مقابلات

البروفيسور مروان غصن

مدير مركز السرطان في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال

البروفيسور مروان غصن

“تعاملنا مع مريضات سرطان الثدي بدقة خلال جائحة كورونا”

تحدث البروفيسور مروان غصن، مدير مركز السرطان في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال، عن حملة التوعية حول سرطان الثدي التي تنطلق في شهر أكتوبر\تشرين الأول من كل عام ليثني على أهميتها والدور الذي أحدثته في ربط هذا الشهر بالتوعية، لكنه يأمل في الوقت ذاته أن تبقى مستمرة ولا تكون محصورة بتاريخ معين نظراً لأهمية الكشف المبكر ودوره في نجاح البروتوكولات العلاجية. لكن حملة سرطان الثدي هذا العام تواجه تحدياً مختلفاً عن باقي الأعوام وهو فيروس كورونا والدعوة إلى الإلتزام بالحجر المنزلي والحذر من التوجه إلى مؤسسات الرعاية الصحية والمستشفيات. 

يتناول بروفيسور غصن هذا الموضوع خلال حديثه ليؤكد في البداية أن مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال حرص منذ البداية على اتباع أعلى معايير النظافة والتعقيم حيث يتم القيام بهذه العملية مراراً وتكراراً طوال اليوم إلى جانب الإجراءات الاحترازية التي تضمن عدم إنتقال العدوى بين مرضى العيادات الخارجية أو غرف المرضى أو أي مكان آخر ضمن أروقة المستشفى. بالنسبة للسيدات خلال حملة سرطان الثدي وكيفية حثّهن على إجراء الفحص الدوري في ظل تفشي وباء كورونا، يقول بروفيسور غصن أنه لا بد لنا أن نصنّف النساء إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى تضم السيدات اللواتي لديهن عوامل خطر تستدعي المتابعة الدورية والحثيثة لدى الطبيب المختص ولا يحتمل وضعها أي تأجيل، والمقصود هنا الفئات التالية:

  • السيدة التي لديها تاريخ عائلي في الإصابة بسرطان الثدي لاسيما إصابات من الدرجة الأولى أي الأم أو الأخت.
  • السيدة التي سبق وتعرضت للعلاج الإشعاعي في مرحلة ما من مراحل حياتها لعلاج مشاكل الغدة الدرقية أو غيرها من الحالات.
  • إذا كان تكوين الثدي لدى السيدة فيه تكتلات وهو أمر يزيد من صعوبة الشعور بالكتل خلال الفحص الذاتي أو حتى لدى الطبيب المختص ويستدعي ضرورة إجراء الصور اللازمة.
  • السيدة التي سبق وخضعت لتصوير الماموغرافي والـUltrasound وتبيّن أن هناك كتلة ما تستدعي المتابعة.

هذه الفئة من النساء هن في دائرة الخطورة العالية وعليهن إجراء الفحوصات اللازمة حتى في ظل تفشي الوباء. التوصيات العالمية تؤكد أن هذه الفئة من النساء يتوجب عليها المتابعة الحثيثة مع الطبيب مهما كانت جائحة كورونا عالية الخطورة، يكفي أن تتخذ إجراءات الوقاية اللازمة من إرتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الجسدي والتعقيم المستمر والذهاب إلى المستشفى التي بدورها تقوم بما يلزم لضمان عدم حدوث أي عدوى. بالنسبة للفئة الأقل خطورة من النساء، يضيف بروفيسور غصن، فهي السيدة التي لديها معدل خطورة عادي للإصابة بسرطان الثدي أي فقط لأنها سيدة مثلها مثل كل النساء وهو إحدى عوامل الخطورة حيث يصيب هذا المرض إمرأة من أصل خمسة عشر؛ يقول بروفيسور غصن: “ في مثل هذه الحالات نقول للسيدة أنه في حال كانت خائفة من التوجه إلى المستشفى أو المركز الطبي لإجراء الماموغرافي والـUltrasound فبإمكانها تأجيل ذلك إلى حين إنخفاض وطأة الوباء كإجراء إحتياطي للبقاء في المنازل وعدم الإختلاط خوفاً من إنتقال العدوى”. 

ولكن، ماذا عن مريضات السرطان اللواتي يخضعن لجلسات من العلاج؟

يجيب بروفيسور غصن: “ المؤسسات والجمعيات العلمية والعالمية في سائر دول العالم ونذكر على سبيل المثال:

 American Society of Medical Oncology

 European Society of Medical Oncology Lebanese Society of Medical Oncology Emirates Society of Medical Oncology، 

كلها أصدرت  توصيات تحث أطباء الأورام حول العالم بالتخفيف من زيارات المرضى إلى المستشفيات عبر إدخال بعض التعديلات على بروتوكولات العلاجات وذلك بحسب حالة المريضة عموما وقدرتها على ذلك من دون التأثير على سير المرض ومضاعفاته”.

من الأمثلة على ذلك، في حال كانت مريضة سرطان الثدي تتناول العلاج الفموي في المنزل وتأتي للعيادة لمتابعة حالتها كل أسبوعين فلا مانع من إبعاد الفترة الزمنية إلى شهر وربما أكثر؛ في حالات أخرى إذا كان لدى الطبيب إمكانية الخيار بين العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني بالتأكيد ينبغي إختيار العلاج الهرموني نظراً لما لدى العلاج الكيميائي من دور في تثبيط الجهاز المناعي في وقت هي بأمس الحاجة للحفاظ على قدرة الجهاز المناعي للتصدي لأي فيروس محتمل.

في الحالات التي تستلزم حصول المريضة على جلسات من العلاج الكيميائي ولا مفر من ذلك، يمكننا تقليل زيارات المريضة إلى المستشفى وبدلاً من أن تأتي كل أسبوع أو أسبوعين نختار بروتوكول العلاج الذي يقتضي بإبعاد الفترة الزمنية والمسألة هنا ليست تخفيف كمية العلاج بل تبقى هي ذاتها ولكن يتم توزيعها على عدد مرات أكثر بهدف التخفيف من المضاعفات والآثار الجانبية التي يمكن أن تعاني منها المريضة بعد جلسة العلاج. بالنسبة للعلاجات التي تسهم في زيادة كفاءة الجهاز المناعي والتي غالبا ما تترافق مع العلاجات التي تثبط الجهاز المناعي، فقد بتنا نستعلمها بإسراف مع المريضات للحفاظ على كفاءة الجهاز المناعي. تم كذلك تأجيل العمليات الجراحية متى ما أمكن ذلك، وتأجيل الجلسات الشعاعية لأن الزيارات المتكررة إلى المستشفى والخوف هنا ليس من المستشفى بل من تكرار خروج المريض وخطر إلتقاطه للعدوى.

يؤكد بروفيسور غصن أن هذه الإجرءات هي لضمان سلامة المريض، فقد استمرينا بالتشخيص واخترنا بروتوكولات علاجية تسهم بأقل قدر من التأثير على الجهاز المناعي. أما السيدات اللواتي أنهين رحلتهن العلاجية وشفين من السرطان ويتناولن حبوب الـAnti-hormone أو ربما لا يتناولن أي دواء ويحتجن فقط إلى المتابعة الدورية، قلنا لهن أن يؤجلن الفحص الدوري أو يتوجهن إلى مكان قريب من سكنهن لكي لا يتنقلن كثيراً ولا مانع من متابعة الحالة والإطلاع على الفحوصات عن بُعد وهو ما نجحنا به خلال الأشهر الماضية من تفشي الوباء. 

عن العلاجات والبروتوكولات الجديدة، كان بروفيسور غصن قد شارك إفتراضياً في المؤتمر الأوروبي للأورام European Society of Medical Oncology-ESMA الذي عقد في شهر أيلول\ سبتمبر الماضي. 

من الأمور الجديدة التي تم طرحها خلال المؤتمر، يقول: ”هناك ثلاثة أمور مهمة تم طرحها، الأمر الأول هو دراسات كانت قد صدرت في شهر حزيران \يونيو الماضي ولكن تم تثبيتها خلال المؤتمر تتعلق بدواء جديد مخصص لسرطان الثدي من نوع Triple Negative Breast Cancer الذي لا يستجيب على هرمون الإستروجين ولا البروجسترون ولا  على الجين HER2 الذي يحتاج إلى علاج موجه؛ الدواء الجديد يعطي أملاً كبيراً للنساء المصابات بهذا النوع المعروف عنه أنه مقاوما للعلاجات المتبعة”.

بتابع بروفيسور غصن عرض إنجازات المؤتمر، فقد تم عرض تكملة لدراسات كانت قد بدأت منذ مطلع العام الحالي تتعلق بدواء جديد يعمل على الجين المسمى HER2 وهو علاج مركب يجمع بين العلاج الموجه والعلاج الكيميائي. 

الأمر الثالث والأهم، بحسب بروفيسور غصن، هو دراسة مهمة جداً سيكون لها الأثر الكبير في السنوات المقبلة في محاربة سرطان الثدي والحد من حدوث إنتكاسة جديدة بعد فترة من الزمن وهو ما نضعه في سلم أولوياتنا خلال رحلة العلاج (Adjuvant Treatment) حيث تعطى المريضة علاجاً  هرمونياً للوقاية. 

الدراسة الجديدة تقول إن إحدى الأدوية الموجهة الجديدة التي تعمل على الهرمونات والتي كانت تستخدم فقط عند حدوث إنتكاسة جديدة، يمكن إستعمالها وقائياً للتخفيف من نسبة عودة ظهور المرض في وقت لاحق وذلك بعد إجراء العملية الجراحية. يعتبر هذا الأمر بمثابة إنجاز جديد كونه يخفف من مخاطر حدوث إنتكاسة جديدة بنسبة تصل إلى نحو 25 بالمئة وهي نسبة جيدة جداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى