مقابلات

الدكتور أنطوني معوّض

الأخصائي في طب الأسنان التجميلي الزرع والتخدير

الدكتور أنطوني معوّض

“طبيب الأسنان قادر على اكتشاف بعض الأمراض وعلاجها”

اليوم، بإمكان طبيب الأسنان اكتشاف الكثير من المشاكل الصحية التي لم يكن يدرك المريض وجودها أو ربما يدرك وجودها ولكن لا يعرف أن علاجها يكمن لدى طبيب الأسنان، لعل أبرزها إنقطاع التنفس أثناء النوم الناتج عن ارتخاء المجاري الهوائية أو وجود بعض الأورام التي يمكن اكتشافها أثناء فحص الأسنان، وذلك وفق ما تحدث به الدكتور معوض خلال جلسة حوارية خاصة مع مجلة “المستشفى العربي”. في ما يلي نص الحوار.

هلا حدثتنا بداية عن عيادة طب الأسنان التي قمت بإنشائها؟ ما الذي يميزها؟

قمت بإنشاء عيادة طب الأسنان في العام 2008 في واشنطن العاصمة، وهي أشبه بمركز صحي متكامل للأسنان، تضم أحدث ما توصل إليه طب الأسنان في العالم. لدينا فريق عمل نعمل سويا وفق برتوكولات علاجية تم وضعها من قبل الجمعية الأميركية لطب الأسنان ونطبق أحدث أساليب العلاج. نتميز في هذا المركز بطبيعة الخدمة التي نقدمها حيث تمكّنا من إدخال مفهوم جديد في طب الأسنان؛ فبالإضافة الى وجود فريق من أطباء الأسنان ذو خبرة ومهنية عالية واختصاصات فرعية متنوعة، عمدنا الى اعتماد أسلوب جديد وهو التعرف على التاريخ الطبي للمريض بأدق تفاصيله نظرا لارتباط الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية بطب الأسنان وهو أمر قد يستغربه البعض ولكننا غالبا ما نكتشف بعض المشاكل الصحية في العيادة.

نسأل المريض عما إذا كان يعاني من أمراض مزمنة أو لديه حساسية على دواء ما أو تعرض لمشكلة ما في القلب أو يضع جسما اصطناعيا كالركبة أو الحوض مثلا، وغيرها من الأمور.  

بالإضافة الى ذلك، لدينا فريق عمل متخصص لخدمة العملاء، يتابع مع المريض حالته الصحية بعد خروجه من المركز ويسأله عن أدق التفاصيل. 

هناك لائحة من الأسئلة مخصصة للمرضى عند وصولهم (consent form)، على المريض ان يجيب على جميع الأسئلة ويوقع عليها قبل أي إجراء نقوم به لنتأكد من عدم وجود أي موانع طبية تحول دون تخدير المريض أو إجراء عمل جراحي له أو غيرها.

واليوم، بات لدينا مرضى من سائر أنحاء العالم مثل دول الخليج وأوروبا وعواصم أميركية مختلفة، ما حثّنا على الإستفادة من موقع المركز بالقرب من المطار بحيث لا يحتاج المريض لأكثر من عشر دقائق فنقوم باستقبال المريض وتوفير كل ما يلزم له. كما أن وسائل التواصل الإجتماعي كان لها الدور المهم في تقريب المسافات بيننا وبين المرضى بشكل أننا ننسق معهم كل التفاصيل المطلوبة فيصل المريض فورا الى المركز لنبدأ العمل ونستفيد من الوقت.

من الأمور التي نوفرها كذلك هي طبيب يعمل على مدار الـ24 ساعة، بإمكان المريض الاتصال به في اي وقت يريد او لدى وجود اي حالة طارئة بعد خضوعه لأي إجراء طبي.

نود الإضاءة على أحدث ما توصل اليه طب الأسنان؟ 

في الواقع لقد شهد طب الأسنان تطورات عدة رافقت التطور الحاصل في الطب عموما، ولكن يمكن تحديد تلك التطورات وفق مراحل عدة. المرحلة الأولى كانت مع دخول زراعة الأسنان منذ حوالى ثلاثة عقود حيث شهد هذا المجال الكثير من التطورات إن على صعيد المواد المستخدمة او على صعيد الأساليب المتقدمة المتبعة خلال عمليات الزرع.

المرحلة الثانية من التطور كانت مع دخول التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد وما كان لها من أثر إيجابي في تصوير الأسنان وزراعتها وكذلك في مجال التجميل، حيث من الممكن نقل الصور الى شاشة الكمبيوتر والقيام بالتعديل اللازم لكي يرى المريض كيف ستصبح أسنانه، تماما كما يفعل طبيب التجميل حيث يريد إجراء عملية جراحية وتجميلية ما. وكان لها الأثر في سرعة نقل الملفات الطبية وإرسالها إلى المختبرات بسهولة.

المرحلة الحديثة في مجال طب الأسنان هي التخدير، فلم يعد هناك من داع للخوف من طبيب الأسنان لأنه من الممكن ان يخضع المريض إلى جراحة في الفم أو زراعة الأسنان أو أي إجراء آخر وهو تحت تأثير التخدير، فلا يتذكر ما حدث معه خلال العمل الطبي.

تقويم الأسنان والمشاكل المتعلقة بالفك شهدت بدورها تحولا جذريا؛ لطالما كان التقويم مصدر قلق وإزعاج لكل من يضعه نظرا لما يسببه من ألم وعدم القدرة على تناول الطعام فضلا عن منظرها المزعج في مقدمة الأسنان. 

الجديد في هذا المجال بدأ التداول به في أواخر التسعينات وهو تقويم أسنان متحرك وغير مرئي، لا بل أكثر من ذلك، بإمكان المريض تركيبه وتغييره كل أسبوع من دون العودة الى الطبيب؛ يعود المريض الى العيادة بعد ستة او ثمانية أسابيع ليرى الطبيب النتيجة، وكذلك المريض، من خلال التصوير الطبي؛ التجربة أثبتت أنه في كل اسبوع تتحرك الأسنان حوالى نصف او ربع ملليمتر. 

الطب التجميلي في مجال الأسنان شكّل نقلة نوعية من خلال تطور التقنيات والمواد المستخدمة الى أن بات اليوم تخصصا فرعيا قائما بحد ذاته ضمن اختصاص طب الأسنان. المواد المستخدمة اليوم تخدم المريض لسنوات أطول من دون أن تتسبب بأي مشاكل صحية تذكر، فضلا عن إمكانية السرعة في الأداء أي بجلستين فقط يمكن الحصول على ابتسامة هوليوود. من ضمن الأمور التي أقوم بها في العيادة تركيب الحشوات والتلبيسات التجميلية فوق الأسنان التي تم زرعها (Hybrid Denture over Implants) وذلك في جلسة واحدة.

وما أود التأكيد عليه في هذا المجال هو أن طبيب الأسنان قادر على أن يقدم النصيحة للمريض وإعلامه بما يناسبه ويناسب وجهه بشكل عام لأن الكثير من المرضى ينساقون وراء رغباتهم  ويطلبون ما لا يناسبهم.  كما واننا قبل أي اجراء، سواء طبي او تجميلي، لابد من ان نقوم بفحص شامل للفم واللثة والأسنان بالطرق الحديثة المتوافرة لدينا، ومن ثم نُعلم المريض بما يناسبه.

ذكرت في البداية وجود مشاكل صحية عدة مرتبطة بطب الأسنان. هلا حدثتنا عنها؟ 

إن ارتباط بعض المشاكل الصحية بطب الأسنان كان السبب في ضرورة إطلاعنا على التاريخ الطبي للمريض وسؤاله عن أدق تفاصيل حالته الصحية.

من الأمراض التي يمكن أن تظهر على كرسي طبيب الأسنان لا بل يمكن علاجها أيضا هي انقطاع التنفس أثناء النوم؛ ففي كثير من الأحيان يكون السبب في ذلك هو مشكلة في المجاري الهوائية؛ عند اكتشاف الحالة، نستعين بأخصائي في الأنف والأذن والحنجرة للتأكد من ان انقطاع التنفس أثناء النوم ليس بسبب لحمية في الأنف كما نطلب أخصائي في طب النوم لتشخيص الحالة بدقة، على ان نقوم بعد ذلك بفتح المجاري الهوائية بواسطة جهاز يتوافر لدينا في المركز.

يمكننا كذلك اكتشاف حالات السرطان في الفم لأننا نقوم بفحص خاص لهذه الغاية وهو Oral cancer screening؛ هذا الفحص هو من ضمن الإجراءات الروتينية التي نقوم بها؛ بعض الأحيان يكون الورم بسيطا وناتجا عن التهاب ما أو حالة موضعية سرعان ما تزول بعد اسبوع او اسبوعين من العلاج بواسطة المضادات الحيوية؛ في حال لم تتحسن الحالة عندها نطلب إجراء خزعة وقد نحول المريض الى أخصائي في الأمراض السرطانية. 

بعض أمراض القلب قد تكون على علاقة بالأسنان أيضا، حيث أن بعض أمراض صمامات القلب  قد يكون بسبب البكتيريا الموجودة في الفم والتي يمكن أن تسير عبر الدورة الدموية لتضيق الشرايين؛ في هذه الحالة يعطى المريض مضادات حيوية قبل أي اجراء طبي نقوم به وذلك لمدة أسبوعين. كذلك الأمر بالنسبة للمرضى الذين يضعون ركبة او حوضا إصطناعيا نظرا لأن مادة التيتانيوم الموجودة في هذه المواد قد تسبب في تراكم البكتيريا.

الأمراض المزمنة كالسكري والضغط تعتبر غاية في الاهمية اذ ينبغي ضبطها وإبقاؤها تحت السيطرة، ولا نُخضع المريض للتخدير في حال وجود أي ضرر. بعض المرضى كذلك لديهم مشكلة في تخثر الدم، فنطلب منهم فحص دم لتحديد مستوى التخثر لأن هذه الفئة من المرضى تعاني من صعوبة في توقف الدم.   

وجود طبيب الأسنان بات ضروريا خلال مباريات كرة القدم. ماذا تخبرنا عن هذا المجال؟

طب الأسنان الرياضي يعتبر من الأمور الحديثة التي طرأت على طب الأسنان، وأنا اليوم طبيب الأسنان الخاص لفريق كرة القدم المحلي لواشنطن العاصمة وكذلك للفريق الوطني للرجال والنساء؛ ومن المفترض وجود طبيب أسنان لكل فريق لما لذلك من أهمية في إسعاف اللاعب في حال تعرضه لضربة ما على حنكه او اسنانه ما يستدعي سرعة التدخل للحد من الضرر الذي قد يصيب اللاعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى