مقابلات

تيموثي ب. كرايب

رئيس قسم أمراض الدم والأورام في مستشفى Nationwide Children’s

تيموثي ب. كرايب

دكتور حائز على شهادة الدكتوراه وعضو في الأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال

“أعتقد أنّ العلاجات المناعيّة مثل علاج CAR T-cell  ستفتح مجالاً جديدًا للبحوث الطبيّة”

يُعتبر مستشفى Nationwide Children’s أحد أكبر مستشفيات الأطفال ومعاهد البحوث في الولايات المتحدة وقد صنّفته شركة أخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي (US News & World Report)، الّتي تُعتبر السلطة المعترف بها في تصنيف المستشفيات، بين أفضل عشرة مستشفيات للأطفال في الولايات المتحدة في خلال السنوات الأخيرة، وبالأخصّ قسم سرطان الأطفال، إذ يحتلّ المستشفى المرتبة الثامنة في البلاد. مجلة “المستشفى العربي” أجرت مقابلة مع الدكتور تيموثي ب. كرايب الحائز على شهادة الدكتوراه وعضو في الأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال ورئيس قسم أمراض الدم والأورام.

ما هو علاج CAR T-cell وكيف يمكن استخدامه في معالجة مختلف أنواع سرطان الأطفال؟

تشهد خبراتنا المتعلّقة علاج CAR T-cell في هذه الأثناء تقدّمًا ملحوظًا إذ بدأ هذا العلاج يصبح العلاج المنقذ للكثير من مرضى السرطان.

يُعتبر علاج المستقبلات الخيمرية للخلايا التائية نوعًا من العلاج بالخلايا المناعيّة الذي من المفترض من خلاله أن تحارب الخلايا التائيّة لدى المريض الخلايا السرطانيّة. ولا يقتصر استخدام هذه التكنولوجيا على محاربة مرض السرطان فحسب إذ يُمكن أيضًا من خلالها محاربة عدوى فيروسية أخرى صعبة. 

فسبق وشهدنا حالة أمّ طفل خديج أُصيبت بعدوى فيروسيّة في خلال فترة حملها فنقلتها إلى جنينها، وإذ تعاني الأجنّة نقصاً في المناعة، مَرِضَ الطفل بشدّة. ثمّ تعافت الأمّ إلّا أنّ طفلها نُقل إلى وحدة العناية المركّزة وكانت نسبة فرصة نجاته أقلّ من عشرة في المئة. لذا، عَزَلَ فريقُنا عن الأمّ الخلايا التائيّة الّتي كانت نشيطة ضد الفيروس وأعطاها للوليد، وفي خلال ٢٤ ساعة فُصل الطفل عن جهاز التهوية وتعافى بشكلٍ سريع وعاد إلى المنزل. 

هل يمكن استخدام علاج المستقبلات الخيمرية للخلايا التائية لجميع أنواع السرطان؟

ليس بعد، إذ ما زالت العلاجات المناعيّة محدودة في ما يخصّ محاربة الأورام الصلبة. وقد تلّقينا مؤخّرًا منحة كبيرة للتحقيق في استخدام هذه التقنيّة مع مرضى الأورام الصلبة، ونحن نستخدم في هذه الأثناء نماذج حيوانيّة من المرض لأغراض هذه الدراسة. وأعتقد أنّ العلاجات المناعيّة مثل علاج المستقبلات الخيمرية للخلايا التائّية ستشكّل مجالًا جديدًا للبحوث الطبيّة، ونحن نتطلّع إلى نتائج مبهجة وإنجاز جديد في مجال العلاجات.

كيف يختلف سرطان الأطفال عن سرطان البالغين؟

على عكس العديد من حالات السرطان لدى البالغين، لا ترتبط حالات سرطان الأطفال أو الصغار بأسلوب الحياة وعوامل الخطر البيئية مثل التدخين والسمنة ونقص النشاط. فيعود سبب معظم حالات السرطان لدى البالغين إلى الجينات المحوّرة إذ يحدث تغيير في حمضها النووي نتيجة تعرّضها للعوامل البيئيّة، وتراكم العديد من التغييرات على مرّ الزمن. 

وفي المقابل، تنجم حالات سرطان الأطفال عادةً عن نمو الأنسجة بشكل خاطئ بسبب تغيير في جين منظم رئيسي يؤثّر في التعبير عن المئات أو الآلاف من الجينات الأخرى. 

وأحيانًا ينتقل هذا التغيير في الحمض النووي من الوالدين. وكنّا نعتقد أنّ نسبة الاستعداد الوراثي للسرطان لا تتجاوز العشرة في المئة، ولكن أظهرت الأبحاث الحديثة أنّها قد تكون أعلى.

هل يُعالَج السرطان بالطريقة عينها لدى الأطفال ولدى البالغين؟

عادةً ما نستخدم الكثير من العلاجات المشتركة، ولكنّنا حاليًّا بدأنا نستخدم المزيد والمزيد من العلاجات الموجهة والفريدة لكل مريض في مجال طبّ الأورام للأطفال وأصبحنا نرى نتائج واعدة أكثر. فعادةً، تميل حالات سرطان الأطفال إلى الاستجابة لبعض العلاجات بشكل خاص، وبالأخصّ العلاج الكيميائي. أمّا السبب الآخر الذي يساعدنا على رؤية نتائج أفضل مع الأطفال فهو غياب مشاكل صحيّة إضافيةّ قد يكون البالغون قد اكتسبوها في خلال حياتهم وقد تزداد سوءًا مع علاج السرطان.

هل يجب معالجة الأطفال والبالغين في قسم الأورام عينه؟ ولماذا؟

أعتقد أنّه يجب معالجة الأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان في الأقسام التي تعتني بهم وحدهم. فللمصابين بالسرطان فرصة للإستفادة من علاج يقدّمه المتخصّصون والفرق الطبيّة الذين يتمتّعون بخبرة أوسع ويعرفون الفرق بين سرطان البالغين وسرطان الأطفال. 

ففي هذه المراكز، تجدون مجموعة من علماء النفس والأخصائيين الاجتماعيين وأخصائيي التغذية والمعالجين الفيزيائيين الراغبين في تثقيف المريض وعائلته حول جميع جوانب العلاج. نبلّغ الوالدين ونُثقّفهما باستمرار حول كلّ ما نقوم به وحول العلاجات التي نستخدمها، ونمنحهما أيضًا الفرصة لاختبار تجارب سريريّة جديدة. ويجب تثقيفهما حول مخاطر وفوائد أي تجربة طبيّة قبل أن يوافقا على مشاركة أطفالهما.

ما هي مخاطر الإصابة بسرطان ثانوي في خلال مرحلة لاحقة من حياة الأطفال الذين تغلّبوا على السرطان في سنّ مبكر؟

نحن نعلم أنّنا جميعًا في خطر متزايد من الإصابة بالسرطان مع تقدّمنا في السنّ، وأنّ الشخص الذي كان مصابًا بسرطان الأطفال يواجه خطرًا أكبر خاصّةً إذا كان يُعالج بواسطة العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.

لذلك، عند انتهاء العلاج، نقدّم برنامج الصمود لعدّة سنوات متتالية نتابع في خلالها المريض على الأقلّ مرّة في السنة، ليس فقط للحديث عن الآثار الجانبيّة للعلاجات والمخاطر الصحيّة، ولكن أيضًا لمراقبة السرطان الذي قد يظهر من جديد. ويُعتبر الرصد والعلاج المبكر مفتاحًا للصمود لمدّة أطول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى