أمراض وعلاجاتكورونا

مكافحة السمنة… أولى الخطوات للسيطرة على مضاعفات فيروس كورونا

 مكافحة السمنة… 

أولى الخطوات للسيطرة على مضاعفات فيروس كورونا

برامج سلوكية لمكافحة السمنة والحد من مضاعفتها 

في ظل التحذيرات العالمية التي تربط بين السمنة وزيادة مضاعفات فيروس كورونا المستجد Covid-19، بدأت الحكومات والجهات الصحية بإطلاق حملات توعية حول أهمية مكافحة السمنة والوزن الزائد. فقد تبيّن أن من يعاني من السمنة هو عرضة للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا أكثر مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه المشكلة. 

إن وضع برامج للسيطرة على الوزن الزائد ومكافحة السمنة عبر تغيير نمط الحياة هو السبيل الوحيد لعلاج مرض السمنة؛ ويتم ذلك بالدرجة الأولى من خلال تحسين عادات الطعام من حيث الكمية والنوعية وكذلك سرعة تناوله، إلى جانب زيادة النشاط الرياضي.

السمنة ومضاعفات فيروس كورونا المستجد

الدراسات في هذا المجال تشير إلى أن الجهاز المناعي للمرضى الذين يعانون من السمنة يحتاج للعمل بشكل مضاعف عند إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج مضادات مناعية بشكل أكبر ما يتسبب في حدوث التهابات في الخلايا. 

ولأن فيروس كورونا يهاجم الجهاز التنفسي، خصوصا الرئتين، فإن السمنة تزيد من صعوبة توسيع الحجاب الحاجز والرئتين وإستنشاق الأوكسجين، ما يحرم الأعضاء من الأوكسجين. هؤلاء المرضى يواجهون كذلك صعوبات في تقبل الجرعات الدوائية المقدمة في العناية المركزة والتجاوب مع أجهزة التنفس الصناعي أكثر من غيرهم. كما أن السمنة هي بمثابة علامة على وجود عدد من المشاكل الصحية لأنها تؤثر على أعضاء الجسم وتجعل كفاءتها أقل في مواجهة الأمراض. لذا ، فإن أحد أسباب بطء شفاء الشخص البدين من مضاعفات فيروس كورونا COVID-19 هو أنه يعاني في معظم الحالات من ضعف في الصحة العامة. فالأدلة باتت واضحة حول ما تسببه السمنة من خطر أكبر للإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى التي تهدد الحياة؛ في المقابل، فقدان الوزن يمكن أن يحقق فوائد صحية عدة وقد أضيف إلى تلك الفوائد الحماية من المخاطر الصحية لكوفيد – 19. وفي تفسير علمي أيضا، يمكن للخلايا الدهنية أن تحد من توافر الخلايا المناعية الحيوية حول الجسم لمحاربة الفيروس، أو ربما تسبب السمنة إستجابة الجسم المناعية بشكل مفرط، والمعروف باسم عاصفة السيتوكين، والتي يعتقد أنها تلعب دورا مهما في وفيات فيروس كورونا. معظم المرضى الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم BMI 40 وما فوق يعانون من صعوبات في التنفس مع زيادة الوزن ما يجعل من الصعب على الحجاب الحاجز والرئتين توسيع واستنشاق الأوكسجين.

عند نقص الأوكسجين، ستبدأ الأعضاء في الفشل، وهو ما قد يفسر سبب إصابة أولئك الذين يعانون من السمنة بأعراض أكثر حدة إذا أصيبوا بـCovid-19، مقارنة بشخص يتمتع بوزن صحي. كما تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للمعاناة من مضاعفات خطيرة؛ فالجهاز المناعي لدى هذه الفئة يتأثر بشكل مستمر أثناء محاولته حماية وإصلاح الضرر الذي يسببه الالتهاب للخلايا، ما يجعل نظامهم الدفاعي ضعيف أمام أي عدوى جديدة قد يتعرضون لها، مثل كوفيد- 19. إن أصحاب الوزن الزائد هم عرضة لتعقيدات خطيرة مقارنة بأصحاب الأوزان الطبيعية. ومن المعروف أن مرضى السّمنة المفرطة يعانون في الغالب من الإلتهابات المزمنة، الأمر الذي يجعل جهازهم المناعي متعبا نظرا لمحاولاته الحثيثة على حماية الضّرر الذي تسببه الإلتهابات لخلايا الجسم، فضلا عن استخدام طاقة الجسم المناعية كافة لمحاربة الالتهابات ما يجعل قدرة الجسم الدفاعية ضد المرض الجديد ضعيفة.

مم يتسبب في ضعف الجهاز المناعي لمن يعاني من السمنة المفرطة أيضا ميلهم لاتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة ضئيلة جدا من الألياف ومضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضراوات، وهي التي تحافظ على صحة الجهاز المناعي.

برامج للسيطرة على السمنة

السمنة هي تراكم للدهون بشكل مفرط في أماكن مختلفة من الجسم ما يتسبب بالضرر البالغ بصحة الفرد؛ إختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها هو السبب الرئيسي للسمنة وإكتساب الوزن.  السمنة هي مرض يكثر إنتشاره في الوقت الراهن بسبب العادات الغذائية السيئة وقلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم. 

مكافحة السمنة وخسارة الوزن الزائد هي السبيل للوقاية من مضاعفات فيروس كورونا المستجد الخطيرة، إلى جانب الكثير من الأمراض والمضاعفات الأخرى التي بتنا نعرفها. الخطوة الأولى تكون بتغيير العادات الغذائية السيئة وممارسة النشاط البدني. ومن ثم يأتي دور الشخص في الموازنة بين الطاقة التي يحصل عليها من الطعام وتلك التي يبذلها في الرياضة أو النشاط البدني اليومي وهو أمر ضروري في عملية ادارة الوزن؛ ويكون ذلك باتّباع نظام غذائي صحي يتناسب مع جنس المريض وعمره ووزنه ونوعية النشاط الذي يقوم به، واتباع برنامج منظم للنشاط والتمارين الرياضية على الأقل ثلاث مرات أسبوعياً، بعد استشارة الطبيب المعالج.

بالنسبة للغذاء، من الخطوات الواجب اتباعها لتجنب السمنة:

  • الإمتناع عن تناول الوجبات السريعة واستبداله بالطعام الصحي مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقول واللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان والأسماك والدواجن.
  • إختيار الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية بدلاً من الطعام الغني بالسعرات الحرارية العالية، والإبتعاد عن الدهون غير المشبعة والأطعمة السكرية والمشروبات الغازية والأطعمة المصنّعة. 
  • الحد قدر الإمكان من تناول الحبوب المكررة واللحوم الحمراء والبطاطا واستبدالها بالفواكه الكاملة بدلاً من عصائر الفاكهة.
  • تجنب تناول الطعام خارج المنزل، معظم الأطعمة من الخارج تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية وهي مليئة بالدهون المشبعة والدهون غير المشبعة وهما الأساس في إكتساب الوزن. 
  • الحرص على تناول وجبة الإفطار في وقت مبكر وعدم تأخيرها كونها أهم الوجبات اليومية، ويجب أن تحتوي على غذاء متوازن يوفر الطاقة والراحة طوال اليوم.
  • عند تناول الطعام، يجب إبقاء الهاتف بعيدا وعدم تناول الطعام أمام التلفزيون بهدف التركيز على الوجبة.
  • إحتساب السعرات الحرارية في كل وجبة وتجنب الأكل العاطفي قدر الإمكان والسعي للسيطرة على ذلك.

التمارين الرياضية من الأمور المهمة التي تساعد على الوقاية من السمنة، حتى إن كان لديه خطر وراثي للإصابة بها بشرط أن تكون منتظمة، بحيث تسهم في تخفيف التأثير العام للجينات المسببة للسمنة على أربعة مقاييس، وهي مؤشر كتلة الجسم ودهون الجسم ومحيط الخصر والأرداف. في المقابل، فإن للرياضة دور في الموازاة بين السعرات الحرارية التي نتناولها وتلك التي نتخلص منها؛ بمعنى آخر، تسهم التمارين الرياضية بتحقيق التوازن بين عدد الوحدات الحرارية التي نتناولها مع عدد تلك التي نحرقها. وعليه، للتخلّص من الوزن الزائد يجب أن يزيد عدد الوحدات الحرارية التي نحرقها على عدد تلك التي نتناولها. وبما أنّ ممارسة الرياضة تستلزم حرق الوحدات الحرارية، فمن البديهي أن تعتبر عاملاً مساعداً على إنجاح هذه المعادلة.  

لكن هناك بعض الأسس لممارسة الرياضة والتحكم بالوزن وهي:

  • القيام بالفحص الطبي للتأكد من إمكانية ممارسة التمارين الرياضية.
  • البدء بممارسة الرياضة والتدرج في تنفيذ البرامج التدريبية بحيث تكون عدد مرات التدريب الأسبوعية من (3-5) وتتراوح فترة التدريب من (15-60) دقيقة.
  • ضرورة  البدء بالإحماء والإنتهاء بالتهدئة.
  • تنظيم مواعيد الرياضة قدر الإمكان والحرص على عدم الإنقطاع.
  • ضرورة إرتداء الملابس الملائمة والمريحة.

إذن، استراتيجية مكافحة السمنة يجب أن تكون بداية باتباع حمية غذائية مدروسة بحسب حالة الشخص الصحية والكيلوغرامات التي يجب أن يفقدها ويقوم بذلك اخصائي التغذية بعد احتساب مؤشر كتلة الجسم ومعرفة ما اذا كان يعاني من أي مرض مزمن أو مشكلة صحية ما. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى