تكنولوجيا

مستشفيات المستقبل

مستشفيات المستقبل:

غرف مرضى ذكية ومختبرات رقمية

تنذر التطورات الطبية اللامتناهية أننا مقبلون على عصر جديد في الرعاية الصحية تطال سائر أنواع الخدمات الصحية من خلال “مستشفيات ذكية” تقدم خدمات صحية متكاملة وتشخيص رقمي في عصر الثورة العلمية والتكنولوجية. 

دول الخليج والمنطقة بدأت تأخذ هذا المنحى فاستفادت من التطور التكنولوجي داخل مستشفياتها وشرعت الى رقمنة الخدمات الطبية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعرف على العديد من الأمراض، وفق ما توفره من حلول متكاملة من خلال التجهيزات الطبية واسعة النطاق ضمن إطار التكنولوجيا الذكية والمنتجات الروبوتية. إن ما نشهده حاليا من تطور في مجال رقمنة الخدمات الطبية يعكس الإرتقاء بجودة الخدمات وابتكارات الرعاية الصحية والذكاء الإصطناعي التي تواكب المستجدات العالمية وتعزز الخدمات الصحية. مستشفيات المستقبل تعد بتقديم نموذج عالمي رائد يعتمد على الإستدامة في الرعاية الصحية الذكية باستخدام تكنولوجيا النانو، والتطبيب عن بعد، مع توفير حلول طبية ذكية على مدار الساعة.  لا يتوقف الامر عند هذا الحد، بل يصل الى الاعتماد على الأجهزة القابلة للإرتداء التي توفر العلاج بطريقة سريعة وفق مقاييس موحدة مصممة للاحتياجات الخاصة لكل مريض.

إضافة الى إنشاء مختبرات مبتكرة باستخدام التكنولوجيا الذكية في مجالات الخدمات الصحية والعلاجية والذكاء الاصطناعي وفق أرقى الممارسات، وتقديم حلول علاجية مستدامة للأمراض المزمنة، ومواكبة أحدث تطورات الطب الشخصي لتمكين المرضى من إدارة خدماتهم العلاجية بصورة ذاتية. من المتوقع ان يشهد المستقبل انشاء مستشفيات ذكية في المستقبل تعتمد على استخدام الروبوت في القطاع الصحي، وجلب أحدث التكنولوجيات المتطورة إلى منطقة الشرق الأوسط لضمان أفضل الخدمات على صعيد الرعاية الصحية. ويصل حجم سوق الروبوتات التي تستخدم في العمليات الجراحية في العالم إلى 11.4 مليار دولار وبنسبة زيادة متوقعة قدرها 22.2 بالمئة بحلول عام 2020، مع الإشارة هنا إلى أنه وعلى الرغم من تطور الروبوت في القطاع الطبي إلا أنه عمله ليس الا مساعدا لعمل الطبيب في غرفة العمليات لأنه في نهاية المطاف آلة تعمل وفق ما يريده الطبيب.

غرف المرضى… ذكية

هي خطوة رائدة بدأت الكثير من المستشفيات باعتمادها ضمن إطار سعيها نحو التحول الى مستشفيات ذكية، بحيث يتم ربط الأجهزة الطبية في غرفة المريض إلكترونياً مع ملف المريض بالإضافة الى ربط الجانب التقني بالجانب الطبي وتحسين سير العمل بين الطاقم الطبي كما تتوفر في غرف المرضى الذكية التقنيات المتطورة والحديثة لتحسين طرق العلاج والرعاية الطبية، ما يسهم في رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى من حيث توفير طرق ذكية للتواصل مع مقدمي الخدمة والجهات الأخرى.

من مميزات الغرف الذكية أيضا الربط الآلي للأجهزة الطبية مع نظام المعلومات الصحية الإلكترونية، وكذلك مع أجهزة العلامات الحيوية وأجهزة قياس الوزن وأجهزة قياس العلامات الحيوية للجنين وأجهزة ضخ الأدوية وأجهزة التنفس حيث يتم تسجيل العلامات بشكل تلقائي في النظام دون تدخل طاقم التمريض. وفي كل غرفة يوجد أجهزة لوحية (آيباد)، يمكّن الطبيب المعالج او الممرض من استعراض علامات التنبيه ومؤشرات الحالة الطبية على شاشة إلكترونية خاصة لكل مريض.

التصوير الطبي… تطبيقات رقمية متطورة

بالإضافة الى الروبوت، يوجد الكثير من التطبيقات الرقمية الرائدة والواعدة في مجال الرعاية الصحية التي ستغير من توجهات الطب في السنوات المقبلة، إذ من المتوقع ان نشهد المزيد من الانجازات في هذا الشأن في ظل التطور الآخذ بالانتشار على مستوى التكنولوجيا والإنترنت.

في المستشفيات الذكية، بإمكان تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة أن تقدم رؤية جديدة حول الأمراض من خلال استخدام بيانات المريض قبل الأجهزة الإشعاعية. هذا التطور السريع يبشر بمستقبل أفضل يكون فيه للذكاء الاصطناعي دورا مهما في طب الأشعة وتحليل الصور الطبية بحيث يستفيد هذا المجال من قراءة الصور وتفسيرها بشكل سريع ودقيق في آن واحد في ظل التسارع المتزايد في إعداد الصور الشعاعية. الثورة الرقمية بلغت ذروتها في وقتنا الراهن مع دخول تقنيات التصوير الطبي ثلاثي ورباعي الأبعاد إلى أن باتت هذه التقنية أساسية في مجال طب الأشعة نظرا لميزاتها التشخيصية وصورها عالية الجودة والوضوح وذلك كله في وقت قصير.

رقمنة المختبرات الطبية

مستشفيات المستقبل الرقمية هي بالفعل رقمية بكل تفاصيلها، ومختبرات الدم هي جزء أساسي منها لتشكل انعكاسا واضحا للتطور الطبي الحاصل الى ان بتنا نسمع عن رقمنة المختبرات الطبية حيث أن التقنيات المتطورة أتاحت الفرصة في العديد من الدول لإنشاء مختبرات آلية بأقل قدر من الدخل البشري. المختبرات الرقمية تعتمد على فحص العينات آلياً بدون تدخل بشري ما يسهم في تحسين دقة النتائج وفحص أكبر عدد ممكن من العينات في وقت قياسي. 

في المختبر الرقمي أيضا يتوافر نظام خاص وظيفته إخبار الطبيب ما إذا كان المريض معرض لخطر الاصابة بمرض ما. وفي مثال على ذلك لتأكيد الفكرة، يحتوي النظام على مؤشرات الخطر العالمية التي تنذر بقرب حدوث ازمة قلبية، وما ان يتم ادخال نتائج الفحوصات الطبية والتشخيصية الى البرنامج النظام، يتم تنبيه الطبيب بأن هذا المريض معرض للخطر. 

هذا النوع من التقنيات الحديثة في المختبرات الطبية الرقمية تعمل على تحليل المعلومات المتعلقة بالفحوصات التشخيصية التي أجراها المريض من صور واختبارات دم وتحاليل اخرى والتي تم ادخالها الى سجلها الالكتروني ليتم على أساسها تنبيه المريض ما إذا كان هناك خطر محدق به أم أن فحوصاتها سليمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى