مقابلات

الدكتور فوزي الحموري

رئيس جمعية المستشفيات الخاصة في الأردن

الدكتور فوزي الحموري

“بروتوكول صحي لفتح السياحة العلاجية خلال جائحة كورونا”

فرض فيروس كورونا المستجد تغييرات جذرية على مستوى السفر والتنقل من بلد لآخر. في الأردن، تم مؤخرا اعتماد بروتوكول فتح السياحة العلاجية خلال جائحة كورونا حيث تم إطلاق منصّة إلكترونية خاصة والتي ستكون حلقة وصل بين المريض والمستشفى وجمعية المستشفيات الخاصة. رئيس جمعية المستشفيات الخاصة في الأردن الدكتور فوزي الحموري يحدثنا عن هذا البروتوكول الجديد.

ما هي الشروط الصحية الجديدة الواجب اتباعها للسفر؟

بالنسبة للأردن، وضمن الإجراءات التي أقرتها اللجنة الوطنية للأوبئة في الأردن خلال جائحة كورونا المستجد، تم تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة باستثناء الشحن التجاري منذ 17/3/2020 حرصا على سلامة الوضع الوبائي في المملكة ولمنع دخول حالات إصابة بالمرض إلى الأردن. وتم تنظيم رحلات جوية مقننة لنقل أعداد محددة من المواطنين الأردنيين العالقين في الخارج وضمن إجراءات صحية مشددة تتضمن إجراء فحوصات للقادمين ونقل من تثبت إصابته بالمرض إلى المستشفيات الحكومية المخصصة لمعالجة مرضى الكورونا وكذلك نقل القادمين الآخرين إلى فنادق معتمدة لقضاء فترة الحجر فيها والتي تبلغ 14 يوما، ثم يتم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم على أن يلتزموا بقضاء فترة حجر مماثلة. 

كما يتم اتباع إجراءات مماثلة لسائقي الشاحنات الذين يصلون الى الأردن عبر المعابر الحدودية على ان يمضوا فترة حجر مدتها 14 يوما في أماكن مخصصة لإقامتهم في تلك المعابر ثم يتم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم بعد التأكد من خلوهم من المرض على أن يلتزموا بقضاء فترة حجر مماثلة. 

مؤخرا تم اعتماد بروتوكول فتح السياحة العلاجية خلال جائحة كورونا حيث تم إطلاق منصة إلكترونية خاصة والتي ستكون حلقة وصل بين المريض والمستشفى وجمعية المستشفيات الخاصة. ويشترط على المريض ومرافقيه (بحد أقصى مرافقين إثنين) عمل فحص كورونا خلال 72 ساعة قبل الوصول وأن يكون سلبي. وسيتم عمل فحص كورونا للمريض والمرافق فور وصوله للمستشفى ويعاد الفحص بعد أسبوع وبعد أسبوعين. ويشترط الإلتزام بتحميل تطبيق أمان على هواتف المرضى والمرافقين من قبل المستشفى. 

ما هي الخطوات المتبعة منذ ما قبل وصول المريض إلى حين مغادرته؟

ضمن خطة الأردن لاستئناف السياحة العلاجية خلال جائحة كورونا المستجد، وحرصا على سلامة الوضع الوبائي في المملكة والحيلولة دون تفشي هذا الوباء، شاركت جمعية المستشفيات الخاصة في سلسلة إجتماعات مع الوزارات والجهات الحكومية الأخرى المعنية في إعداد خطة ومعايير لاستئناف السياحة العلاجية في المملكة وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الأخيرة بالتركيز على السياحة العلاجية كإحدى الفرص المتاحة في الوقت الراهن. 

تضمنت الخطة بروتوكولا يشمل الترتيبات المتعلقة برحلة القادمين الى الاردن لغايات العلاج وترتيبات دخولهم واستقبالهم ومتابعة الخدمات التي ستقدم لهم وتجهيز منصّة سيتم إدارتها من قبل جمعية المستشفيات الخاصة وسيتم من خلالها ترتيب الاجراءات من لحظة التسجيل في المنصة وحتى مغادرة المريض الوافد ومرافقيه للبلاد. 

كما تتضمن الاجراءات قيام المستشفى المعالج بعمل فحص كورونا للمريض ومرافقيه عند الدخول الى المستشفى للتأكد من عدم اصابتهم بالمرض وذلك حرصا على سلامة كوادر المستشفى ومرضاه ومراجعيه وقبل المباشرة بالإجراءات العلاجية للمريض وتكرار الفحص بعد 7 أيام من الدخول ، وان يقوم المستشفى بإيصال المريض الى المطار أو المعبر الحدودي إذا تقرر خروجه من المستشفى قبل انتهاء مدة الحجر وقرر المريض العودة الى بلاده او قرر الانتقال الى احد الفنادق المعتمدة لاستقبال القادمين من الخارج لقضاء فترة الحجر فيها.

تميزت المملكة الأردنية الهاشمية بالسيطرة على وباء كورونا المستجد من خلال ما قامت به من اجراءات مشددة طوال فترة انتشار الجائحة.

كيف يمكن الاستفادة من هذه الخطوة في الإعداد للبروتوكول العلاجي للمرضى القادمين الى المملكة؟

انطلاقا من نجاح الأردن في السيطرة على مرض كورونا المستجد حيث ساهمت الاجراءات التي تم اتباعها من الجهات الصحية المعنية في منع تفشي المرض وابقاء عدد الاصابات في حدوده الضيقة، فقد نجحت الخطوات والجهود الحثيثة التي بذلتها جمعية المستشفيات الخاصة مع الحكومة من أجل استئناف السياحة العلاجية وذلك وفق ضوابط وشروط تضمن سلامة الوضع الوبائي في المملكة وتكثيف جهود التسويق لهذه السياحة.

وانطلق تحرك جمعية المستشفيات الخاصة بهذا الخصوص من قناعتها بضرورة الاستفادة من نجاح الأردن في مكافحة واحتواء وباء الكورونا، حيث تم عرض هذا الموقف خلال سلسلة اجتماعات مع الجهات الحكومية المعنية وكذلك المجلس الاستشاري للسياسات الاقتصادية.

نجحت الجمعية في إقناع الحكومة بضرورة الاستفادة من العديد من العوامل التي تشكل حافزاً مهماً لاستئناف السياحة العلاجية من أهمها السمعة الطيبة التي حققها الأردن على مستوى العالم في مجال السيطرة على وباء الكورونا مما جعله دولة آمنة من ذلك الوباء وخلو المستشفيات الخاصة منه إلى جانب سمعة الأردن المتميزة في المجال الصحي والعلاجي. واعتماد بروتوكول للسياحة العلاجية في المملكة سيشكل بإذن الله انطلاقة لاستئناف هذه السياحة التي تشكل رافدا هاما للاقتصاد الوطني والدخل القومي والتي تأثرت بشكل كبير جراء التبعات السلبية التي رتبتها جائحة الكورونا على القطاع الصحي في الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى