كورونامقالات طبية

هل يصبح لقاح كوفيد- 19 جواز السفر الجديد؟

بوابة العبور والأمان 

هل يصبح لقاح كوفيد-  19 جواز السفر الجديد؟

مع إنطلاق حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد الذي أنهك العالم وشلّ حركة السفر العالمية، يرى البعض أن اللقاح هو السبيل للعودة إلى الحياة الطبيعية واستئناف السفر بشكل طبيعي. فبعد مرور حوالى عام على إنتشار الجائحة والمكوث لأشهر في الحجر المنزلي، يأمل الكثير من الناس في العودة إلى حياتهم الطبيعية والتي ستكون مشروطة بتلقي اللقاح الذي سيكون بوابة العبور نحو الخارج.

لقاح كورونا إذن بات اليوم بمثابة الأمل الوحيد للعودة إلى الحياة الطبيعية إذ لا يبدو أن العالم سيتخلص من هذا الفيروس العابر للحدود إلا باللقاح، الأمر الذي طرح فكرة “جواز سفر لقاح كورونا” بمعنى أن من يحصل على اللقاح سيكون بمقدوره السفر بحريّة، وهو ما يتم العمل عليه من قبل بعض الحكومات حول العالم وشركات الطيران وكذلك الشركات المصنّعة للقاحات حيث يتم البحث حول إمكانية استخدام “جوازات سفر لقاح كورونا” كوسيلة لإعادة عجلة الحياة الاقتصادية والسياحية من خلال تحديد من يتمتعون بالحماية من فيروس كورونا. وفي الواقع، بدأت بعض الدول العربية بإصدار جوازات صحية، كما أعلن الإتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” عن إطلاق “جواز سفر كورونا” IATA Travel Pass على أن ييتم البدء بتطبيقه قريباً، حيث يوفر حلاً عالميًا موحدًا للتحقق من صحة كلّ لوائح الدول المتعلقة بمتطلبات سفر الركاب COVID-19 والمصادقة عليها.

المفوضية الأوروبية تتجه إلى إعتماد “ إصدار الشهادات اللقاحية” حيث تولي قطاعات حيوية مثل السياحة والسياحة العلاجية إهتماماً خاصاً بأي وسيلة للتحقق على وجه السرعة ممن يتمتع بالحماية من الفيروس، ما من شأنه أن يحث بعض الدول على المطالبة بشهادات تطعيم ضد “كوفيد- 19” للمساعدة في فتح حدودها. كما اتفق زعماء الإتحاد الأوروبي على العمل لإصدار شهادات تطعيم من أجل تنشيط السياحة هذا الصيف.

جواز سفر صحي في دول الخليج

لجأت معظم دول الخليج إلى إصدار “جواز سفر صحي” للمواطنين والمقيمين على أرضها ممن تلقوا اللقاح ضد الوباء، بهدف تأمين السفر وجعله أكثر سلامة في خطوة منها للسيطرة على إنتشار الفيروس. كما تتجه العديد من خطوط الطيران الدولية لفرض حصول المسافرين على شهادة بتلقيهم لقاح كورونا لتكون شرطاً أساسياً للسفر في الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن تطلب العديد من الدول تقديم المسافرين شهادات اللقاح لدخول حدودها، لتصبح شهادة اللقاح قاعدة جديدة من قواعد السفر في العالم.

دولة قطر من الدول السبّاقة في إصدار شهادة التطعيم وإبرازها يعتبر شرطاً أساسياً لركوب الطائرة، كما تسعى الخطوط القطرية لتطبيق جواز السفر الرقمي وهو تطبيق على الهواتف المحمولة يوفر تحديثات عن المعلومات المتعلقة بلوائح الصحة الخاصة بكورونا، ما من شأنه أن يساعد المسافرين على التأكد من استيفائهم لأحدث متطلبات الدخول للبلد الذي يسافرون إليه. 

ولعل ما قامت به الناقلة الوطنية في قطر  من جهود حثيثة خلال فترة كورونا جعلتها تحصل على لقب أول شركة طيران عالمية تحصل على تصنيف 5 نجوم في “تدقيق تدابير السلامة الخاصة بكورونا على مستوى شركات الطيران” من شركة سكاي تراكس (Skytrax) بعد أن أثبتت مدى فعالية وصرامة معايير وإجراءات السلامة والتعقيم المتعلقة بكورونا التي تطبقها الناقلة القطرية، من نقطة تسجيل الوصول في المطار وحتى تجربة المسافرين على متن الطائرة.

في الإمارات، أعلنت “مجموعة الإتحاد للطيران” و”شركة طيران الإمارات”، تعاونهما مع الإتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لاستخدام تطبيق هاتفي يساعد على تحميل ومشاركة المعلومات حول فحوصات ولقاح كوفيد- 19. التطبيق عبارة عن “جواز سفر رقمي” صحي يتيح للمسافرين مشاركة بياناتهم مع شركات السفر والسلطات المعنية من أجل تسهيل حركة سفرهم وتنقّلهم بين الدول ولدى شركات الطيران. كما يسمح لهم بالتحقق من أن إختبار ما قبل السفر الخاص بفيروس كورونا المستجد أو التطعيم يفي بمتطلبات وجهاتهم.

المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول الخليجية التي دشّنت جواز السفر الصحي لكل من تلقى الجرعة الثانية من لقاح كورونا. وكانت وزارة الصحة السعودية برئاسة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، وبالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الإصطناعي “سدايا”، قد أطلقت خدمة الجواز الصحي عبر تطبيق “توكلنا”، والتي تمكّن المسافرين الذين حصلوا على الجرعات الكاملة من اللقاح من إنهاء إجراءات السفر بأسرع وقت، كما أنها تتيح للسلطات الصحية بالمطارات الأخرى حول العالم التأكد من تلقي المسافر جرعات تطعيم اللقاح وأنه محصن ضد الإصابة بفيروس كورونا.

بدورها، أطلقت مملكة البحرين “جواز سفر رقمي” لمن تلقى اللقاح الواقي من مرض كوفيد- 19 الناتج عن فيروس كورونا المستجد، لتصبح بذلك واحدة من أوائل الدول التي تتخذ هذه الخطوة. يعرض تطبيق (بي أوير) البحريني علامة خضراء بجانب شهادة رسمية تبين إسم الشخص الذي تلقى التطعيم وتاريخ ميلاده وجنسيته واللقاح الذي حصل عليه، حيث يتعيّن أن يكون مستخدمو التطبيق قد تلقوا الجرعتين بفارق 21 يوما بينهما ثم الإنتظار أسبوعين لظهور الأجسام المضادة؛ كما يمكن للسلطات التحقق من صحة ذلك من خلال مسح بالرمز الكودي (كيو.آر) متصل بالسجل الوطني للقاحات.

في دولة الكويت كذلك الأمر، حيث أعلن وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح أنه سيتم منح شهادة تطعيم خاصة تحتوي على معلومات تؤكد الحصول على اللقاح لمن يتلقى الجرعة الثانية، مؤكداً أنها ستستخدم كجواز سفر في المطارات التي تطلبها.

IATA Travel Pass

وفي هذا الإطار، يستعد الإتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” لإطلاق تطبيق جديد لمساعدة المسافرين على تخزين وإدارة شهادات فحوصات ولقاحات “كوفيد- 19”، حيث يأمل الإتحاد بأن يكون تطبيق الهاتف المحمول المجاني هو المفتاح لإعادة فتح الحدود وإعادة العالم للطيران مرة أخرى، من دون الحاجة إلى إجراء الحجر الصحي.

وكان الإتحاد الدولي للنقل الجوي قد أعلن أنه في المراحل الأخيرة لتطوير “جواز سفر رقمي للقاح” للمسافرين في 290 شركة خطوط جوية يمثلها الإتحاد. وتتيح هذه الوثيقة الصحية الرقمية للمسافرين الحصول على شهادات حول أمور محددة مثل التطعيم ونتائج فحوص فيروس كورونا، ومشاركة هذه المعلومات مع الخطوط الجوية وسلطات الحدود، وسيحمّل المسافرون بياناتهم الصحية المصادق عليها عبر تطبيق جديد من الإتحاد.

وثيقة IATA Travel Pass هي تطبيق على أجهزة الهواتف المحمولة لمساعدة المسافرين على إدارة سفرهم بسهولة وأمان بما يتماشى مع أي متطلبات حكومية لاختبار COVID-19 أو معلومات اللقاح، وتهدف إلى إدارة وتوثيق وضمان التدفق لبيانات الاختبارات واللقاحات بين الدول وشركات الطيران والمسافرين والمختبرات. تعتبر هذه الخطوة هي الأولى في جعل السفر الدولي أثناء الجائحة مريحاً قدر الإمكان لمنح الناس الثقة في أنهم يستوفون جميع متطلبات الحكومات الخاصة بكوفيد- 19للدخول إلى مختلف الدول.  سوف يتيح التسجيل المتكامل لمتطلبات السفر، ضمن تطبيق جواز سفر إياتا، للمسافرين الإطلاع على معلومات دقيقة حول متطلبات السفر والدخول إلى جميع الوجهات بغض النظر عن المكان الذي يسافرون منه. 

كما سيتيح التطبيق للمختبرات المعتمدة ومراكز الفحص إرسال نتائج الفحوصات أو شهادات التطعيم بصورة آمنة إلى المسافرين. وسوف يقوم السجل العالمي، الذي تتولّاه إياتا، بإدارة التدفق الآمن للمعلومات الضرورية وتوفيرها لجميع الجهات ذات الصلة. وثيقة إياتا الإلكترونية للمسافر هي منصة رقمية بمعايير عالمية تتضمن وثيقة صحية تهدف إلى إدارة وتوثيق وضمان التدفق السلس لبيانات الفحوصات الطبية واللقاحات الخاصة بكوفيد- 19 بين الدول وشركات الطيران والمسافرين والمختبرات.

تضم وثيقة إياتا:

  • سجل عالمي للمتطلبات الصحية: يمكّن المسافرين من العثور على معلومات دقيقة تتعلق بالسفر ومتطلبات الإختبار ومتطلبات اللقاح لرحلتهم.
  • سجل عالمي لمراكز الفحص والتطعيم: يمكّن المسافرين من العثور على مراكز الفحص والمختبرات في دولة مغادرتهم والتي تتوافق مع معايير الفحص ومتطلبات التطعيم بحسب معايير بلد الوصول.
  • تطبيقات للمختبرات على الهواتف: يتيح للمختبرات المعتمدة ومراكز الإختبار مشاركة شهادات الفحص والتطعيم بشكل آمن مع الركاب.
  • تطبيقات للسفر على الهواتف: يتيح للمسافرين إنشاء جواز سفر إلكتروني والحصول على شهادات الفحص أو التطعيم والتحقق من أنها كافية لمواصلة رحلتهم، ومشاركة هذه الشهادات مع الجهات المعنية.
  • إن الحصول على الشهادات الرقمية للفحوصات واللقاحات سيسهم في توفير الكثير من الجهد والوقت على المسافرين والحكومات، ومن جهة اخرى سوف يساعد المشغلين في قطاع الطيران على مواجهة آثار الجائحة.IATA Travel Pass من شأنه أن يسهّل على الدول التحقّق من صحة الإختبارات المطلوبة وهوية أولئك الذين يقدمون شهادات تلقيهم اللقاحات في بلدانهم. 

الفكرة ليست جديدة

إن فكرة إشتراط اللقاح للسفر إلى دول معيّنة ليس بالأمر الجديد، ومن الأمثلة على ذلك لقاح الحمى الصفراء الذي يعتبر من متطلبات السفر للعديد من الدول في أفريقيا وأميركا الجنوبية، بحسب تعليمات منظمة الصحة العالمية حيث يوجد قوانين صارمة تمنع دخول أو خروج المسافرين من دون إبراز ما يثبت أخذ اللقاح.

تصدر مراكز التلقيح شهادات تسمى رسمياً «شهادة دولية للتلقيح والطب الوقائي» وهي دفتر أصفر تعترف به منظمة الصحة العالمية؛ ولا يخفى على أحد السفر لأداء فريضة الحج وما تفرضه السلطات السعودية من لقاحات يتم تحديدها بحسب كل بلد.

قد نكون اليوم على أعتاب مرحلة جديدة يتم فيها فرض لقاح كورونا على لائحة اللقاحات الدولية بحيث يتم إصدار شهادات تثبت حصول الفرد على لقاح كورونا قبل صعوده إلى الطائرة تمهيداّ للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى بعد محاصرة فيروس كورونا، لإعادة فتح الاقتصاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى