللون وسميكة.
  • جفاف الجلد الشديد يصل إلى حد المعاناة من النزيف.
  • حكّة أو حرقة أو ألم في المنطقة المصابة.
  • زيادة سمك الأظافر أو تقوسها أو تعرّضها لبعض التغيرات.
  • الشعور بألم وانتفاخ المفاصل. 

في المقابل، يوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الصدفية الجلدي مثل وجود تاريخ عائلي أو عدوى بكتيرية أو فيروسية كمرضى فيروس نقص المناعة البشرية الذين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الصدفية. الأطفال والشباب البالغين المصابين الذين يعانون حالات الالتهاب المتكررة، لا سيما التهاب الحلق، أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض. ثم إن حوالي 20 بالمائة من مرضى الصدفية يعانون أيضا من آلام المفاصل مثل تورمات في الأصابع والركبتين أو العمود الفقري. بالإضافة إلى أن مرضى الصدفية أكثر عُرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والنوبات القلبية أو السكتة الدماغية. التوتر والضغط النفسي يؤثر في جهاز المناعة، وكلما ارتفعت مستويات الضغط كلما ارتفع خطر الإصابة بمرض الصدفية؛ والدراسات الحديثة ربطت بين  السمنة وخطر الإصابة بمرض الصدفية. وكذلك الأمر بالنسبة للتدخين الذي يمكن ان يزيد من خطر مرض الصدفية وشدته. 

العلاجات

سرعان ما تتفاقم الحالة عند إهمال العلاج، فالمواظبة على تناول الدواء والاهتمام بالحالة المرضية تجعل حياة المريض أكثر سهولة بحيث يتمكن من السيطرة على المرض والحد من المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن تطور الحالة. تتمثل الاستراتيجية وراء أي علاج في تقليص المساحة التي تصيبها الصدفية بحيث تصل إلى واحد في المائة من سطح الجسم. صحيح انه لا يوجد خطوات تقي المصاب من المرض أو تمنع حدوث النوبة، إلا أن التخلص من الوزن الزائد وعلاج مشكلات الضغط والقلب والكلى تجعل من العلاج أكثر فعالية لاسيما في ظل العلاجات المتطورة والفعالة، ومع الوقت سرعان ما يعود المريض الى حياته اليومية.

في حال كانت الاصابة بسيطة، اي ان اقل من 10 بالمائة من الجسم مصاب بالصدفية، يلجأ الأطباء في مثل هذه الحالة الى الاعتماد   على الكريمات والمراهم الطبية في الدرجة الأولى وهي مستحضرات طبية تحتوي على مزيج من عنصر الكورتيزون المضاد للالتهابات ومستحضر فيتامين “د 3”، والذي يعمل على تنظيم عملية تكوين الجلد. وينبغي على المرضى وضع الكريم مرة واحدة يوميا، ومن الأفضل أن يستمر استخدام الكريم لمدة أسبوعين. اما حالات الصدفية المتوسطة إلى الخطيرة فإنه على العكس من الحالة السابقة يتم العلاج من الداخل، وهنا يتم التمييز بين الأدوية التقليدية والمكونات المُعدلة وراثياً، المعروفة باسم المكونات البيولوجية.

تعمل الأدوية التقليدية في أغلب الأحيان على إبطاء الجهاز المناعي بالكامل، والذي يكون مفرط النشاط في حالة الإصابة بالصدفية.

من العلاجات المعتمدة كذلك  العلاج الضوئي ويتم خلاله اختراق الجلد باستخدام أشعة «بي» فوق البنفسجية الصناعية من أجل إبطاء نمو خلايا الجلد المصابة. تختلف كثافة الضوء، ومدة التعرض له، وعدد جلسات العلاج باختلاف الشخص المصاب. كذلك من الشائع أن تزداد حالة الصدفية سوءاً بسبب هذا العلاج قبل أن تتحسن.  من هنا، يرى البعض تحسناً في الجلد مع التعرض لأشعة الشمس.

الصدفية وأمراض أخرى

مرض الصدفية لا ينحصر بكونه مشكلة جلدية، بل ان الدراسات الحديثة تربط بينه وبين امراض اخرى؛ فقد أظهرت الدراسات أن مرضى الصدفية الذين يعانون من الصدفية في 10 في المائة من أجسامهم أو أكثر، بداء السكري من النوع الثاني يبلغ 64 في المائة مقارنة بغيرهم من غير المصابين بذلك المرض الجلدي. وقد يصاب نحو 30 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الصدفية بالتهاب المفاصل الصدفي الذي يتسبب في التهاب المفاصل التنكسي. كذلك قد تكون الصدفية مؤشراً يدل على احتمال الإصابة بمرض الكبد الدهني والأزمات القلبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى