مقابلات

نوبار أفيان

رئيس‭ ‬شركة‭ ‬“موديرنا”

نوبار أفيان

“أنتمي إلى عائلة مهاجرة، مثل العديد من المخترعين. أعتقد أّنّ الهجرة والابتكار مترابطان ترابطًا وثيقًا “

أجرى المقابلة: أوليفييه أومهوني وزينة طراد

بعد أن تمكّن من الاتصال بشركته Flagship Pioneering التي أسّست شركة موديرنا، يتذكّر رئيسها نوبار أفيان مسيرته المهنية كمهندس كيميائي حيوي، التي دفعته طوال ثلاثين عامًا لتكريس حياته لابتكار الاختراعات وتحويلها إلى أعمال تجارية مُجدية. وهكذا أنشأ خمسين شركة وقدّم مائة براءة اختراع!

ومنذ شباط / فبراير، أعلنت موديرنا أنّها طوّرت نوعًا جديدًا مبتكرًا من اللقاح ضد كوفيد-19 لم يتم نشره على البشر وهو لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال. تتكوّن هذه التقنية من إعطاء جزيء قادر على جعل خلايا المريض تنتج الأدوية الخاصة بها.

هل mRNA-1273 الذي طوّرته شركة موديرنا، من خلال المختبر الذي شاركت في تأسيسه، هو اللقاح المعجزة الذي ينتظره العالم أجمع؟ 

هذا اللقاح فعّال بنسبة 94.5٪ ويوفّر حماية طويلة الأمد لمدة 120 يومًا، وفقًا لدراسة نشرناها للتو. وهي نتيجة رائعة. من السهل التعامل مع هذا اللقاح مقارنة مع اللقاحات الأخرى. يمكن الاحتفاظ بلقاحنا لمدة يوم واحد في درجة حرارة الغرفة، وثلاثين يومًا في الثلاجة، وستة أشهر في -20 درجة مئوية، بينما يتطلّب لقاح فايزر -70 درجة حرارة تخزين. وفيما يمكن حقن لقاحنا مباشرة، يحتاج لقاح فايزر إلى تخفيف قبل الحقن، ممّا يضيّع الوقت ويؤدي إلى حدوث الأخطاء.

مع ذلك، أظهرت دراسة علمية حديثة أنّ شدة الآثار الجانبية (التعب، والصداع، والقشعريرة) تزداد مع الحقنة الثانية. هل يدعو هذا الأمر إلى القلق؟

 لا، هذا رد فعل شائع لجميع اللقاحات. ومن بين 30000 مريض تم اختبارهم، لم نشهد أي آثار جانبية خطيرة.

أنت أحد مبتكري هذا اللقاح الذي تم تطويره في وقت قياسي. كيف أنجزت ذلك؟

أنا مهندس كيميائي حيوي، وعلى مدى ثلاثين عامًا، كرّست حياتي للابتكار وتحويل الاختراعات إلى أعمال تجارية مُجدية. وهكذا أنشأت خمسين شركة وقدمت مائة براءة اختراع. جعلتني هذه التجربة أدرك أنه خلافًا للاعتقاد السائد، فإنّ ريادة الأعمال ليست ارتجالًا. هناك نقاط مشتركة من مشروع إلى آخر وهناك أيضًا قواعد يجب اتباعها. لذلك، قمت بإنشاء شركة الاستثمار Flagship Pioneering التي أسّست شركة موديرنا.

كيف تشرع في ابتكار مفاهيم جديدة؟

بدلاً من التساؤل عمّا يمكن تحقيقه بالعلوم الموجودة، أطرح السؤال: “ماذا لو؟ (“وإذا كان ذلك ممكنًا؟) أنا أعتمد على الخيال. فالاختراع عملية حيث يؤدي سؤالاً إلى سؤال آخر.

ما هي الفكرة وراء شركة موديرنا؟

كان الأمر يتعلق بإيجاد طريقة لحقن جزيء في جسم الإنسان يجعل خلايا المريض تنتج الأدوية الخاصة بها بدلاً من إعطاء دواء أو لقاح يساعدهم على الشفاء. هذا نهج ثوري، يتعارض مع الأفكار الراسخة في العالم العلمي في عام 2010، ويتعارض أيضًا مع تدريبي كعالم الكيمياء الحيوية الذي تتمثل مهمّته الرئيسية في إنشاء بروتينات لعلاج الناس. في هذه الحالة، ليست هناك حاجة لإنشاء بروتينات لأنّ جسم الإنسان هو الذي يصنعها، يحفّزه الحمض النووي الريبوزي المراسل. ومجرّد طرح السؤال على أنفسنا عمّا إذا كانت هذه الطريقة قابلة للتطبيق دفعنا إلى طرح العديد من الأسئلة ذات الصلة. ففكّرنا: “حسنًا، إذا أردنا القيام بذلك، فعلينا حقن جزيئات قادرة على حمل المعلومات.” ويندرج الحمض النووي أو الحمض النووي الريبوزي المراسل ضمن هذه الفئة. ولم يكن يهمّنا الحمض النووي، الذي كان مستخدمًا بالفعل في العلاج الجيني، بدرجات نجاح متفاوتة. من ناحية أخرى، لم يتم أبدًا استخدام الحمض النووي الريبوزي المرسال لإنتاج الأدوية أو اللقاحات، على حد علمنا؛ ببساطة لأنه عند حقنها في كائن حي، يتم رفضها من قبل الخلايا، كما لو كان فيروسًا. لذلك في 2010-2011، بحثنا ووجدنا طريقة للتغلب على تلك العقبة. لذلك أنشأنا بروتوكولًا سمح لنا بتصميم لقاح كوفيد-19 بعد تسع سنوات.

هل قام أحدهم قبلك بطرح هذا السؤال؟

لم يأتني أحد لطرح هذه الفكرة. عرضتها على البروفيسور بوب لانجر (خبير التكنولوجيا الحيوية، ملاحظة المحرّر)، الذي أجريت معه الكثير من المناقشات. وعلمت لاحقًا أنّGenentech ، وهي شركة محترمة جدًا، قامت بالتجربة سابقًا وفشلت. لكن العلم تقدّم: وتمكّن ديريك روسي، وهو أستاذ بجامعة هارفارد، والذي عمل على الخلايا الجذعية، من دمج مختبري للحمض النووي الريبوزي المرسال. لذلك قلت لنفسي أنه يمكن القيام بالأمر نفسه في جسم الإنسان.

متى اكتشفت لأوّل مرّة موهبتك كمخترع ثم اعتمادها كمهنة؟

لطالما كنت مهتمًا بالعلوم. عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، كنت أحلم بأميركا وسمعت عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث قمت بإكمال الدكتوراه. لكني أنتمي إلى عائلة مهاجرة، مثل العديد من المخترعين. أعتقد أّنّ الهجرة والابتكار مترابطان ترابطًا وثيقًا. في كلتا الحالتين، العملية هي نفسها: الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك.

كيف سارت الأمور معك؟

عاشت ثلاثة أجيال من عائلتي في المنفى. اضطر أجدادي الأرمن إلى الفرار من تركيا إلى بلغاريا، وهي دولة مجاورة كانوا يعرفونها. وُلِد والدي هناك، ولكن ظهرت الشيوعية، فاضطر إلى الانتقال إلى اليونان ثم إلى لبنان، حيث لم يسبق أن وطئت قدمه أبدًا. كان مهندسًا معماريًا، ولكن كان عليه إعادة اكتشاف نفسه في مجال الأعمال فنشط في قطاع استيراد وتصدير البلاستيك في بيروت حيث ولدت أنا. كانت أعماله تسير على ما يرام، لكنه اضطر إلى الفرار من الحرب الأهلية. كنت في الثالثة عشرة من عمري والأصغر في العائلة المكوّنة من ثلاثة أبناء. استقرينا في مونتريال واليوم أنا مواطن أميركي. زوجتي آنا سويدية وهي أيضًا عالمة كيمياء حيوية.

كيف أصبحت رائد أعمال؟

تماما عن طريق الصدفة. عندما بدأت الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بعد التخرّج من جامعة ماكجيل في مونتريال، لم يكن لدي أي فكرة عمّا كنت سأفعله في حياتي. ثم فكّرت في أن أصبح موظف مختبر. لكن ذات يوم في عام 1985، ذهبت إلى مؤتمر في واشنطن حول القدرة التنافسية تجاه اليابان، والتي كان يُعتقد في ذلك الوقت أنها تشكل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة. وفي وقت الغداء، كان جاري على الطاولة رجلاً لطيفًا للغاية وهو في سنّ والدي. أخبرني أنه في الثلاثينات من القرن الماضي، ابتكر إحدى أولى راسمات الذبذبات. ثم أخبرني أنّ اسمه ديفيد باكارد. لم يكن لدي أي فكرة أنه كان بالفعل المؤسس المشارك لشركة التكنولوجيا العملاقة هوليت-باكارد. بقينا معًا وتحدثنا لمدة ساعة بعد المؤتمر. وأخبرني أنه عندما كان طالبًا، كان جزءًا من جيل جديد من المهندسين، “مهندسو الإلكترونيات”. كان عمري 23 عامًا وكنت طالبًا في تخصّص هندسي جديد وهو الكيمياء الحيوية، لذلك سألته أخيرًا كيف بدأ، وكيف عرف نوع المنتج الذي سيبدأ به. فأجاب: “لا يهم المنتج الذي تختاره، الأهم هو أن تبدأ وتتعلم وأنت تمضي قدمًا.” بهذه البساطة. لن أنسى هذه النصيحة أبدًا. بعد ذلك، ذهبت لرؤية عالم الإجتماع للشركات، البروفيسور إد روبرتس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والذي حذّرني، “لا يمكنك أن تخطط فتصبح رائد أعمال،  فأنت إمّا تكون رائد أعمال أم لا.” أعتقد أنني كنت كذلك، لأنني في نهاية دراستي للدكتوراه، اتّبعت مثال هوليت-باكارد وأنشأت شركتي الأولى المتخصّصة في إنشاء أدوات للمهندسين في تخصّصي وهو الكيمياء الحيوية.

وبعد 25 عامًا، قمت بإنشاء شركة موديرنا، والتي أنت رئيس مجلس إدارتها. متى ثبُت لكَ نجاح هذا النهج؟ 

في عام 2011 عملنا على حقن الحمض النووي الريبوزي المرسال في فأر، والذي صنع البروتين الذي نريده بالضبط عن طريق التفاعل. كنت متحمّسًا عندما تلقيت النتائج، وما زالت زوجتي تتناقش معي حول هذا الموضوع. بالنسبة إلي، كان هذا دليلًا قاطعًا على صحة نهجنا. وحينها قمت بتوظيف ستيفان بانسل، وهو فرنسي.

لماذا هو؟

لقد كان باحثًا عن الكفاءات، أعطاني اسمه عندما كنت أبحث عن مدير لإحدى شركاتي، BG Medicine، المتخصّصة في التشخيص الطبي. كان ستيفان حينها رئيسًا لمختبرBioMerieux ، وهو المختبر الفرنسي الذي تم نقل مقرّه للتو إلى كامبريدج، ماساتشوستس، بجوار مقرّنا. إنه رجل رائع، وتوّاق لمعرفة كل شيء، وقائد متحمس للغاية، كما أنّه مهتمّ جدًا ببدء عمل تجاري. فمع الإحتفاظ بوظيفته، أصبح مديرًا ثم رئيس مجلس إدارة شركة BG Medicine. إنه عالم كيمياء حيوية مثلي وكان أحد أساتذته صديقًا وزميلًا لي في الصف. كانت تجمعنا الكثير من القواسم المشتركة. عرضت عليه أن ينضم إلي، وكان مترددًا إلى أن أخبرته عن مشروعي LS-18، وهو الإسم الرمزي لشركة موديرنا. LS لعلوم الحياة و18 لأنه كان المشروع الثامن عشر من هذا النوع الذي أطلقته.

لم يكن من السهل حثه على ترك اسم كبير في الصيدلية الفرنسية التي يعمل بها 6000 شخص، للإنضمام إلى مشروع ناشئ غير معروف تمامًا، بميزانية صغيرة تبلغ مليوني دولار وبدون موقع إلكتروني.

بالفعل، ما زلت أتذكر ذلك كما لو كان تمامًا بالأمس: اتصلت به بينما كان يسير عبر جسر لونجفيلو، وهو الجسر الشهير الذي يربط بين بوسطن وكامبريدج على نهر تشارلز، وأخبرته: “أنا أعمل على مشروع مجنون، والذي يمكن أن يصبح مماثلًا لشركة آبل في مجال التكنولوجيا الحيوية.” إلا أنه لم يكن لدي أية تفاصيل محددة لأخبره بها. فأجاب قائلاً: “لن تنجح أبدًا”، لكنني شعرت أنّه كان مهتمًا. ولاحقًا، أخبرتني زوجته بريندا أنه عندما عاد إلى المنزل في تلك الليلة، كان منزعجًا جدًا لأنني كنت على حق. كنت أعمل بكل الوسائل لإقناعه. قلت له مقولة قديمة: “إذا لم ترمِ الكرة، لا يمكنك تسجيل هدف”. يمكن تطبيق تقنية الحمض النووي الريبوزي المراسل على أي مرض مثل السرطان، الزهايمر، فيروس نقص المناعة البشرية… إنّ الحمض النووي الريبوزي المراسل هو جُزيء يحمل المعلومات. إذا نجح في الوصول إلى جسم الإنسان، فما من شيء يمكن إيقافه. إذا نجحت التكنولوجيا، فسيكون هناك بالفعل ما قبل وبعد في مجال الطب. وقد شعر ستيفان بأنه سيلوم نفسه إلى الأبد إذا أضاع هذه الفرصة، لذلك انضم إلي.

هل كانت بدايات موديرنا صعبة؟

سأكون كاذبًا إذا قلت لك أننا كنّا نعاني من نقص المال. فقد استثمرنا في البداية مليوني دولار، وهذا ليس مبلغًا كبيرًا، لكننا علمنا بأنه يمكننا زيادته بمنتهى السهولة، وهو ما تمكنّا من تحقيقه بسرعة. شكك العديد من الخبراء بنا لكننا لم نشكّ قطعا بأنفسنا.

اليوم لم تحقّق موديرنا ربحًا ولم تنتج أي دواء. كيف قام ظهور كوفيد بتغيير اللعبة بالنسبة لك؟

عندما جاءت أوّل الأخبار المقلقة من ووهان، الصين، كنّا نعمل على خطط أخرى. كان هناك نقاش داخل موديرنا: فكان البعض ضدّ فكرة إيجاد لقاح ضدّ كوفيد. ولكن ذات مساء من شهر يناير، تلقيت مكالمة هاتفية غير عادية من ستيفان. كان حينها في منتدى دافوس، حيث انزعج من كثرة الأسئلة حول هذا الموضوع. كانت مكالمات ستيفان تسبقها دائمًا رسائل نصية. فعندما رأيت رقمه على هاتفي، بينما كنت أحتفل بعيد ميلاد ابنتي، كانت الساعة الثالثة صباحًا في سويسرا حيث كان موجودًا وشعرت بالقلق. في الواقع، كان حريصًا جدًا على الدخول في سباق اللقاحات، وأراد التحدث معي بهذا الشأن. تعمل تقنية الحمض النووي الريبوزي المراسل في جميع المجالات، فلماذا ليس الأمر كذلك في ما يتعلّق بكوفيد؟ فاتفقنا: يجب أن نواصل ذلك وستكون فرصة لإظهار فعالية نهجنا وخاصة سرعته. واعتبارًا من 11 يناير، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الصين جينوم الفيروس، لم يستغرق الأمر سوى بضعة أيام لإنشاء البروتوكول. وبعد 42 يومًا، اقترحنا قارورة لقاح يتم حقنها في جسم الإنسان، وهو رقم قياسي عالمي وفقًا للدكتور أنتوني فاوتشي. وقد جمعنا أموالاً طائلة من مساهمينا تصل إلى مليار دولار. كما منحتنا السلطات الأميركية الكثير من الأموال. ثم بدأت الاختبارات. كان الأمر مرهقًا ومبهجًا في نفس الوقت. بدأت الفرق بمئة شخص ثم، في النهاية، اختبرت 30 ألف شخص، وكان ذلك إنجازًا. عندما نجحت المرحلة الثالثة، أخبرتني زوجتي أنني كنت متحمسًا مثل اليوم الذي نجحت فيه تجربة الفأرة.

تم “حرق” موديرنا من قِبل لقاح فايزر والذي تم توزيعه بالفعل في إنجلترا منذ الأسبوع الماضي. هل أنت نادم على ذلك؟ 

إطلاقًا، لأنّ الحاجة إلى اللقاحات ستكون ضخمة بحيث سيكون هناك متّسع للجميع. اخترنا التنوّع الذي أخّر مرحلة الاختبار ونحن نتقبّل ذلك بالكامل. بدا من المهم بالنسبة لنا أن يتم تمثيل جميع الفئات السكانية. لقد قمنا أيضًا بتضمين عدد كبير من الأشخاص المختلفين. وعندما أعلنّا ذلك في سبتمبر الماضي، علمنا بأنّ هذا الاختيار سيجعلنا نتخلّف عن المنافسة.

مَبْدئِيَّاً، تطلّب لقاح موديرنا الموافقة عليه في 17 ديسمبر في الولايات المتحدة، ثم في 12 يناير في أوروبا. هل انت متفائل؟ 

أنا دائمًا قلق: التفاؤل والثقة ليسا جزءًا من مصطلحاتي. أعلم أننا فعلنا كل ما في وسعنا للحصول على هذه الموافقات اللازمة. ولا يمكن الحكم مسبقًا على قرار السلطات الإشرافية.

إذا سارت الأمور بشكل جيّد، فسيكون لك الفضل في إنقاذ ملايين الأرواح. هل هو أمر مفاجئ؟

كلا، أنا أقوم بعملي فقط. ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها: عند الحصول على الموافقة، سنحتاج إلى عامين لفهم عملية إدخال اللقاح إلى السوق والتحكّم فيها، فلن يكون لدينا وقت لنتفاجأ.

هل تلقّيت اللقاح؟ هل ستقوم بتلقيح أولادك؟

ليس بعد، لكن سأقوم بذلك بالطبع في أقرب وقت ممكن. لدي ثلاث بنات وابن. ويتطلّع الجميع إلى ذلك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى