مقالات طبية

عملية طفل الأنابيب IVF

عملية طفل الأنابيب IVF

متى يتم اللجوء إليها؟ وما هي نسبة نجاحها؟

جاءت عمليات أطفال الأنابيب لتزرع الأمل في نفوس الأزواج الذين يعانون من العقم أو التأخر في الحمل من دون وجود سبب طبي واضح؛ هذا النوع من التطور الطبي أحدث نقلة نوعية لما شكّله من سابقة في عالم الطب، ومع مرور السنوات ارتفعت نسبة نجاح هذا النوع من العمليات بشكل ملحوظ بفضل الخطوات المتبعة قبل البدء بالعملية وخلالها سواء لجهة تحضير المرأة أو نمو الجنين او تحضير الحيوانات المنوية بشكل أفضل للتلقيح في المختبر.

يعرّف الأطباء عمليات أطفال الأنابيب أو كما يُشتهر IVF In Vitro Fertilization على أنها عملية تلقيح خارج الرحم، يقوم الطبيب بإعطاء المريضة أدوية محددة لتنشيط التبويض ومن ثم إخراج البويضات من جسم المرأة على أن يتم حقنها بالحيوانات المنوية؛ يتم هذا الحقن في المختبر تحت المجهر، ومن ثم يترك في الحضانة لعدة أيام تتراوح بين 3 إلى 5 أيام حتى تنقسم خلايا الجنين، وبالتالي يتم نقله الى الرحم، وبعد فترة أسبوعين تجري المرأة إختبار الحمل بعد مراجعة الطبيب المختص.

متى يلجأ الزوجان الى عملية طفل الأنبوب؟

هناك بعض الحالات التي يلجأ فيها الزوجين الى هذا النوع من العمليات من دون وجود سبب، إذ يكفي أن تكون السيدة قد تخطّت عمر الـ38 او الـ39 لتلجأ مباشرة إلى العملية من دون الحاجة للإنتظار لفترة بعد الزواج.

مرور سنة أو أكثر على الزواج من دون حصول حمل مع عدم وجود سبب واضح يحول دون ذلك بات من الأسباب التي تحث الأطباء على التوجه مباشرة إلى إجراء عملية طفل الانبوب.

  • وجود بعض حالات العقم والفشل في علاجها هو أحد أهم الاسباب التي تقود الزوجان والطبيب معا الى إجراء عمليات طفل الأنابيب.
  • من أبرز أسباب العقم التي تحث الزوجان على إجراء عمليات طفل الأنابيب:
  • وجود خلل في قناتي فالوب يحد من فرص تخصيب البويضة فيؤدي الى العقم.
  • بطانة الرحم المهاجرة وهي من أبرز أسباب العقم وتنتج عن نمو بطانة الرحم في المنطقة المحيطة خارج الرحم ما يؤدي إلى مشاكل الإنجاب. 
  • وجود خلل في التبويض خلال الدورة الشهرية، وتظهر هذه الحالة لدى السيدات اللواتي يعانين من مشاكل في الهرمونات. 
  • الأورام الليفية الحميدة التي قد تنمو في الرحم وقناة فالوب.
  • ضعف الحيوانات المنوية أو قلتها أو ضعف حركتها هي اسباب تقلل من فرص إخصاب البويضة. 
  • وجود تكيسات على المبيض وهذه المشكلة يكثر انتشارها، إضافة الى مشكلة الخلل الذي يصيب الدورة الشهرية لدى السيدات. 
  • مشاكل داخل الرحم مثل أن يكون الرحم يعاني من خلل في شكله، أو يوجد داخله حاجز يمنع حدوث الحمل، أو يوجد فيه أي نوع من أنواع الدمل. 

ما هي خطوات عمليات طفل الأنابيب؟

لابد في البداية من تحديد سبب العقم والمحاولة على علاجها بالطرق المتاحة، وفي حال الفشل ينتقل بعدها الطبيب الى عمليات طفل الأنابيب، ما يستلزم اولا اجراء فحوصات دقيقة.

فبعد القيام ببعض فحوصات الدم للزوجين، يقوم الطبيب بفحص الرحم وقناتي فالوب وفحص الحيوانات المنوية، ويشترط نجاح العمليات ان يكون كلا الزوجين قادرين على إنتاج البويضة وكذلك إنتاج الحيوانات المنوية ولو بعدد قليل.

البداية تكون بإعطاء السيدة أدوية هرمونية سواء بواسطة الحقن أو الحبوب من اجل انتاج اكبر عدد ممكن من البويضات لزيادة احتمال تكوين عدد أكبر من الأجنة الملقحة وذلك بهدف زيادة نسبة النجاح وتتم متابعة الاستجابة للعلاج بواسطة جهاز السونار المهبلي لتحديد عدد البويضات وحجمها وما إذا كانت صالحة للتلقيح.

عندما تصل البويضات لحجم النضوج يتم سحبها تحت التخدير وجمعها وذلك بمساعدة جهاز السونار المهبلي، على ان يتم تحضير المريضة عادة قبل ساعة بعد إعطائها مادة مخدرة ومسكنة للألم ثم ينظف المهبل بمادة معقمة وبعد ذلك يدخل الجهاز إلى المهبل وتتم عملية سحب البويضات بالتدريج من أحد المبيضين.

يتم تجميع الحيوانات المنوية للزوج بعدد كاف وبنوعي جيدة، حيث تخضع عينة السائل المنوي للتحضير وذلك بفصل الحيوانات المنوية المتحركة عن سائل إفراز البروستات والسوائل المصاحبة الاخرى. 

في المختبر المخصص لعمليات أطفال الأنابيب، يتم وضع الحيوانات المنوية مع البويضة في حاضنة خاصة (Incubator) لكي يتم التلقيح، ويقوم الطبيب بالمراقبة المستمرة لعملية التلقيح ولمراحل نمو الجنين.

 تُنقل الأجنة بعد نحو خمسة أيام من تاريخ سحب البويضات إلى رحم الأم، وهنا تكمن دقة العملية لضمان نجاحها حيث يجب ان يراعي الطبيب اختلاف درجة الحرارة ما بين الحاضنة والخارج وسرعة النقل التي لا تتعدى الثواني، وكلما كان النقل أسرع كلما كانت فرصة النجاح أكبر. الأجهزة الطبية المتطورة الآخذة بالإنتشار تساهم في إبقاء درجة الحرارة ثابتة أثناء عملية نقل الجنين من الحاضنة ووضعه في رحم الأم، وهنالك طرق علمية حديثة ومبتكرة تساعد أيضاً في تعبئة الجنين داخل القسطرة.

بعد مرور أسبوعين من تاريخ نقل الأجنة من دون حدوث دورة شهرية لدى المرأة يجب زيارة الطبيب لإجراء فحص هرموني للدم للتأكد من حدوث الحمل ويمكن رؤية الحمل بعد مرور ثلاثة أسابيع من نقل الأجنة عن طريق جهاز السونار.

لضمان استمرار الحمل، تُعطى الأم أدوية لتثبيت الحمل هي عبارة عن هرمونات تعويضية ومكملات خاصة تضمن وجود الهرمون المسؤول عن نمو خلايا الجنين، وبعدها تظهر المشيمة التي تبدأ بتغذية الجنين. 

ما هو الفرق بين IVF وICSI؟

يعتمد الأطباء طريقة الـIVF في حال كانت الحيوانات المنوية بحالة جيدة. أما إذا كانت ضعيفة ولا يوجد منها كميات كبيرة، عندها يلجأ الطبيب الى طريقة الـICSI وفي هذه الحالة يتم أخذ البيضة وإدخال السائل المنوي فيها عن طريق الميكروسكوب بواسطة إبرة رفيعة جداً تضمن نجاح عملية التلقيح وهي الطريقة التي غالباً ما يتم اتباعها. وفي تفاصيل هذه الطريقة، يتم فحص البويضات بواسطة الميكروسكوب بعد حوالى اربع ساعات من جمعها لمعرفة مدى نضجها، ومن ثم يتم تحضير السائل المنوي. توضع الحيوانات المنوية المتحركة مع البويضات الناضجة داخل الحضانات في درجة حرارة  37 و رطوبة وغازات معينة للسماح لها بعملية التلقيح الطبيعي. وفي هذه الحالة يتم الاعتماد على قدرة الحيوانات المنوية في اختراق البويضة وإحداث التلقيح. وبعد مرور ما بين 18 ساعة  تفحص البويضات لمعرفة إذا كان قد تم الإخصاب أم لا.  

تتم مراقبة حدوث الإخصاب تحت الميكروسكوب، فيتبين وجود نويتين واحدة من البويضة والأخرى من الحيوان المنوي.  تنقل البويضات المخصبة إلى أطباق طبية أخرى بتركيب طبقا لاحتياجات اللازمة للبويضة المخصبة. وبعد 24 ساعة أخرى  تفحص البويضات الملقحة لمعرفة ما إذا تمت عملية الانقسام وتكوّن الجنين، وبعد أن ينجح الإخصاب تنمو البويضات المخصبة في الحضانات الخاصة لمدة 48-72 ساعة، وبعدها تأتي مرحلة نقل الأجنة. خلال هذه الفترة تنقسم البويضة المخصبة إلى خليتين ثم أربعة ثم ثمانية خلايا.  الخطوة الأخيرة تكون بإعادة الجنين الى  داخل رحم المرأة وذلك في اليوم الثالث بعد العملية وتتم عملية الحمل. ولزيادة نسبة النجاح يجب على الطبيب تجنب التواء القسطرة داخل عنق الرحم،  ودراسة  الطول وزاوية الميل بين جسم وعنق الرحم واختيار القسطرة المناسبة لكل حالة على حدا قبل العملية.  بعد دخول القسطرة داخل تجويف الرحم يتم حقن الأجنة ثم سحب القسطرة. وبعد إعادة  نقل الأجنة إلى الرحم، على المرأة أن تبقى في المستشفى لفترة لا تقل عن خمس الى ست ساعات على ان تعود الى المنزل بشرط أن لا تقوم بأي مجهود في الأشهر الثلاثة الاولى على الأقل.

ما هي نسبة النجاح؟

السنوات الاخيرة كانت كفيلة بارتفاع نسبة نجاح هذا النوع من العمليات بفضل ما توصل اليه الطب من تطورات مذهلة، ولكن يبقى نجاح عملية أطفال الأنابيب يعتمد بالدرجة الاولى على سبب العقم وعمر المرأة ومدى الدقة في اجراء العملية. يمكن تحديد عوامل نجاح العملية على النحو التالي:

  • عمر المرأة فكلما كانت دون سن الأربعين كلما زادت نسبة نجاح العملية، لكن ذلك لا يمنع من نجاحها في حال تخطت السيدة هذا العمر حيث يوجد بعض الطرق العلمية الحديثة والفعّالة لتحسين جودة البويضات وجودة الحيوانات المنوية.
  • سبب العقم، حيث يوجد أسباب للعقم تقلل من فرص الإنجاب عن طريق أطفال الأنابيب مثل بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية. 
  • وجود درجة مقبولة من الحيوية والحركة النشطة لدى الحيوانات المنوية وقلة تشوهها.
  • سلامة الصحة العامة للزوجين وعدم وجود أمراض عامة أو وراثية تؤدي الى فشل التخصيب أو الإجهاض المستمر.
  • عدم وجود أمراض في الجهاز التناسلي والحوض لضمان كفاءة التبويض وحيوية البويضات وامكانية التقاط عدد كاف منها. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى