مقابلات

الدكتور ناجي عون

الإختصاصي ورئيس قسم الأمراض الجرثومية والمعدية في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال

الدكتور ناجي عون

“مضاعفات فيروس كورونا المستجد تزداد في حالات السمنة”

أثبتت الإحصاءات الأخيرة العلاقة بين السمنة وزيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد “Covid-19”، حيث تبين أن أصحاب الوزن الزائد عرضة أكثر من غيرهم للإصابة وفي حال إصابتهم فإن مضاعفات المرض تكون أشد وطأة عليهم مقارنة مع غيرهم. الدكتور ناجي عون، الإختصاصي ورئيس قسم الأمراض الجرثومية والمعدية في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال، تحدث إلى مجلة “المستشفى العربي” حول السمنة ودورها في تفاقم الحالة عند الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وقال: “من العوامل التي تزيد من حدة مضاعفات Covid-19 هي تلك التي تتعلق بالأمراض المزمنة الناتجة عن السمنة مثل السكري وإرتفاع ضغط الدم وإرتفاع نسبة الدهون بالإضافة إلى الأمراض الرئوية الناتجة بدورها عن الوزن الزائد والتي تؤدي إلى عدم القدرة على التنفس بشكل سليم.  ثم إن الدراسات السابقة في هذا المجال، لاسيما في فترة إنتشار فيروس H1N1، تشير إلى أن أصحاب الوزن الزائد في خطر أكثر من غيرهم لإلتقاط عدوى الإلتهابات الفيروسية. 

بالإضافة إلى ذلك، ولأسباب لا تزال مجهولة، فإن من يعاني من السمنة وهو في عمر أقل من الستين لديه خطر مضاعف بالدخول إلى غرف العناية المركزة في حال إصابته بفيروس كورونا المستجد. السمنة كذلك تزيد من حدة الحالة المرضية لدى من يعاني من أمراض رئوية مزمنة بحيث يكون حجم الرئة أصغر وطريقة عملها أقل كفاءة من الأشخاص العاديين. كما أنهم يعانون من إنقطاع التنفس أثناء النوم ما يؤدي إلى الشخير ما يزيد من خطر حدوث تجلطات فيصبح لديهم عاملان مسببان لذلك أي البدانة وفيروس كورونا. كل تلك العوامل تحد من قدرة الجهاز المناعي داخل الرئة في العمل بشكل طبيعي للدفاع عن الأجسام الغريبة التي تدخل اليها، فالخلايا البيضاء الموجودة داخل الرئة لا تعمل بطريقة سليمة لأداء وظيفتها بالشكل المطلوب.

ولكن، كيف يتأثر الجهاز المناعي لدى الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد؟ 

يجيب دكتور عون أن جهاز المناعة يتأثر بكمية الدهون الموجودة حول البطن ما يؤدي إلى خلل في تعرفه على الفيروس؛ هذا الخلل يؤدي إلى تأخر خلايا الجهاز المناعي  في التعرف على الفيروس الجديد بسبب قلة التواصل الناتج عن الدهون المتراكمة وينتج عن ذلك ما يسمى بـ”عاصفة السيتوكين” (Cytokine Storm) فيعتقد الجسم أن أنسجته تشكل أجساما دخيلة. إن مرضى فيروس كورونا من أصحاب الوزن الزائد والسمنة هم عرضة أكثر من غيرهم لمضاعفات وتعقيدات صحية تجعلهم بحاجة للدخول إلى غرف العناية المركزة ليتم وضعهم على أجهزة التنفس الإصطناعي.

على صعيد آخر، تحدث دكتور عون عن التفشي الحاصل اليوم في لبنان والإرتفاع في عدد الحالات قائلا إن إعادة فتح المطار وتخفيض أيام الحجر إلى ثلاثة مع العودة إلى الحياة الطبيعية خاصة في الأماكن المغلقة وإلغاء الإقفال التام الذي تم فرضه في بداية الأزمة مع قلة إلتزام الوافدين بشروط الحجر الصحي كلها عوامل أدت إلى تفاقم عدد الحالات بهذا الشكل، وهو أمر يشكل خطورة كبيرة نظرا لدخولنا في مرحلة التفشي المجتمعي. 

هل يمكن أن يحدث في لبنان “مناعة القطيع” التي كثر عنها الحديث في بداية إنتشار جائحة كورونا؟ 

يقول دكتور عون إننا بتنا نعرف أن الجهاز المناعي لديه خلايا بائية (B-Cells) تقوم بإفراز مضادات طبيعية للدفاع عن الجسم والتي يمكن قياسها من خلال فحص دم معين وهو ما تقوم به غالبية الناس. وكذلك يوجد خلايا تائية (T-Cells) تحفظ في ذاكرتها هذا الفيروس ويمكن أن تدافع عن الجسم في حال دخوله إلى الجسم مرة جديدة. الدراسات في ألمانيا أشارت إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا لفيروسات كورونا المعروفة والتي تسبب الرشح العادي بقي لدى جهازهم المناعي الذاكرة لمحاربة الفيروس بنسبة حوالى 60 بالمائة من الشعب. 

هذا النوع من المناعة هي التي يكثر عنها الحديث اليوم والتي ينتج عنها ما يسمى بـ”مناعة القطيع”. كل هذا رهن في إنتظار الموجة الثانية التي من المتوقع أن تصل في فصل الخريف لنرى كيف سنتعامل مع الفيروس خصوصا أننا لاحظنا أن وطأته باتت أخف على المرضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى