نيوز

مركز الإقلاع عن التدخين في أوتيل ديو

مركز الإقلاع عن التدخين في أوتيل ديو

برنامج شامل لمرافقة المدخن طبّيًا ونفسيًّا

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تزداد أهميّة التوعية عن مخاطر التدخين وفوائد الإقلاع عنه، لا سيّما مع انتشار وباء كورونا العالمي الذي يُعرّض المدخنين أكثر من غيرهم لاشتراكات خطيرة في حال إصابتهم بهذا الفيروس. إنّ الدراسات التي صدرت حديثاً والتي زعمت أنّ النيكوتين يحمي من فيروس كورونا، قد عارضتها دراسات أخرى أثبتت علميّاً أنّ النيكوتين مضرّ ويسبّب الإدمان ولا يمكن أخذه كالدواء للتخلّص من الفيروس. وأشارت الدراسات على مرّ السنين إلى أنّ التدخين يخفّف المناعة داخل القساطر الهوائية، كما أنّه يمنع الشخص من ممارسة إجراءات الوقاية الذاتية المطلوبة، كعدم لمس الوجه باليد، ويجبره على نزع الكمّامة، ممّا يزيد خطر العدوى.

في هذا السياق، يعود مركز الإقلاع عن التدخين في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، الذي تأسّس عام 2013، ويذكّر بهدفه الذي يقتضي مساعدة المدخن الراغب بالإقلاع عن التدخين بأقل أعراض سلبية ممكنة. يضمّ المركز فريق عمل يتألّف من طبيبين متخصّصين بالإقلاع عن التدخين وممرّضة ومعالجة نفسية وأخصائيات تغذية. 

يعمل هذا الفريق سويّاً ويجتمع أعضاؤه كلٌّ بدوره مع الشخص الراغب بالإقلاع عن التدخين لمرافقته ومساعدته لينجح في إتمام برنامج الإقلاع عن التدخين. ولا يقتصر هدف المركز على العلاج فحسب، بل يرتكز أيضاً على التوعية ضمن المؤسسات والبلديات والجامعات والمدارس. تتعدّد الخدمات الطبّية والنفسيّة التي يقدّمها المركز ضمن حزمة كاملة متكاملة، لكن وحده لا يستطيع تحقيق النتيجة المرجوة. على الشخص الراغب بالإقلاع عن التدخين أن يتمتّع بالإرادة اللازمة وأن يكون فعلاً مستعدّاً للتوقف عن ذلك ليحصد نتيجة. 

ففي أوّل جلستين، يقوم المركز باختبار تحفيزي لمعرفة مدى استعداد الشخص للتخلّي عن التدخين. في حال تبيّن أنّه غير مستعد للتوقف اليوم، يبدأ الفريق معه بجلسات تحفيزية ويعيد التقييم بعد فترة حتّى يصبح أكثر استعداداً للانضمام إلى البرنامج. 

يأخذ المركز المدخن على عاتقه لمدّة 3 أشهر يعمل فيها معه على التحفيز النفسي أو العلاج التصرفي الذي أُثبت اليوم أنّه الأكثر فعالية في النجاح بالإقلاع عن التدخين على المدى الطويل وأنّه مفيد أكثر من الدواء. إلّا أنّه يجب في الوقت نفسه دعم العلاج التصرفي بالأدوية التي تخفّف من شعور الرغبة والنقص الذي يختبره المُقلِع عن التدخين عندما يفتقد لمادة النيكوتين فيشعر بعصبية ومشاعر سلبية تجعله يعود مجدّداً إلى التدخين. 

تتعدّد أنواع الأدوية ولا يمكن أخذها من دون إشراف طبي، لذلك يختار الطبيب مع المدخن الدواء المناسب بحسب كلّ حالة. كما يقدّم المركز إرشادات نفسية لمرافقة المريض في مرحلة توقّفه عن التدخين، قد تُعطى وجهاً لوجه أو حتّى عبر تطبيق واتساب من خلال التواصل معه بشكل يومي.

يتبنّى المركز مقاربة متعدّدة التخصّصات ويتميّز بالعمل الجماعي فيه، بحيث يتعاون أعضاء فريقه سويّاً لمتابعة المريض ومساعدته. يزور المدخن المركز مرّة في الأسبوع ليحضر جلسة علاج تصرفي مع المعالجة النفسية ويلتقي بالطبيب لإجراء فحص الـCO أي قياس نسبة أحادي أكسيد الكربون في النفس الذي تقلّ نسبته كلّما التزم بالبرنامج، كما يجيب على مجموعة من الأسئلة لتقييم حالته. 

بالإضافة إلى ذلك، تتضمّن الخدمات التي يقدّمها المركز إستشارات مع أخصائية التغذية عند الحاجة، لأنّ 30% من الذين يقلعون عن التدخين يلاحظون زيادة في وزنهم، فتراقبهم أخصائية المركز كي لا يفشلوا في البرنامج بسبب ذلك. 

إنّ مركز الإقلاع عن التدخين في “أوتيل ديو” هو أوّل مركز يتم تأسيسه في هذا المجال في لبنان والمركز الوحيد الذي يعمل وفق التوصيات والمعايير الدولية العلمية والطبية المطلوبة من كل مركز للإقلاع عن التدخين. فهو يقدّم علاجاً طبّياً مُعتمداً في كلّ عيادات ومراكز الإقلاع عن التدخين في العالم، أُثبت علميّاً أنّه يزيد نسبة الإقلاع عن التدخين حوالى 40 إلى 50%، على عكس بعض المراكز الأخرى التي تعتمد على التنويم المغناطيسي أو الوخز بالإبر أو استخدام الليزر في الأذن، وهي علاجات لم تُثبّت فعاليتها بعد. كما يحرص فريق العمل على تأمين أحدث العلاجات ومواكبة آخر التطورات في هذا المجال.

في لبنان، تبلغ نسبة المدخنين 53% وهي أعلى نسبة بين البلدان العربية. هذه النسبة تستدعي تحرّكاً من قبل الجهات المعنيّة لتقليصها وللتوعية عن أضرار التدخين. من جهته، وضمن حملات التوعية التي ينظّمها، أطلق مركز الإقلاع عن التدخين في أوتيل ديو، لمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 أيّار، مبادرة جديدة دعا فيها المدخنين الراغبين بالإقلاع عن التدخين إلى المشاركة في تحدّي “تلاتين بلا تدخين”، عبر الانضمام إلى غروب على الفيسبوك ليستفيدوا من مرافقة يوميّة ومجانية من قبل أطباء وأخصائيي المركز لفترة شهر أي حتى آخر حزيران.

“تتعدّد أنواع الأدوية ولا يمكن أخذها من دون إشراف طبي، لذلك يختار الطبيب مع المدخن الدواء المناسب بحسب كلّ حالة. كما يقدّم المركز إرشادات نفسية لمرافقة المريض في مرحلة توقّفه عن التدخين، قد تُعطى وجهاً لوجه أو حتّى عبر تطبيق واتساب من خلال التواصل معه بشكل يومي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى